انخفض سعر الذهب العالمى للجلسة الخامسة على التوالى ليسجل أدنى مستوى منذ شهرين، وذلك فى ظل الارتفاع الحاد فى مستويات الدولار الأمريكى والعوائد على السندات الحكومية الأمريكية، فى ظل عدم اليقين المحيط بتوقعات استمرار خفض البنك الفيدرالى للفائدة خلال الفترة القادمة.
سعر أونصة الذهب العالمى
سجل سعر أونصة الذهب العالمى انخفاض اليوم بنسبة 1.2% ليسجل أدنى مستوى منذ 9 أسابيع عند 2563 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند 2542 دولار للأونصة وكان قد افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2573 دولار للأونصة، وفق تحليل جولد بيليون.
وانخفض الذهب منذ بداية الأسبوع بنسبة 5.3% وهو أكبر انخفاض أسبوعى منذ يونيو 2021، بينما قد سجل انخفاض منذ بداية شهر نوفمبر بنسبة 7.3% ويكون قد انخفض من أعلى مستوى تاريخى سجله عند 2790 دولار للأونصة بنسبة 8.1% وفقد 227 دولار من قيمته.
السبب المباشر وراء هذا الانخفاض الحاد فى مستويات الذهب
السبب المباشر وراء هذا الانخفاض الحاد فى مستويات الذهب كان قوة الدولار الأمريكى الذى ارتفع اليوم وسجل أعلى مستوياته منذ عام كامل مقابل سلة من العملات الرئيسية، مما يجعل الذهب أكثر تكلفة للمشترين الممتلكين لعملات أخرى.
من جهة أخرى ارتفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات منذ بداية الأسبوع بنسبة 3.6% ليسجل اعلى مستوى منذ شهر يوليو الماضى.
فى الوقت الحالى نجد أن تحركات الذهب تعتمد بشكل أساسى على تحركات الدولار و عوائد السندات، حيث تصبح العلاقة العكسية بينهما عند أقوى حالاتها، وهو السبب وراء الانخفاض السريع والأقوى فى مستويات الذهب منذ بداية العام.
بيانات التضخم الأمريكية التى صدرت يوم أمس عن الاقتصاد الأمريكي أظهرت ارتفاع التضخم خلال شهر أكتوبر ليوافق التوقعات ودون تغير عن القراءة السابقة، الأمر الذى يدل على ثبات معدلات التضخم التى لا تزال أعلى من مستهدف البنك الفيدرالى الأمريكى عند 2%.
عمل هذا على زيادة التوقعات أن البنك الفيدرالى الأمريكى قد يضطر إلى إبطاء عملية التيسير النقدى وخفض الفائدة خلال الفترة القادمة، خاصة أن التوقعات تشير أن سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة ترامب سيكون لها تأثير تضخمى على الاقتصاد خلال العام القادم، وفق التحليل الفنى لجولد بيليون.
ويظل لدى البنك الفيدرالى المساحة الكافية للقيام بخفض جديد لأسعار الفائدة خلال اجتماعه الأخير هذا العام فى ديسمبر، وذلك بعد أن خفض الفائدة 50 نقطة أساس فى سبتمبر و25 نقطة أساس فى نوفمبر.
توقعات الأسواق تزايدت بعد بيانات التضخم الأمريكية يوم أمس لتشير الآن إلى قيام البنك الفيدرالى بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس فى اجتماع ديسمبر باحتمال نسبته 85%، حيث يساعد التضخم الثابت حتى الآن البنك على خفض الفائدة قبل أن يتحرك التضخم لأعلى.
ويظل أعضاء البنك الاحتياطى الفيدرالى حذرين بشأن تخفيضات أسعار الفائدة فى المستقبل، مشيرين إلى المخاطر المحتملة للتضخم حيث يتوقع رئيس البنك الاحتياطى الفيدرالى فى سانت لويس ألبرتو موساليم انخفاض التضخم تدريجيًا، بينما حذر رئيس البنك الاحتياطى الفيدرالى فى دالاس لوغان من أن التيسير المفرط قد يعيد إشعال الضغوط التضخمية.
هذا وتنتظر الأسواق اليوم صدور مؤشر أسعار المنتجين فى الولايات المتحدة وبيانات مطالبات البطالة الأسبوعية، بالإضافة إلى تصريحات من رئيس البنك الاحتياطى الفيدرالى جيروم باول فى وقت لاحق من اليوم.
أسعار الذهب فى مصر
استمر الذهب المحلى فى الهبوط السريع متأثراً بحركة الذهب العالمى الذى دخل فى موجة تصحيح سلبى قوية لم يشهدها منذ العام الماضى، ليعمل هذا على دفع سعر الذهب المحلى فى الهبوط بشكل كبير خاصة مع عدم وجود عوامل أخرى تدعمه.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم عند المستوى 3580 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 3555 جنيه للجرام، وذلك بعد أن انخفض يوم أمس بمقدار 40 جنيه ليغلق عند المستوى 3595 جنيه للجرام بعد أن افتتح تداولات الأمس عند 3635 جنيه للجرام.
الذهب المحلي فقد 295 جنيه من سعر الجرام منذ تسجيله القمة السعرية الأخيرة عند 3850 جنيه للجرام وحتى أقل سعر سجله اليوم عند 3563 جنيه للجرام، وكان السبب الرئيسى هو انخفاض سعر الذهب العالمى بشكل كبير وسريع.
الجدير بالذكر أن سعر صرف الدولار مقابل الجنيه ارتفع اليوم ليصل إلى متوسط 49.40 جنيه لكل دولار، وبالرغم من هذا استمر سعر الذهب المحلى فى الهبوط، لأن حركة سعر الصرف تظل ضمن نطاق الاستقرار وبحركة تدريجية دون قفزات مفاجأة.
تصريحات رئيس الوزراء المصري الأخيرة أفادت أنه لا توجد نية لحدوث تعويم جديد فى سعر الصرف وأن الشائعات الأخيرة لا أساس لها، خاصة أن المؤسسات الدولية أشارت أن مصر تتبع سياسة مرنة فى سعر الصرف.
ساعد هذا على استقرار سعر الصرف خلال الفترة الأخيرة، وبالتالى اعتمد تسعير الذهب المحلى على حركة سعر أونصة الذهب العالمى، خاصة أن الطلب المحلى على الذهب مؤخراً يشهد تراجع.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
انخفض سعر الذهب العالمي بشكل حاد خلال تداولات اليوم ليسجل أدنى مستوى منذ 9 أسابيع وذلك فى ظل قوة الدولار الأمريكى وارتفاع عوائد السندات الحكومية الأمريكية، حيث صدرت يوم أمس بيانات التضخم الأمريكية التى أظهرت ثبات معدلات التضخم وتوقفها عن التراجع مما زاد من عدم اليقين بشأن مستقبل أسعار الفائدة.
يستكمل الذهب المحلى رحلة الهبوط السريع التى يشهدها خلال الفترة الأخيرة وذلك فى ظل التراجع الكبير فى سعر الذهب العالمى الذى يتحرك فى حركة تصحيح كبيرة لم يشهدها منذ النصف الثانى من العام الماضى، ليدفع معه السعر المحلى إلى الهبوط.
استطاع سعر الذهب العالمى أن يستمر فى الانخفاض ويكسر منطقة الدعم حول المستوى 2600 دولار للأونصة والتى تمثل المستوى التصحيحى 38.2% ليغلق جلسة الأمس تحت هذه المنطقة الأمر الذى يزيد من حدة الهبوط اليوم ليصل إلى المستوى 2540 دولار للأونصة الذى يمثل المستوى التصحيحى 50%، وفى حال استطاع كسره يستهدف المستوى 2480 دولار للأونصة الذى يمثل المستوى التصحيحى 61.8% مروراً بالمستوى النفسى 2500 دولار للأونصة.
أما عن السعر المحلى
انخفض سعر الذهب المحلى عيار 21 خلال تداولات اليوم بعد أن أغلق جلسة الأمس تحت المستوى 3600 جنيه للجرام الأمر الذى زاد من الضغط السلبى والزخم الهابط على حركة السعر خلال جلسة اليوم ليسجل أدنى مستوى عند 3555 جنيه للجرام بالقرب من المستوى 3550 جنيه للجرام وبعده المستوى 3500 جنيه للجرام.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا: