حققت البرازيل رقماً قياسياً جديداً في صادرات السكر، حيث بلغت الشحنات 31.7 مليون طن خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر 2024، متجاوزةً الرقم القياسي السابق البالغ 31.3 مليون طن المسجل في العام الماضي.
ويأتي هذا الارتفاع الاستثنائي مدفوعاً بتزايد الطلب العالمي على السكر البرازيلي، في ظل القيود التي فرضتها الهند على صادراتها من السكر، ساهمت هذه العوامل في تعزيز مكانة البرازيل كأكبر مصدر للسكر في العالم.
العوامل الرئيسية لنمو صادرات السكر البرازيلي
واجهت الهند، ثاني أكبر مصدر للسكر عالمياً، قيوداً كبيرة على صادراتها هذا العام، ما أدى إلى تزايد الاعتماد على البرازيل لسد الفجوة في السوق العالمية، وبحسب شركة أرغوس، استحوذت البرازيل على نحو 70% من السوق العالمية للسكر، مما يعزز دورها كمورد رئيسي للعديد من البلدان التي زادت من طلبها على السكر البرازيلي.
تحولات في وجهات التصدير
شهدت الصادرات البرازيلية من السكر تحولاً في وجهاتها الرئيسية، حيث أصبحت إندونيسيا الآن أكبر مستورد للسكر البرازيلي متجاوزة الصين. وارتفعت واردات إندونيسيا من السكر البرازيلي إلى 2.6 مليون طن، أي حوالي ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في نفس الفترة من العام الماضي.
كما ضاعفت الإمارات ومصر وارداتهما من السكر البرازيلي إلى حوالي 2.1 مليون و1.6 مليون طن على التوالي، مما يعكس تزايد الاعتماد العالمي على إمدادات البرازيل.
دور المخزونات القياسية في دعم الصادرات
رغم توقعات بتراجع محصول قصب السكر في البرازيل لعام 2024، ساعدت المخزونات الكبيرة المتراكمة من الإنتاج القياسي للعام السابق في تلبية الطلب المتزايد على السكر هذا العام.
يوضح هذا أهمية المخزون الاستراتيجي في تأمين تدفق الصادرات، حتى مع انخفاض الإنتاج، لضمان استقرار الإمدادات إلى الأسواق العالمية.
التأثيرات الاقتصادية على البرازيل
يسهم الارتفاع الكبير في صادرات السكر بدور مهم في دعم الاقتصاد البرازيلي، حيث يزيد من الإيرادات المالية ويدعم العديد من القطاعات المرتبطة بإنتاج وتصدير السكر، مثل الزراعة والنقل والتصدير، هذا الازدهار يعزز الاقتصاد البرازيلي ويجعله أقل تأثراً بتقلبات السوق المحلية، نظراً للاعتماد الكبير على الطلب الخارجي.
تمثل الطفرة الكبيرة في صادرات السكر البرازيلي إنجازاً يعكس مرونة وقدرة البرازيل على تلبية الطلب العالمي المتزايد، وسط تحديات الإنتاج والتغيرات في السياسات العالمية.
ومع استمرار الطلب القوي من دول مثل إندونيسيا، والإمارات، ومصر، يبدو أن البرازيل مهيأة للحفاظ على مكانتها كمصدر رئيسي للسكر عالمياً، رغم التحديات المتوقعة في الإنتاج.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا: