شهدت أسواق الزراعة في أوروبا تحولًا ملحوظًا، حيث ارتفعت العقود الآجلة لشهر فبراير لبذور اللفت في بورصة باريس إلى أعلى مستوياتها منذ ثلاث سنوات. يأتي هذا الارتفاع في ظل ظروف اقتصادية متغيرة، مع انخفاض أسعار النفط وفول الصويا، مما يثير تساؤلات حول مستقبل السوق.
أسباب الارتفاع
ارتفعت العقود الآجلة لبذور اللفت بنسبة 1.1%، لتصل إلى 520.75 يورو للطن، مدفوعة بعدم اليقين بشأن إمدادات بذور اللفت في النصف الثاني من الموسم. تعود هذه المخاوف إلى انخفاض الحصاد في أستراليا وتقييد المبيعات من المزارعين في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى نقص إمدادات الكانولا من كندا.
في الوقت نفسه، استقرت أسعار بذور اللفت الفورية عند مستوى يتراوح بين 500 و515 يورو للطن، حيث تمكن المصنعون من تجميع المخزونات اللازمة لتلبية الطلب.
الواردات الأوروبية
وفقًا للمفوضية الأوروبية، ارتفعت واردات بذور اللفت في السنة المالية 2024/25 بنسبة 5%، حيث تم استيراد 1.75 مليون طن، منها 1.27 مليون طن من أوكرانيا. هذا يعكس زيادة الاعتماد على السوق الأوكرانية، في ظل التحديات التي تواجه الإنتاج المحلي.
التحديات المستقبلية
يواجه سوق بذور اللفت في الاتحاد الأوروبي تحديات كبيرة، حيث تشير التوقعات إلى أن إمكانيات زيادة الواردات ستستنفد قريبًا. في عام 2014، كانت نسبة استهلاك بذور اللفت المحلية 91%، ومن المتوقع أن تصل إلى 71% بحلول عام 2024، مما يدل على تحول كبير في الاعتماد على الواردات.
الطلب على الزيوت
مع تزايد الطلب على زيت عباد الشمس في الاتحاد الأوروبي، يتراجع الطلب على زيت النخيل. يعتمد الطلب على زيت بذور اللفت بشكل كبير على سياسة الوقود الحيوي، ولكن الاتجاه العام يشير إلى تقليص الواردات في المستقبل.
تتجه أنظار السوق الأوروبية نحو بذور اللفت، حيث يتزايد القلق بشأن الإمدادات والأسعار. يتطلب الوضع الراهن استراتيجيات جديدة لمواجهة التحديات المستقبلية وضمان استدامة الإنتاج الزراعي في المنطقة.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا: