ولد كمال الدسوقي دكتور فلسفة الجودة، وصاحب عملاق التصنيع العالمية للصوف الصخري «روكال» بإحدى القرى الصغيرة في محافظة الدقهلية.
والتحق بكلية لغات وترجمة بالقاهرة، ليبدأ الفلاح النجيب رحلة جديدة في حياته، فلم تكن الإجازة الصيفية فترة للراحة بل كان يسافر الدول العربية، لتوفير نفقاته طوال العام.
من هو كمال الدسوقي
وتخرج «الدسوقي» عام 1985، وعمل مترجمًا في إحدى الشركات الصناعية الهولندية في مصر، لمدة 10 سنوات. وخلال السنوات الأولى عمل بالترجمة ثم سحرته الصناعة فوجد شغفه بها.
وحرص طوال فترة عمله بالشركة الهولندية تعلم كل ما يحتاجه السوق، وفنيات الصناعة، وكان يقتطع جزء شهريًا من راتبه لتكون نواه لتحقيق هدفه المنشود.
وفي 1996 أخذ القرار الأصعب وقتها، هل يستمر بالعمل موظفًا بتقاضي راتبًا ممتاز أم يخوض المخاطرة ويبدأ في إنشاء شركته الخاصة؟
«روكال» قصة نجاح بدأت بـ15 ألف جنيه
وتمكن هدفه منه ليبدأ مشروعًا صغيرًا بمعدات محدودة وبدائية وقتها، بإنشاء مصنعًا متناهي الصغر لإنتاج المواد العازلة. وبرأسمال لم يتجاوز 15 آلاف جنيهًا، وتمخض هذا القرار بمولود جديد في السوق وهو الشركة العالمية للصوف الصخري «روكال».
وكيف لمبتدئ كسب السوق ومنافسة الشركات الكبرى؟ وهنا فكر في تصنيع منتجات صغيرة يحتاجها السوق ولا توفرها الشركات الكبيرة. ولم يكن الطريق ممهدًا بالورود بل واجهته تحديات كبيرة تمكن تجاوزها.
وخلال سنوات قليلة حقق نجاحًا جيدًا في السوق، وطور مصنعه، وراسل الشركات العالمية ليكون وكيلًا لها في مصر. وفي مطلع عام 2000 توسع في تصنيع منتجات جديدة يحتاجها السوق من المواد العازلة.
ونجح منتج «روكال» في الخروج للعالمية وتصدر الشركة حاليًا لدول عديدة في الأسواق العربية والأوروبية والأفريقية.
ولم يكتفي الدسوقي بالشهادة الجامعية بل واصل تعليمه عن بعد في كلية الزراعة جامعة القاهرة لتكون الأساس لبناء الاستثمار الذي يعشقه منذ نعومة أظافرة وهو الزراعة.
2004 بداية الانطلاق نحو الزراعة
وفي عام 2004 وجد الدسوقي أن هذا هو الوقت المناسب لتحقيق شغفه مستفيدًا من خبرة السنوات في السوق. واشترى مزرعة كبيرة في وادي النطرون ليؤسس روكال الزراعية، وهي تصدر حاليًا منتجاتها من المانجو إلى دول العالم المختلفة.
وحرص على العمل العام وتدرج به ليصبح رئيسًا لشعبة المواد العازلة في غرفة مواد البناء باتحاد الصناعات. كما أصبح عضوًا في مجلس إدارة اتحاد الصناعات، وعضوًا في مجالس إدارة عدة شركات وإحدى الجهات الحكومية.
سطور من ذهب
وفي 2020 كتب الدسوقي أولى كتبه ليسطر به خبرة السنوات في مجال الصناعة بكتاب «الصناعة مفتاح الـمليار دولار صادرات».
وفي 2022 نشر كتابًا جديدًا وهي «صناعة الزراعة» ليدمج في هذين الكتابين وصفة ورشته للتقدم في الصناعة والزراعة في مصر.
ويواصل الدسوقي حاليًا خطته للتوسع بمجموعة العالمية للصوف الصخري «روكال» وشركاتها التابعة، معتمدًا على فلسفته في الحياة أن «النجاح ليس حكرًا على أحد طالما الشخص يجتهد ويعرف جيدًا هدفه».