شهدت مصر ارتفاع كبير في حجم صادرات المكرونة خلال الفترة الأخيرة، وجاء ذلك بعد حرب السودان و تدمر الموانئ بها.
قال محمد شرف، إنه بعد الحرب تعطلت المطاحن و الأسواق و الموانئ الخاصة بالسودان بريًا وجويًا وبحريًا مما سبب عجز في كميات المكرونة و الدقيق لديهم، فحتى إذا استطاعوا الاستيراد لا يوجد ميناء لاستقبال البضائع.
و اتفق معه أدهم شرقاوي، صاحب مصنع مكرونة دهب، قائلًا إن حجم صادراتنا للسودان بدأت تتزايد من بعد الحرب في السودان، التي أدت لانهيار السودان ووقف مصانعها، بالإضافة إلى أن الدول التي اعتادت الاستيراد منها ترفض التوريد لها الآن.
حرب السودان
وتشهد السودان حربًا مستمرة منذ 4 أشهر، وتسببت الحرب بشلل كامل في الحركة التجارية ما ينذر بندرة في الغذاء خاصة بعد توقف حركة الواردات وتعطل الإنتاج في المصانع.
و أكد «شرف» في تصريح خاص لـ«بيزنس 24»، أن حجم الصادرات الحالية للسودان ترجع إلى أن مصر هى أقرب معبر لهم ولذلك لجأوا إلى الاستيراد منها، لكي تستطيع أن تلبي احتياجات الشعب.
حجم صادرات المكرونة و الدقيق
و أشار إلى أن السودان استوردت من مصر خلال الشهرين الأخيرين 3 مليون طن دقيق ونحو 1.5 مليون طن مكرونة و هذا ما جعل السوق ينتعش الفترة الأخيرة بسبب حجم الصادرات الكبير، ولكنه كان سببًا في ارتفاع الأسعار في السوق المحلي.
وأوضح أن مصر لما تكن تصدر رُبع الكميات التي تصدر الآن للسودان من دقيق ومكرونة، فنسبة صادراتنا للسودان الآن لم تكن تتعدى 10% مما هو متاح في الوقت الحالي.
ولكن عندما يتوقف التوريد للسودان سيرتفع العرض، حيث أن كميات القمح الموجودة داخل الموانئ تكفي صناعة المكرونة إلى 6 أشهر.
و أضاف «شرف» أن الشحن بين السودان ومصر يتم بواسطة طريق بري «أرقين»، و هو معبر حدودي بين مصر و السودان يقع شمال العاصمة السودانية الخرطوم، و على الضفة الغربية لنهر النيل عند بحيرة النوبة، و بحريًا عن طريق ميناء دارفور.
بينما أشار «شرقاوي» في تصريح خاص لـ«بيزنس 24»: إلى أن السودان كانت ترفض استيراد المكرونة المصرية عندما كانت قيمة العملة السودانية كبيرة وظروف البلاد جيدة، فكانوا يتجهون لشراء الأنواع الأفخر من المكرونة.
أوضح أن السودان كانت تعتمد في الاستيراد على تركيا و إسرائيل و السعودية و إيطاليا، و لكن عندما بدأت في الانهيار اتجهت لاستيراد أنواع المكرونة الجيدة من مصر، و عند تدهور أحوالهم تمامًا أصبحوا يستوردوا أنواع المكرونة الشعبية الرخيصة.
كما أوضح «شرقاوي» أن الشحن بين مصر والسودان يتم بريًا، وتلك هى الميزة الكبيرة التي جعلت مصر تستفيد من القرب الجغرافي في زيادة صادراتنا للسودان.
ومصر تصدر المكرونة بشكل أساسي لليمن وليبيا والسودان، كما أن معظم كميات المكرونة التي يتم تصديرها للسودان يُعاد بيعها إلى 7 دول أفريقية أخرى.
إعادة حركة مصانع المكرونة
وبيَن أن التصدير للسودان ساهم في إعادة حركة مصانع المكرونة مرة أخرى، حيث تأثر القطاع الخاص بإقامة الحكومة لمصنع مكرونة في كل محافظة لبيعها بأسعار أقل من الموجودة في السوق من أجل تخفيف العبء على المواطنين.
أرخص سعر بالسوق
وأكد «شرقاوي»، أن سعر المكرونة في مصر هو الأرخص على مستوى العالم، حيث تباع المكرونة بنحو 20 جنيهًا للكيلو و هو ما يعادل حوالي نصف دولار، و هو سعر غير متوفر في أي دولة أخرى بالعالم حتى الصين والهند.
وأشار إلى أن مصر تصدر مكرونة إلى دول كثيرة، كما توجد شركات مصرية تصدر إلى أستراليا، حيث يعتبر ثمن كيلو المكرونة المصري أقل من تكلفة تصنيعه خارج البلاد.
تشجيع تصدير المكرونة
و تابع «شرقاوي» قائلًا: «إذا قدمت الدولة لنا المزيد من التسهيلات في أوراق التصدير لتشجيع تصدير المكرونة يمكننا أن نصبح الدولة الأولى في العالم في تصدير المكرونة».
وأضاف أنه إذا تم فتح التصدير بشكل كامل في مصر سيزداد الطلب على المكرونة المصرية بشكل كبير بسبب انخفاض أسعار تصديرها.
