شهدت صادرات الأرز التايلاندي مرحلة جديدة من المنافسة في السوق العالمي، وذلك بعد أن قامت الهند، أكبر مُصدِّر للأرز في العالم، برفع القيود والضرائب عن صادرات الأرز، مما يتيح لها ضخ كميات غير محدودة إلى الأسواق الدولية. وأشار تشاروين لاوثاماتاس، رئيس جمعية مصدري الأرز التايلاندي، إلى أن هذه الخطوة قد تؤثر على حصة تايلاند في الأسواق العالمية، حيث يتوقع أن تشهد صادرات الأرز التايلاندي تحديات أكبر في ظل التدفق المتزايد للأرز الهندي.
الهند تحافظ على صدارتها في سوق الأرز العالمي
خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، ورغم القيود التي كانت مفروضة على صادرات الأرز الهندي، حافظت الهند على صدارتها في سوق الأرز العالمي، حيث بلغت صادراتها نحو 12.2 مليون طن، مع انخفاض سنوي بنسبة 19.6%. من جهة أخرى، جاءت تايلاند في المرتبة الثانية بإجمالي صادرات بلغ 7.45 مليون طن، محققة زيادة بنسبة 22% عن العام السابق. تلتها فيتنام بحجم صادرات وصل إلى 6.96 مليون طن بزيادة 8.4%، ثم باكستان بواقع 4.45 مليون طن بزيادة ضخمة بلغت 74.4%، وأخيراً الولايات المتحدة بـ2.5 مليون طن، بزيادة 56.3%.
إندونيسيا تتصدر قائمة الدول المستوردة للأرز التايلاندي
وعلى صعيد الأسواق المستوردة، تصدرت إندونيسيا قائمة الدول المستوردة للأرز التايلاندي بحوالي مليون طن، تلتها العراق بحجم استيراد وصل إلى 907,715 طن، ثم الولايات المتحدة بنحو 609,430 طن، وجنوب أفريقيا بـ580,288 طن، وأخيراً الفلبين التي استوردت 399,493 طن. بلغت القيمة الإجمالية لصادرات الأرز التايلاندي في هذه الفترة حوالي 172 مليار بات تايلاندي، ما يعادل 5.04 مليار دولار أمريكي، محققة بذلك زيادة كبيرة بنسبة 45.8% مقارنة بالعام الماضي.
وعلى الرغم من قوة صادرات الأرز الأبيض وأرز “هوم مالي” العطري، والتي سجلت صادراتها 507,795 طن في سبتمبر، إلا أن شحنات الأرز المسلوق شهدت انخفاضاً بنسبة 30% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ويبدو أن العراق والفلبين وتوغو والكاميرون وكينيا وموزامبيق وبنين واليابان كانت من بين أبرز الدول المستوردة للأرز التايلاندي، مما يعكس مرونة المنتج التايلاندي وقدرته على الوصول لأسواق متنوعة.
تايلاند في مواجهة المنافسة المتجددة
في ظل هذه التطورات، يُتوقع أن تشهد تايلاند ضغوطاً متزايدة للحفاظ على حصتها السوقية وزيادة تنافسيتها، خصوصاً مع سعي الدول الأخرى مثل فيتنام وباكستان لتعزيز حضورها في السوق العالمي. يرى الخبراء أنه من الضروري لتايلاند أن تتبنى استراتيجيات مبتكرة، سواء عبر تحسين كفاءة الإنتاج أو توسيع أسواقها المستوردة، خاصة في ظل الطلب المتنامي على الأرز في الأسواق الأفريقية والآسيوية.
التخفيف الهندي للقيود
يمثل التخفيف الهندي للقيود فرصة وتحدياً في آنٍ واحد، إذ قد يؤدي إلى تعزيز التنافسية الدولية ويدفع المنتجين في مختلف البلدان إلى تحسين منتجاتهم، وهو ما يجعل مستقبل صادرات الأرز التايلاندي محاطاً بتوقعات مختلطة تستدعي خطوات مدروسة لتعزيز مكانته وسط هذه المنافسة المتصاعدة.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا: