
تشهد الهند تحولاً كبيرًا في سياستها الزراعية والاقتصادية، حيث يأتي هذا التحول بالتزامن مع زيادة إنتاج الإيثانول المستخرج من السكر. مما يدفع الحكومة لفرض حظر على تصدير السكر خلال العام المالي 2024/2025. ويرى الخبراء في شركة “ويلمار” الدولية، المتخصصة في تحليل الأسواق الزراعية، أن هذه الخطوة ستؤثر بشكل كبير على الأسواق المحلية والدولية على حد سواء.
لماذا يهم إنتاج الإيثانول في الهند؟
تحتل الهند المرتبة الثانية عالميًا بعد البرازيل في إنتاج السكر، وتلعب دورًا رئيسيًا في تزويد الأسواق العالمية بهذه السلعة الحيوية. لكن على الرغم من ذلك، بدأت الهند في تحويل نسبة كبيرة من إنتاج السكر إلى إيثانول، وهو قرار يأتي في سياق دعم الحكومة لسياسات الطاقة البديلة. يتمتع الإيثانول بأهمية متزايدة بصفته وقودًا صديقًا للبيئة، ما يعزز توجه الحكومة الهندية نحو الاعتماد على مصادر طاقة مستدامة.
تأثيرات الإنتاج المتزايد للإيثانول على سوق السكر
وفقًا لتوقعات الخبراء في “ويلمار”، ستستخدم الهند نحو 5 ملايين طن من السكر لإنتاج الإيثانول في موسم 2024/2025. مما سيقلل من كميات السكر المتاحة للاستهلاك المباشر. حيث من المتوقع أن يصل الإنتاج الإجمالي من السكر في الهند إلى حوالي 27.5 مليون طن. بينما يُقدر استهلاك البلاد بحوالي 29.5 مليون طن. مما يخلق فجوة في الكميات المتوفرة. وبالتالي، ستجد الهند نفسها أمام ضرورة تقليص الصادرات وذلك للحفاظ على التوازن في الأسواق المحلية. مما يؤدي إلى حظر التصدير.
أقرأ أيضًا:
ارتفاع أسعار البطاطس يتجاوز الأرز في الهند ويغير تفضيلات المستهلكين
الفلبين تستفيد من تخفيف قيود الهند على صادرات الأرز: فرصة لاستقرار الأسعار وتأمين الإمدادات
أثر حظر تصدير السكر على الأسواق العالمية
لا يُعد حظر تصدير السكر قرارًا بسيطًا، خاصةً أن الهند تُعتبر واحدة من أكبر الدول المصدرة للسكر في العالم. هذا القرار سيتسبب بزيادة الضغوط على أسعار السكر عالميًا. إذ سيؤدي انخفاض العرض إلى ارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية. من المتوقع أن يؤثر هذا على العديد من الدول المستوردة التي تعتمد بشكل كبير على واردات السكر الهندي. مما يعزز حالة عدم الاستقرار في سوق السكر العالمية و ذلك يزيد من التحديات التي تواجهها الدول المستهلكة.
هل ستتوسع الهند في إنتاج الإيثانول؟
مع تزايد الطلب العالمي على الوقود البديل، يبدو أن الهند عازمة على زيادة استثماراتها في إنتاج الإيثانول كجزء من استراتيجيتها الوطنية للطاقة المستدامة. حيث من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تضييق الفجوة بين إنتاج السكر و كذلك الطلب المحلي عليه. مما سيضع ذلك صناع القرار في الهند أمام تحديات أكبر فيما يتعلق بتأمين الكميات اللازمة للاستهلاك المحلي دون الحاجة للعودة إلى فتح باب التصدير في المستقبل القريب.
في الختام، يبدو أن زيادة إنتاج الإيثانول في الهند تحمل في طياتها آثارًا عميقة على قطاع السكر. ليس فقط على المستوى المحلي. بل أيضًا على المستوى العالمي. هذا التحول يعكس رؤية الهند في تحقيق توازن بين التزاماتها البيئية و كذلك احتياجاتها الاقتصادية. ولكنه يثير في الوقت نفسه العديد من التساؤلات حول كيفية مواجهة الأسواق العالمية لانخفاض الإمدادات و كذلك ارتفاع الأسعار.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا: