في إطار سعيها لتعزيز مخزونات فول الصويا، تتسارع الصين إلى تحقيق حجم قياسي من الواردات بعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه. حيث أظهرت البيانات أن حجم المشتريات في أكتوبر بلغ 8.09 مليون طن، وهو الرقم الأكبر لهذا الشهر منذ أربع سنوات. مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي، شهدت الواردات قفزة بنسبة 56%، مما يعكس استراتيجية الصين في تأمين احتياجاتها الغذائية.
التحديات السياسية وتأثيرها على السوق
أشار التجار إلى أن المصدرين الأمريكيين يسرعون من جهودهم لإيصال محصول فول الصويا إلى الصين، وذلك قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية. يأتي ذلك وسط مخاوف من تفاقم التوترات التجارية بين واشنطن وبكين في حال فوز ترامب، مما قد يؤثر سلبًا على العلاقات التجارية بين البلدين.
ارتفاع الأسعار وتوقعات السوق
تحسنت هوامش معالجة فول الصويا في منشآت تشيزهاو، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الوجبة. فقد ارتفعت أسعار العقود الآجلة لوجبة فول الصويا في بورصة داليان بنسبة 3.6% بعد أنباء فوز ترامب، كما شهدت أسعار عقود وجبة بذور اللفت في تشنغتشو زيادة بنسبة 4.76%.
آفاق الواردات الصينية
رغم التحديات، توقعت روزا وانج من شركة الاستشارات الزراعية JCI أن تستمر الصين في استيراد كميات ضخمة من فول الصويا خلال الأشهر المقبلة، في محاولة لتخزينها قبل تولي ترامب منصبه في يناير. وقد بلغ إجمالي واردات فول الصويا من يناير إلى أكتوبر 2024 حوالي 89.94 مليون طن، بزيادة 11.2% على أساس سنوي.
تنويع المصادر لمواجهة التحديات
منذ عام 2018، عملت الصين على تنويع وارداتها من فول الصويا، وزيادة حصة المنتجات البرازيلية، وذلك ردًا على الإجراءات الأمريكية غير الودية وزيادة الرسوم الجمركية. هذه الاستراتيجيات تهدف إلى ضمان الأمن الغذائي للصين وعدم الاعتماد الكلي على المنتجات الأمريكية.
في الختام، يتضح أن الصين تتبنى سياسة استباقية لتأمين احتياجاتها من فول الصويا، في ظل التوترات المتزايدة مع الولايات المتحدة، مما يبرز أهمية استراتيجيات التنويع في تأمين مستقبلها الغذائي.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا: