خاص| التمور المصرية كنز طبيعي يعزز الاقتصاد الوطني(حوار)

تُعتبر مصر من الدول الرائدة في مجال زراعة وإنتاج التمور، حيث تُعد هذه المحاصيل استراتيجية مهمة تسهم في تغطية السوق المحلي وتصدير الفائض، مما يعزز العائد الاقتصادي للبلاد.

إنتاج التمور في مصر

و كشف الدكتور أمجد أحمد القاضي، مدير مركز تكنولوجيا الصناعات الغذائية والتصنيع الزراعي بوزارة الصناعة، عن أن إنتاج مصر من البلح والتمر بأنواعه المختلفة (الرطبة، النصف جافة، الجافة، والأصناف البذرية المجهولة) يُقدَّر بحوالي 1.8 مليون طن سنويًا. هذا الإنتاج يمثل 19% من إجمالي الإنتاج العالمي (المقدر بـ9.5 مليون طن) و24% من الإنتاج العربي (المقدر بـ7.5 مليون طن).

أضاف «القاضي» في حواره لـ«بيزنس 24»، أن وفرة الإنتاج السنوية جعلت مصر تحتل المركز الأول عالميًا في هذا المجال، حيث تنتشر زراعة النخيل وإنتاج البلح في معظم محافظات الجمهورية، مما يتيح إنتاج أصناف متنوعة من التمور. ويزيد عدد النخيل المثمر في مصر عن 16 مليون نخلة.

المنشآت الصناعية

يوجد في مصر حوالي 142 منشأة صناعية تعمل في مجال تصنيع وتعبئة التمور، منها 52 مصنعًا في محافظة الجيزة، و33 مصنعًا في محافظة الوادي الجديد، و14 مصنعًا في سيوة بمحافظة مطروح.

أصناف التمور المصرية

تتعدد أصناف التمور في مصر، وتشمل:

الأصناف الرطبة: تمثل أكثر من نصف الإنتاج، مثل الحياني والزغلول. تتركز زراعتها في محافظات البحيرة وكفر الشيخ ودمياط والشرقية، وتُستهلك غالبًا في السوق المحلي.

الأصناف النصف جافة: مثل السيوي والصعيدي، تمثل حوالي 20% من الإنتاج وتُزرع في الوادي الجديد والواحات البحرية ومحافظات أخرى. تُعتبر هذه الأصناف مرغوبة في الأسواق العالمية.

الأصناف الجافة: تشمل السكوتي والجنديلة، وتمثل حوالي 5% من الإنتاج، وتنتشر زراعتها في أسوان.

الأصناف البذرية المجهولة: تشمل المجهل والمنتور، وتمثل حوالي 25% من الإنتاج، وبعضها ذو جودة مرتفعة مثل صنف الملكابي.

صادرات مصر من التمور

حققت مصر أعلى كمية صادرات لها في عام 2023، حيث صدرت حوالي 73 ألف طن من التمور الطازجة ومصنعاتها إلى 77 دولة، مما جعلها تحتل المركز التاسع عالميًا والمركز الثاني أفريقيًا بعد تونس. كما بلغت قيمة صادرات التمور المصرية 88 مليون دولار، مما يعكس النمو الملحوظ في تنافسية التمور المصرية على الساحة الدولية.

وقد حققت مصر تقدمًا ملحوظًا في تصنيفها العالمي، حيث ارتفعت من المركز الثاني عشر في عام 2021 إلى المركز التاسع في عام 2022. وفقًا لبيانات مركز التجارة الدولية التابع للأمم المتحدة، من المتوقع أن يشهد التصنيف تحسنًا أكبر في عام 2024، بفضل الزيادة المستمرة في قيمة الصادرات والتوسع في إنتاج وتصنيع وتصدير أصناف التمور عالية القيمة.

أهمية تطوير صناعة التمور

تتطلب صناعة التمور اهتمامًا خاصًا لتعظيم القيمة المضافة والمردود الاقتصادي، خاصة للتمور ذات القيمة التسويقية المنخفضة والتمور الفائضة والتي لا يمكن استهلاكها بحالتها. يشمل ذلك تطوير المنتجات وتحسين الجودة والإنتاجية، مما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي.

بالإضافة إلى ذلك، يسهم تطوير صناعة التمور في زيادة مدة الحفظ، وتنويع المنتجات في السوق، وزيادة الاستهلاك على مدار العام. كما أن الاهتمام بتطوير هذه الصناعة يعزز من حجم الصادرات، ويحسن دخل المنتجين، ويساعد في تحقيق التنمية المستدامة.

استراتيجية الوزارة لتطوير قطاع التمور

تولي وزارة التجارة والصناعة اهتمامًا خاصًا بقطاع التمور، باعتبار مصر أكبر منتج للبلح والتمور على مستوى العالم. يُعتبر هذا القطاع من القطاعات الواعدة لزيادة الاستثمارات، وخلق فرص العمل، وزيادة الصادرات، وتحقيق التنمية.

دراسات استراتيجية لتطوير قطاع التمور

تم إصدار أطلس للتمور المصرية بالتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) في عام 2018. كما تم إصدار الخريطة الجغرافية لأهم أصناف النخيل المزروعة في مصر بالتعاون مع “المجلس التصديري للحاصلات الزراعية” وجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، تمهيدًا لإصدار خريطة استثمارية لمشروعات زراعة النخيل وتصنيع التمور.

تطوير وإنشاء مصانع جديدة

تم إعداد الدراسات الفنية اللازمة لإنشاء مصنع تمور سيوة الحكومي، الذي يضم ستة خطوط إنتاج مختلفة، بالتعاون مع وزارة التعاون الدولي ومحافظة مطروح في عام 2007. تم تأهيل المصنع بتكلفة تقدر بحوالي 10 مليون جنيه، بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع جائزة خليفة. شمل التحديث توريد أول ماكينة للفرز والتدريج الضوئي الإلكتروني للتمور النصف جافة في مصر عام 2019.

كما تم العمل على إنشاء مخازن مبردة ومجمدة للتمور بسعة 4000 طن في الواحات البحرية التابعة لمحافظة الجيزة، بتكلفة حوالي 16 مليون جنيه، بدعم من حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع جائزة خليفة. تم تسليم الثلاجات إلى محافظة الجيزة في عام 2020.

الترويج للتمور المصرية وتسويقها

يتم الترويج للتمور المصرية من خلال تنظيم المهرجان الدولي السنوي للتمور تحت رعاية رئيس الجمهورية، والذي يُعقد منذ عام 2015 بالتعاون مع جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، بدعم من دولة الإمارات.

كما تم المشاركة في تنظيم أربع دورات من مهرجان القاهرة للتمور، ودورتين من مهرجان الجيزة للتمور في الواحات البحرية والجيزة.

بالإضافة إلى ذلك، تم دعم مشاركة مصنعي ومصدري التمور المصرية في معارض ومهرجانات دولية في الإمارات والسعودية والسودان والأردن والمغرب وموريتانيا والمكسيك منذ عام 2016، فضلاً عن المعارض المحلية والمشاركة في جولات دراسية في الإمارات وتونس.

تم إعداد 28 دراسة تسويقية للتمور المصرية في عدد من الأسواق الدولية المستهدفة من خلال التمثيل التجاري في عامي 2018 و2019، وتم إتاحة هذه الدراسات للمصدرين.

الدعم الفني وربط الصناعة بالبحث العلمي وتطوير المنتجات

تم تنفيذ مشروع تطوير سلسلة القيمة للتمور بتمويل من منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة (FAO) في عدة محافظات، منها أسوان والوادي الجديد والجيزة ومطروح والبحيرة وكفر الشيخ، خلال الفترة من 2017 إلى 2018.

تعظيم الاستفادة من النواتج الثانوية للنخيل

تم إنشاء مركز تدريب الصناعات اليدوية في سيوة بالتعاون مع وزارة التعاون الدولي ومحافظة مطروح في عام 2007.

كما تم إعداد دراسة تهدف إلى تعظيم القيمة المضافة للمنتجات الثانوية للنخيل، خاصة في مجال إنتاج الأعلاف.

لمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة تابعنا على صفحة فيسبوك من هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى