تشهد روسيا تحولًا ملحوظًا في استراتيجياتها الزراعية، حيث يعتزم المزارعون تقليص إنتاج القمح في عام 2024. وفقًا لوكالة رويترز، يأتي هذا القرار بعد خسائر كبيرة تكبدها المزارعون في الموسم الحالي. مما دفعهم إلى التفكير في زراعة محاصيل أكثر ربحية مثل البازلاء والعدس وعباد الشمس. هذا التحول يمثل تحديًا كبيرًا للخطط الروسية الرامية إلى توسيع صادرات القمح وتعزيز مكانتها كقوة زراعية عالمية.
تأثير الخسائر على الإنتاج
يُتوقع الخبراء أن يحصد المزارعون الروس 83 مليون طن من القمح هذا العام، مقارنةً بـ 92.8 مليون طن في عام 2023 و104.2 مليون طن في عام 2022. تشير هذه الأرقام إلى تراجع كبير في إنتاج القمح، وهو ما يعكس تأثير الظروف المناخية غير المواتية. كما أوضح ماكسيم ليفشونوف، رئيس جمعية “مزارعي الشعب في منطقة أومسك”، أن الحصاد في منطقته تأثر بشكل سلبي بسبب الأمطار المتكررة، مما جعل معظم المحصول غير صالح إلا كعلف للحيوانات.
أقرأ أيضًا:
الجزائر تطرح مناقصة لشراء 350 ألف طن من القمح لتعزيز أمنها الغذائي
الجزائر تتحرك لتأمين احتياجاتها من الذرة: مناقصة لشراء 240 ألف طن لتعزيز الأمن الغذائي
التحديات المناخية
تتزايد المخاوف بشأن تأثير التغيرات المناخية على الزراعة في روسيا، حيث يعاني المزارعون في المناطق الجنوبية من جفاف متكرر. في هذا السياق، أشار يفجيني جروميكو، رئيس مجمع إن آي تكاتشيف الزراعي ونائب وزير الزراعة السابق، إلى أن ارتفاع درجات الحرارة في الجنوب يتطلب التفكير في إعادة هيكلة الأراضي المزروعة لمواجهة التحديات المستقبلية.
الخيارات البديلة للمزارعين
مع تراجع إنتاج القمح، يتجه المزارعون إلى زراعة محاصيل بديلة مثل البازلاء والعدس، التي تُعتبر أكثر ربحية في ظل الظروف الحالية. هذا التحول قد يساهم في تحسين الوضع الاقتصادي للمزارعين. لكنه في الوقت نفسه قد يؤثر سلبًا على إمدادات القمح المطلوبة محليًا ودوليًا.
يواجه القطاع الزراعي في روسيا تحديات كبيرة تتطلب استجابة سريعة وفعالة. بينما يسعى المزارعون لتكييف استراتيجياتهم مع الظروف المناخية المتغيرة، يبقى السؤال حول كيفية تأثير هذه التغييرات على صادرات القمح والاقتصاد الزراعي ككل. يتطلب الأمر استراتيجيات مبتكرة لضمان استدامة الإنتاج الزراعي وتحقيق الأهداف الاقتصادية المرجوة في المستقبل.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا: