في خطوة جديدة تهدف إلى دعم الأمن الغذائي وضمان استقرار إمدادات الأعلاف، أعلنت الشركة الوطنية الجزائرية للذرة، اليوم 13 نوفمبر 2024، عن طرح مناقصة دولية لشراء 240 ألف طن من الذرة العلفية، وبحسب ما أفادت وكالة “زيرنو أونلاين”، فإن المناقصة ستشمل الذرة من منشأ أرجنتيني أو برازيلي، فيما يعكس توجه الجزائر نحو التنويع في مصادر استيراد الحبوب العلفية لمواجهة التحديات المتزايدة في الأسواق العالمية.
مواصفات المناقصة وجدول الشحن
حددت الشركة الجزائرية موعدًا نهائيًا لتقديم العروض في 13 نوفمبر الجاري، بينما ينتظر أن تتم عملية الشحن خلال النصف الأول من شهر ديسمبر 2024. اختيار توقيت الشحن يأتي لضمان وصول الكميات في الوقت المناسب لتلبية الاحتياجات المستمرة من الذرة العلفية، والتي تعد عنصرًا أساسيًا في صناعة الأعلاف للقطاع الحيواني، تأتي هذه الخطوة كجزء من استراتيجية أوسع تسعى الجزائر من خلالها إلى تأمين موارد العلف بكميات كافية لتمكين المزارعين ومربي الماشية من مواجهة الارتفاعات المستمرة في أسعار الحبوب العلفية.
الجزائر وسوق الذرة: التوجه نحو تنويع المصادر
تلجأ الجزائر إلى أسواق الذرة العالمية، خاصة الأرجنتين والبرازيل، لاعتبارهما من أبرز منتجي الذرة في العالم، مما يتيح للجزائر الاستفادة من وفرة الإنتاج في هذين البلدين وأسعارهما التنافسية، ويعكس هذا التوجه استراتيجية الجزائر لتنويع مصادر الاستيراد وتقليل الاعتماد على مناطق معينة، إذ تواجه الأسواق العالمية تقلبات حادة ناتجة عن الأوضاع المناخية والاضطرابات الاقتصادية.
دور الذرة في دعم قطاع الثروة الحيوانية
تعد الذرة العلفية من العناصر الأساسية في تركيبة الأعلاف الحيوانية، ويزداد الطلب عليها نظرًا لدورها في تحسين الإنتاجية وتحقيق التوازن الغذائي للماشية. تأتي هذه المناقصة لتلبية الطلب المتنامي على الأعلاف، الذي ارتفع بشكل ملحوظ مع توسع القطاع الحيواني في الجزائر. وتعمل الحكومة الجزائرية بشكل متواصل لضمان توفر الأعلاف اللازمة لتلبية احتياجات السوق المحلي، بما يحقق استقرارًا في أسعار المنتجات الحيوانية ويخفف من أعباء الإنتاج على المزارعين.
مناقصات استراتيجية لضمان الأمن الغذائي وتثبيت الأسعار
تعتبر هذه المناقصة جزءًا من جهود الجزائر المستمرة لمواجهة تقلبات أسعار الحبوب في السوق العالمية، حيث تتبنى الدولة نهجًا يعتمد على توقيت المناقصات بشكل دوري للحفاظ على أسعار مستقرة وتوفير احتياجات السوق المحلي، ومن خلال الاستيراد من أسواق متنوعة، تسعى الحكومة الجزائرية إلى الحفاظ على استقرار سلاسل الإمداد وتحقيق الاستدامة في توفير السلع الأساسية في ظل التحديات العالمية الراهنة.
التحولات العالمية وأهمية التحوط في استيراد الحبوب
يأتي هذا التحرك في إطار التحوط من الأزمات الاقتصادية وتقلبات المناخ التي تؤثر على إنتاجية الحبوب عالميًا، حيث تلجأ الجزائر إلى تكوين مخزون استراتيجي من الذرة لتأمين احتياجاتها، وتعد هذه الخطوة ضرورية لتحقيق الأمن الغذائي وتخفيف الضغوط على السوق المحلية، خاصةً أن الذرة تستخدم بشكل رئيسي في الأعلاف، مما يؤثر مباشرةً على أسعار المنتجات الحيوانية والمحاصيل.
التحديات والآفاق المستقبلية لاستيراد الحبوب في الجزائر
مع استمرار الحكومة الجزائرية في طرح مناقصات دورية لاستيراد الحبوب، فإن هذه السياسات تساعدها في بناء مخزون استراتيجي يساهم في تأمين السوق المحلي.
ومع ازدياد الاعتماد على الواردات، تواجه الجزائر تحديات تتعلق بتقلبات الأسعار العالمية واضطراب سلاسل التوريد. ومع ذلك، فإن الجهود الحثيثة لتأمين احتياجات البلاد من الحبوب ستسهم بلا شك في تعزيز الأمن الغذائي واستقرار السوق.
هذه التحركات تعكس استمرارية الجزائر في تعزيز استراتيجيتها الوطنية للأمن الغذائي، وضمان تلبية الاحتياجات العاجلة للمزارعين ومربي الماشية، لتظل البلاد متماسكة اقتصاديًا وقادرة على التكيف مع الأزمات والتحديات الاقتصادية المستمرة.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا: