تشهد تركيا في الآونة الأخيرة تحولاً كبيراً في سياسات استيراد زيت عباد الشمس، حيث انخفضت وارداتها لهذا المنتج بشكل حاد خلال موسم 2023/2024، لتسجل أدنى مستوى لها خلال ثلاث سنوات، يُعزى هذا التراجع إلى عدة عوامل مؤثرة، أبرزها انخفاض الإمدادات من أوكرانيا والتحديات الاقتصادية العالمية، ما جعل هذا الملف محط اهتمام واسع بين الخبراء وصنّاع القرار في تركيا وخارجها.
انخفاض حاد في واردات زيت عباد الشمس
وفقًا لموقع Oil World، استوردت تركيا 350 ألف طن فقط من زيت عباد الشمس خلال موسم 2023/2024، وهو رقم يقل بحوالي 200 ألف طن عن وارداتها في الموسم السابق 2022/2023، يمثل هذا التراجع أدنى مستوى خلال السنوات الثلاث الماضية، ويأتي في ظل تراجع إمدادات هذا المنتج الحيوي من أوكرانيا، التي تعد من أكبر المصدّرين عالمياً لزيت عباد الشمس.
تصاعد الصادرات واستنزاف المخزون المحلي
على الرغم من تراجع الواردات، ارتفعت صادرات زيت عباد الشمس التركية بنسبة 6% في الموسم نفسه، لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 350 ألف طن. هذا التوجه إلى زيادة الصادرات رغم تقلص الواردات أدى إلى استنزاف المخزون المحلي، ما قد يضع السوق التركية أمام تحديات كبيرة، خاصة مع ازدياد الطلب المحلي.
تراجع محصول بذور عباد الشمس وتأثيره على الاحتياجات التركية
يعاني محصول بذور عباد الشمس في تركيا من تراجع للعام الثاني على التوالي، مما يعمق من الحاجة إلى زيادة الواردات لتلبية الطلب المحلي المتزايد.
هذا التراجع المستمر في الإنتاج المحلي يأتي كنتيجة لعوامل مناخية واقتصادية، ويزيد من اعتماد تركيا على استيراد هذا الزيت، الذي يشكل عنصراً أساسياً في غذاء الأسر التركية والصناعات الغذائية.
أسعار عالمية مرتفعة وتحديات اقتصادية
يواجه المستوردون الأتراك تحديات أخرى متمثلة في ارتفاع أسعار زيت عباد الشمس في الأسواق العالمية، هذا الارتفاع جعل المستوردين يترددون في شراء كميات إضافية بسبب تكاليف الشحن المرتفعة وتقلبات الأسواق العالمية.
ويتوقع العديد من المستوردين حدوث تخفيض محتمل في الرسوم الجمركية على واردات زيت عباد الشمس في أوائل عام 2025، ما قد يسهم في تخفيف الأعباء المالية على المستوردين وتحفيز الاستيراد مجددًا.
توقعات وتوصيات
من المتوقع أن تعيد الحكومة التركية النظر في سياسات الاستيراد وفرض الرسوم الجمركية على زيت عباد الشمس، مع احتمال اتخاذ تدابير لتسهيل دخول هذا المنتج إلى السوق المحلي بأسعار تنافسية، وبالنظر إلى الظروف الراهنة، قد يتطلب الأمر تدخلات حكومية إضافية لضمان توازن السوق وتلبية احتياجات المستهلكين والصناعات المعتمدة على زيت عباد الشمس.
إن تراجع واردات زيت عباد الشمس وارتفاع صادراته يشير إلى ضرورة إعادة تقييم السياسات التجارية لتركيا في هذا القطاع. ومع التحديات المناخية والاقتصادية المستمرة، قد تجد تركيا نفسها مضطرة إلى اتخاذ خطوات سريعة وفعالة لضمان استقرار السوق المحلي وتفادي تأثيرات تقلبات الأسعار العالمية على الاقتصاد التركي.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا: