«خاص بيزنس 24»| عوامل أدت لارتفاع أسعار الألبان ومنتجاتها

في ظل الارتفاع الذي شهدته أسعار الألبان ومنتجاتها، نعرض لكم أهم العوامل التي أثرت في تلك الزيادة، كما نستعرض بعض الحلول لمواجهتها.

أسعار الألبان

قال عبد القادر نوفل، مدير مصنع نوفل للألبان، أن سعر كيلو اللبن البقري يتراوح اليوم ما بين 15 و 16 جنيهًا في المزرعة. مرتفعًا بشكل كبير عن الفترة الماضية حيث كان سعر كيلو اللبن البقري بعد العيد الكبير يصل إلى 12 جنيهًا.

كما قال أيمن صالح، مدير عام شركة الأنوار لمنتجات الألبان، أن أسعار الألبان استقرت خلال الـ 3 أشهر الأولى من السنة الجارية. بينما حدث ارتفاع في أسعارها في الـ 3 أو 4 أشهر التاليين لهم بنسبة زيادة حوالي 15% أو 20%. مضيفًا أنه خلال السنة ونصف الماضية فقط حدث ارتفاع بأكثر من 100% لكل منتج من منتجات الألبان.

زيادة سعر الدولار

وهنا أوضح السبب الارتفاع في أسعر الألبان ومنتجاتها جاء نتيجة لزيادة سعر الدولار، فالمصانع تضطر للجوء للبن البودر المستورد. لعدم توافر اللبن المحلي حيث أن اللبن المحلي الذي يأتي من المزارع يمثل بديل للبن البودر. ولأن الثاني سعره مرتفع بفعل أزمة الدولار تضاف تكلفة استيراده على سعر المنتج النهائي، مما يؤدي لحدوث التضخم وارتفاع الأسعار.

واتفق معه محمد عبد المقصود، مدير مبيعات بشركة وان واي لتصنيع الألبان، عندما قال: أن ارتفاع سعر اللبن المجفف المستورد. نتيجة لزيادة الدولار أدى لاتجاه المصانع للبن الطبيعي، وبالتالي أصبحت معامل الألبان تعتمد عليه مما أدى لارتفاع سعره.

تأثير الأعلاف على أسعار الألبان

كما عرض وليد صبري، مدير محطة إنتاج حيوانات وزارة الزراعة، سبب أخر للزيادة بأسعار الألبان. قائلًا: أن الزيادة التي سجلتها أسعار خامات الأعلاف في الفترة الماضية هى التي أدت لارتفاع أسعار الألبان. فطن الذرة كان يصل سعره إلى 20000 جنيهًا ولكنه هبط الان إلى النصف، كما أن الفول الصويا كان يبلغ سعره 45000 جنيهًا للطن. بينما سعرها الان 25000 جنيهًا للطن، وكذلك سعر الردة الذي كان كان بـ 15000 جنيهًا واليوم سعرها 8000 جنيهًا.

وأشار خلال حديثه إلى أنه إذا استمرت أسعار خامات الأعلاف على نفس أسعارها أو هبطت مجددًا. فسيصاحب ذلك عودة في انخفاض أسعار الألبان، وسيعود بالنفع على المصنع أيضًا. حيث أن تكلفة كيلو اللبن 17 جنيهًا ويتم توريده للشركة بثمن 19 جنيهًا وبالتالي لا يحقق سوى 2 جنيهًا كمكسب.

غير مرتبطة بالأعلاف

بينما اختلف معه عبد القادر نوفل، مدير مصنع نوفل للألبان، حينما قال: أن الأعلاف ليست مرتبطة بالألبان. فعندما كان سعر الأول 25000 جنيهًا للطن في حين كان سعر كيلو اللبن بـ 11 جنيهًا مما يشكل خسائر ضخمة على الفلاح.

وهذا أيضًا ما أشار إليه محمد عبد المقصود، مدير مبيعات بشركة وان واي لتصنيع الألبان. قائلًا: أن الانخفاض بأسعار الأعلاف لا يؤثر بشكل مباشر على هبوط أسعار الألبان، وإنما المؤثر الرئيسي هو عامل العرض والطلب. فحجم الطلب حاليًا متزايد على الألبان، كما أن اللبن البودر المستورد المعروض منه قليل وسعره مرتفع. وبالتالي يتم الاتجاه إلى البديل وهو اللبن المحلي وهذا ما أدى لصعود سعره.

اقرأ أيضًا:

شركة جهينة تقرر زيادة أسعار منتجات الألبان بنسبة 10%

إنتاج الألبان بفصل الصيف

ومن ثم أكد أيمن صالح، مدير عام شركة الأنوار لمنتجات الألبان، على أن الألبان ومنتجاتها تتأثر أسعارها بالمواسم. ففي فصل الصيف يكون اللبن شاحح به نظرًا لأن ألبان المواشي تكون قليلة بتلك الفترة، وذلك على عكس فصل الشتاء.

ووافقه محمد عبد المقصود، مدير مبيعات بشركة وان واي لتصنيع الألبان، مشيرًا إلى أن هناك طلب كبير على الألبان. بينما كان المعروض منها قليل بسبب نقص الألبان في فترة الصيف.

وكذلك أوضح عبد القادر نوفل، مدير مصنع نوفل للألبان، أنه في فترة الصيف تكون كميات الألبان. إلى جانب أن الطلب على اللبن متزايد من جميع الاتجاهات من الشركات ومعامل الألبان لصناعة منتجات الألبان وغيرها.

تأثير العرض والطلب

وأشار إلى أنه من العوامل التي أدت لارتفاع أسعار الألبان هى قلة المعروض منه، بسبب عدم توافر المواشي بشكل كافي. بسبب اضطرار المُربيين لبيعها كلحم نتيجة لارتفاع تكلفة تربيتها، كما أن الدورة التي تتطلبها البقرة ليكون لديها القدرة على إنتاج لبن هى سنتين.

عدم توافر المواشي

ومن ثم التقت منه محمد عبد المقصود، مدير مبيعات بشركة وان واي لتصنيع الألبان. أطراف الحديث قائلًا: أنه من ضمن عوامل ارتفاع أسعار الألبان عدم توافر المواشي بنسبة كبيرة في السوق. وهذا جاء نتيجة للأزمة التي حدثت منذ حوالي سنة ونصف عندما انخفضت أسعار المواشي بشكل كبير مما أدى لاستغناء المُربيين عنها.

الألبان في الأسبوع الحالي

كما أوضح أنه كان هناك زيادة بحوالي 60% في الشهر قبل الماضي. ولكن هناك تراجع طفيف في أسعار منتجات الألبان هذا الأسبوع إلا أن الأزمة لاتزال قائمة.

وأشار إلى أن ذلك الانخفاض بسبب الركود في السوق، ومن المتوقع أن السبب في ذلك. هو أن الكثير من المستهلكين في إجازات الصيف بالفترة الحالية وبالتالي ستعود الأسعار للارتفاع مرة أخرى مع دخول المدارس.

تصدير الألبان

كما أضاف أن فتح باب التصدير بشكل كبير في الفترة الماضية مع انخفاض المعروض. أدى إلى ارتفاع أسعار اللبن ومنتجاته، حيث صدرت مصر الألبان للإمارات والسعودية والكويت وقطر بكميات كبيرة.

وهنا أكد «عبد المقصود» على أنه إذا كان اللبن المستورد متوافر لن تكن هناك حاجة للاعتماد على اللبن المحلي. كما أنه إذا كان التصدير متوقف لن يكن هناك نقص في المعروض من الجبن.

تكلفة صناعة منتجات الألبان

ومن ثم أشار عبد القادر نوفل، مدير مصنع نوفل للألبان، إلى أنه بالنسبة لمنتجات الألبان فتكلفة صناعتها مرتفعة. ويدخل بها الملح والبرادات والآلات ومعدات والتي تحاج لتكاليف كبيرة.

كما أوضح أن شركات الألبان تشتري كيلو اللبن من المزارع الكبرى بـ 21 جنيهًا بينما تقوم ببيع لتر اللبن بسعر 35 جنيهًا. على الرغم من أنه نفس لبن المزارع إلا أنها تقوم ببسترته وتغليفه فقط، وذلك نتيجة للخسائر التي تتعرض لها. من أجل توفير الألبان بالسوق والتي هى غير متوفرة بالقدر الكافي.

مبادرة البنوك لدعم الأنشطة الصناعية

ثم تابع «عبد المقصود» حديثه بأن نسبة ضخ البنوك للأموال للمعامل الصناعية في ضوء مبادرة اطلقتها العديد من البنوك بإعطاء قروض بفائدة 5% للنشاط الصناعي. مما تسبب في أن كل من يمتلك رخصة صناعية أصبح يرغب في إدخال الأموال التي يمتلكها في شراء البضائع. بينما المعروض ليس كثيرًا فأثر ذلك على ارتفاع أسعار الألبان.

اقرأ أيضًا:

40% من مصانع الألبان في كفر الشيخ تتوقف عن العمل.. لهذا السبب

أسعار شركات الألبان

في حين قال وليد صبري، مدير محطة إنتاج حيوانات وزارة الزراعة، أن هناك شركات الألبان بدأت تخفض بشكل طفيف في أسعارها هذا الشهر. حيث كان سعر عبوة اللبن بشركة جهينة بـ 20.5. بينما الان سعرها انخفض بمقدار 60 قرشًا، كما أن سعر علبة اللبن بشركة بيتي كان بـ 19.60 جنيهًا بينما سعره الان 18.60 جنيهًا. إلا أن شركة رودس كان سعرها فيما مضى منخفضًا إلى 14.5 جنيهًا ووصلت لـ 16.5 جنيهًا. مضيفًا أنها لا تعد انخفاضات كبيرة فأسعار الألبان لاتزال مرتفعة حتى الان.

ارتفاع تكاليف الإنتاج

وأضاف أن هناك العديد من مدخلات الإنتاج تدخل ضمن تكاليف صناعة الألبان وتؤثر في سعرها أيضًا. كمحالب الخامات الالية التي يتم استيرادها في الغالب من هولندا والتي ارتفعت أسعار قطع الغيار الخاصة بها. بالإضافة إلى مساحيق التنظيف والتي ارتفع سعرها بنسبة من حوالي 50% إلى 70% مقارنة بالسنة الماضية.

ومن ثم قال: أن ذلك الارتفاع في تكاليف الإنتاج أدى لخروج العديد من المزارع من السوق وتوقف إنتاجها.

كما أوضح «صبري» أن استهلاك المواطنين للألبان قل في الفترة الأخيرة بسبب انخفاض القوة الشرائية.

استهلاك الشعب المصري من الألبان

وهنا اختلف معه أيمن صالح، مدير عام شركة الأنوار لمنتجات الألبان، قائلًا: أن الشعب المصري يستهلك كمية كبيرة من منتجات الألبان. ومع الارتفاع في تكاليف صناعتها أدى ذلك إلى حدوث تدرج في مستوى جودة المنتج. فبدلًا من اعتماد المصنعين على تصنيع منتج طبيعي 100% أصبحوا يدخلون نسبة من الدهون النباتية به.

استخدام الزيوت النباتية في صناعة الألبان

واتفق معه عبد القادر نوفل، مدير مصنع نوفل للألبان، مشيرًا إلى أن قلة المعروض من الألبان. اضطرت بعض المصنعين إلى تصنيع الألبان من الزيوت النباتية واستخدامه في تصنيع الأجبان، وتلك الألبان تؤدي للإصابة بالأمراض كالسرطان.

وتابع بأنه في الظروف الحالية من المفترض أن يكون سعر اللبن يصل إلى 20 جنيهًا حتى يستطيع الفلاح أن يحقق أرباح. وبالتالي يكون لدية القدرة على توسيع مشروعة وزيادة إنتاجه لزيادة الكميات المعروضة من الألبان في السوق.

وهنا أوضح محمد عبد المقصود، مدير مبيعات بشركة وان واي لتصنيع الألبان، أن هناك أنواع من الجبن لا يمكن تصنيعها من اللبن المصنع كالجبنة الرومي والبراميلي. حيث تعد الجبنة الرومي أكثر السلع استهلاكًا للألبان، فالإنتاج 12 كيلو من الجبن الرومي يتطلب ذلك 140 كيلو لبن. على عكس الجبنة الفيتا والثلاجة التي يدخل بإنتاجها الألبان المستوردة والزيوت النباتية.

دعم المزارعين

كما أشار خلال حديثه إلى أنه يجب على الدولة أن تشدد الرقابة على المستوردين فيما يخص أسعار الألبان المستوردة. وأن توفر دعم على مزارع المواشي ولكن برقابة حتى تضمن وصول الدعم للمزارعين.

وكذلك رأى عبد القادر نوفل، مدير مصنع نوفل للألبان، أن السبيل لحل الأزمة هو دعم الفلاح من خلال تزويده بالمواشي. وفرض الدعم على الأعلاف أيضًا لتقليل سعرها حتى لا يضطر إلى بيع المواشي التي لديه كلحوم.

كما طرح وليد صبري، مدير محطة إنتاج حيوانات وزارة الزراعة، وسيلة أخرى لدعم المزارعين. وهى التسهيلات الجمركية من خلال رفع الضرائب عن مدخلات السلع الغذائية وخامات الأعلاف الخاصة بالحيوانات. وتخفيض الضرائب على المواشي المستوردة جميعها أمور مهمة في عملية تقليل الأسعار.

دعم المُنتَج المحلي

ومن ثم أشار أيمن صالح، مدير عام شركة الأنوار لمنتجات الألبان، إلى بعض الحلول التي يمكن أن تتخذها الدولة للحد من الأزمة. قائلًا: «إنني اعتمد بنسبة 60% على المنتج المحلي في صناعة الألبان، نتيجة للضغوط المفروضة على الدولار. والتي تسبب زيادة بأسعار الألبان ومنتجاتها، والتي يمكن الحد منها عن طريق الاهتمام بالمنتج المحلي ودعمه وتوفيره».

للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا

كما أوضح الوسائل التي يمكن عن طريقها دعم المُنتج المحلي، ومنها دعم الفلاحين من خلال عمل مبادرات تمويلية للمزارع والفلاحين. من أجل الحصول على سلالات جيدة من المواشي والتمكن من توفير علف جيد لها. بالإضافة إلى توفير مراكز لتجميع الألبان بشكل جيد واقتصادي، وبشروط تضعها الدولة. لضمان وصول الدعم للفلاح الذي يمكنه من توفير المواشي والأعلاف، لزيادة عرض المنتج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى