
شهدت أسواق الذهب العالمية تطورات لافتة الأسبوع الماضي، مدفوعة بالتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما أدى إلى انتقال الاستثمارات نحو الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا وسط تقلب الأسواق المالية.
كما أثرت سياسات البنوك المركزية، بما في ذلك خفض الفائدة في مصر، على التوقعات المستقبلية لسوق الذهب المحلي.
وفقًا لتقرير جولد بيليون، سجلت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا بنسبة 2.8% خلال الأسبوع الماضي، حيث بلغت الأونصة أعلى مستوى تاريخي عند 3357 دولارًا قبل أن تغلق تداولاتها عند 3327 دولارًا، بعد أن افتتحت عند 3222 دولارًا.
الذهب العالمي يواصل الصعود للأسبوع الثاني على التوالي، محققًا منذ بداية عام 2025 ارتفاعًا بنسبة 26.8%، في ظل طلب متزايد من البنوك المركزية والأسواق الكبرى، ما يعكس توجهًا عالميًا نحو تعزيز الاحتياطيات بالذهب كأصل آمن.
التوترات التجارية تضغط على الأسواق
في سياق متصل، صعّدت الولايات المتحدة من سياستها تجاه الصين، حيث أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفتح تحقيق حول فرض رسوم جمركية جديدة على واردات المعادن الأساسية، إلى جانب مراجعة واردات الأدوية والرقائق الإلكترونية، وهو ما أدى إلى تفاقم التوترات التجارية العالمية.
من جهة أخرى، أعلنت شركة إنفيديا عن تراجع أرباحها المتوقعة للربع الأول من العام بمقدار 5.5 مليار دولار بسبب القيود الأمريكية على تصدير الرقائق إلى الصين. هذا التوجه أثر سلبيًا على أسهم شركات التكنولوجيا الآسيوية، وأدى إلى خسائر كبيرة في سوق العقود الآجلة الأمريكية، مع تصاعد المخاوف من فقدان السوق الصيني كمركز رئيسي للرقائق الإلكترونية.
السياسات الجمركية وتأثيرها على الأسواق
رغم هذا التصعيد، أعلنت إدارة ترامب عن إعفاء مؤقت لمدة 90 يومًا لبعض الدول من الرسوم الجمركية، مع استثناء قطاع الإلكترونيات من الضريبة البالغة 145% المفروضة على الصين، في محاولة لتهدئة بعض الأسواق.
في ظل هذه الأجواء، زاد الإقبال على الذهب كملاذ آمن، لا سيما في ظل غياب مؤشرات على قرب التوصل إلى اتفاق تجاري بين واشنطن وبكين.
توقعات مستقبلية لأسعار الذهب
في هذا السياق، رفعت المؤسسات المالية العالمية توقعاتها لأسعار الذهب. وأعلن بنك ANZ عن توقعاته بوصول سعر الذهب إلى 3600 دولار للأونصة بنهاية العام، مع تسجيل 3500 دولار في الأشهر الستة المقبلة، مستندًا إلى عوامل مثل مخاطر الركود، التوترات الجيوسياسية، اضطرابات سلاسل التوريد، وتغير سياسات الفائدة عالميًا.
الدولار الضعيف يدعم الذهب
ساهم ضعف الدولار الأمريكي، نتيجة عزوف المستثمرين عن سندات الخزانة الأمريكية، في زيادة الطلب على الذهب. هذا التراجع يعكس ارتفاع حالة عدم اليقين الاقتصادي مع استمرار السياسات الجمركية التصعيدية.
تصريحات الفيدرالي الأمريكي
في المقابل، صرّح رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، أن البنك لا ينوي خفض أسعار الفائدة في الوقت الحالي. وأكد أن الرسوم الجمركية الجديدة تزيد من الضغوط التضخمية، مما قد يعيق تحقيق أهداف البنك النقدية إذا لم تتراجع هذه التوترات.
إقرأ المزيد:
جولد بيليون : الذهب يواصل مكاسبه بـ 26.8 % رغم جني الأرباح
جولد بيليون: الذهب يعود للارتفاع بعد تراجع محدود وسط ترقب الأسواق لرسوم ترامب