تشهد بنجلاديش تحولًا ملحوظًا في ديناميكيات أسعار المواد الغذائية الأساسية، حيث تجاوزت أسعار البطاطس أسعار الأرز، مما دفع المستهلكين إلى إعادة النظر في خياراتهم الغذائية. ففي أسواق دكا، تراوح سعر الكيلو من البطاطس بين 65 و70 تاكا (حوالي 0.76 إلى 0.82 دولار)، ليصل في بعض المناطق إلى 80 تاكا (نحو 0.94 دولار). في المقابل، بقيت أسعار الأرز من أنواع بايجام وبري-28 وبري-29 عند حدود 65 تاكا للكيلو، بينما بلغ سعر أرز مينيكيت نحو 75 تاكا.
وأدى هذا الفارق السعري إلى تبدل في نظرة المستهلكين للبطاطس، التي كانت تُعتبر بديلًا اقتصاديًا للأرز، لكنها أصبحت الآن تُعامل كسلعة فاخرة. ويعزو تجار محليون هذا التحول إلى الزيادة الحادة في أسعار البطاطس، التي ارتفعت بنسبة 43% خلال عام، لتقفز من 45 إلى 50 تاكا العام الماضي إلى مستوياتها الحالية. وعلى الرغم من الجهود الحكومية لضبط الأسعار عبر حملات تفتيش على مرافق التخزين البارد، إلا أن الأسعار تواصل الصعود، إذ ارتفعت البطاطس بمقدار 10 تاكا خلال أسبوع واحد، و15 تاكا خلال شهر.
ارتفاع أسعار البطاطس
ويعبر المتعاملون في السوق عن قلقهم إزاء هذا الارتفاع المستمر في أسعار البطاطس والأرز على حد سواء. وأشار جاهد الإسلام، أحد المشترين، إلى الصعوبات التي تواجه ذوي الدخل المحدود في تلبية احتياجاتهم، بينما انتقد البائع أبو الخير جهود الحكومة لتخفيض أسعار الأرز، واصفًا إياها بأنها غير مجدية. من جانبه، أكد إسلام شيخ، وهو تاجر بقالة محلي، على تحول البطاطس من سلعة متواضعة إلى منتج فاخر، معربًا عن توقعه مزيدًا من الزيادات في الأسعار مع اقتراب نهاية موسم البطاطس ونفاد المخزونات في التخزين البارد.
إضافة إلى ذلك، أسهمت القيود المفروضة على استخدام الأكياس البلاستيكية في زيادة التكاليف، حيث باتت الحاجة إلى شراء أكياس ورقية للتغليف عبئًا إضافيًا على البائعين. من جهتها، تعمل مديرية حماية حقوق المستهلك الوطنية بقيادة محمد عليم أختر خان على مراقبة مخزونات البطاطس في المخازن الباردة واتخاذ خطوات لمعالجة التضخم، في إطار مساعيها لتحقيق استقرار في السوق.
هذا التحول اللافت في أسعار البطاطس والأرز يعكس التحديات الاقتصادية التي تواجه بنجلاديش، ويعيد تشكيل تفضيلات المستهلكين في ظل تضخم يهدد القدرة الشرائية للعديد من الأسر.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا: