قال الدكتور محمد على فهيم، رئيس مركز معلومات المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، إن بعض مزارعي القرنبيط يشتكون من وجود لون “أرجواني” محمر فى الرأس البيضاء للقرنبيط، فهو محصول مناطق باردة فى الأصل، ولكن فى الظروف المناخية المتذبذبة، خاصة عندما يكون الجو دافئ نهارا وبارد ليلا مع أشعة شمسية قوية تتعرض الرؤوس لتغيير اللون الأبيض إلى لون أرجواني محمر على طول حواف الرؤوس.
أضاف فهيم، أن اللون الأرجواني في القرنبيط يرجع إلى وجود الأنثوسيانين، وهي صبغة غير قابلة للذوبان في الماء “يعني الجزء الذى يتغير لونه لا يعود للون الأبيض مرة أخرى” وبسبب الظروف المناخية الباردة والتذبذب فى الحرارة بين النهار والليل يحدث تحطم السكريات فى العصارة الخلوية في وجود ضوء ساطع ونقص مستوى بعض المواد الكيميائية مثل “الفوسفات” بالورقة ويظهر اللون الأرجواني عند نقص الفوسفور و نقص العنصر يؤدى إلى نقص تمثيل البروتين، وذلك يعنى تراكم تركيزات مرتفعة من السكريات بالأوراق ، وهذه تتوفر لتمثيل صبغة الأنثوسيانين .
وأوضح فهيم، أنه إذا تحول لون القرنبيط إلى اللون الأرجواني بالفعل على الحواف، فلا ينبغى القلق فهو آمن تمامًا تناوله إما نيئًا أو مطبوخًا، على الرغم من أن النكهة قد تختلف عن الصنف الأبيض المألوف عند طهي القرنبيط، يتحول اللون البنفسجي إلى اللون الرمادي خاصة عندما يكون ماء الطهي يحتوي على درجة حموضة قلوية، لكن القليل من الخل المضاف إلى الماء يقلل من تغير اللون كما انه كلما زاد اللون كلما كان صحيا ويحتوي على فيتامينات أكتر.
وينصح فهيم المزارعين مع بداية تكوين الرؤوس يتم تغطية الرأس الناشئ بالأوراق الخضراء، وتقليل أو وقف التسميد الآزوتي مع عدم تقليل كميات مياه الري، و العناية باضافة الفسفور ويكون فى صورة متاحة للنبات يعني اما التسميد بعالي الفسفور “الماب” (احادي فوسفات الأمونيوم، 11- 48 -0 أو 12-61 – 0 )، وإضافة البورون متوسط التركيز ويفضل الرش لأن البورون يكون غير ميسر في درجة الحموضة القاعدية أو في التربة الرملية الحافة أو الجيرية، واستخدام البوراكس Borax ( يحوى (10.5٪) بورون، بمعدل (5 – 12) كجم/فدان عند الإضافة المباشرة للتربة ، أو رشاً بتركيز 1-1.5 كجم /400 لتر ماء، والأسمدة الورقية المتواجد بها عنصر البورون المخلوط بالأحماض الأمينية أو مع الكالسيوم طبقاً للتوصيات الفنية المدرجة مع السماد، ورش كالسيوم بورون بمعدل 1.5 لتر للفدان علي 400 لتر ماء للفدان.
جدير بالذكر، أن صبغة الأنثوسيانين Anthocyanin عبارة عن مركبات أو صبغات ملونة قد تكون بلون احمر او ارجواني او ازرق ، وتوجد في الازهار والثمار والسيقان والجذور والاوراق، و معظم ألوان الازهار والثمار يعود إلى صبغة الأنثوسيانين على الرغم من أن ثمار الطماطم وبعض الازهار الصفراء تتلون بسبب صبغات الكاروتينات.
والأنثوسيانات هي مواد لونية طبيعية توجد في عصير الخلايا من النباتات ، ولا توجد في الحيوانات أو البكتيريا أو النباتات المائية ، و يرجع ذلك إلى أن الأنثوسيانات تنشأ حيويا من مركبات تنشأ بدورها من التمثيل الضوئي للنبات