
عقدت غرفة الصناعات الغذائية بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي ورشة عمل لمناقشة سبل تعظيم الاستفادة من مخلفات الخضر والفاكهة، وذلك بحضور نخبة من الخبراء والباحثين من الجامعات والمراكز البحثية، إضافةً إلى ممثلي منشآت تصنيع وتجهيز الخضر والفاكهة.
يأتي هذا الحدث في إطار الجهود التي تبذلها غرفة الصناعات الغذائية، برئاسة المهندس أشرف الجزايرلي، لتعظيم الاستفادة من مخلفات التصنيع الغذائي والزراعي. وتهدف هذه المبادرة إلى ربط الصناعة بالبحث العلمي، بما يسهم في تحقيق الاستدامة البيئية وتقليل الفاقد في سلاسل الإنتاج الزراعي والصناعي.
تحقيق الاستدامة وتقليل الاعتماد على المدخلات المستوردة
أكد الدكتور محمد الشافعي، عضو مجلس إدارة الغرفة، أن الورشة تسعى إلى تحقيق أقصى استفادة ممكنة لمنشآت تصنيع وتجهيز الخضر والفاكهة، وذلك بهدف تحقيق الاستدامة البيئية وتقليل الاعتماد على مدخلات الإنتاج المستوردة.
وأشار إلى أن هذه الورشة تأتي استكمالًا لسلسلة من الاجتماعات السابقة التي عقدتها الغرفة، والتي ناقشت سبل الاستفادة من المخلفات الزراعية ونواتج التصنيع الغذائي في العديد من القطاعات، بما في ذلك قطاع الأسماك.
أوضح الدكتور محسن شكري، مقرر مجلس بحوث الثروة الحيوانية بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، أن مصر تنتج سنويًا نحو 50 مليون طن من المخلفات الزراعية، إلى جانب 15 مليون طن من مخلفات مصانع الأغذية. إلا أن نسبة الاستفادة الفعلية منها لا تتجاوز 40% فقط، مما يفتح المجال أمام فرص استثمارية كبيرة في مجال إعادة التدوير.
وأكد شكري أن تدوير هذه المخلفات يُعدّ حلًا رئيسيًا للحد من الفاقد، حيث يمكن استخدامها في تغذية الحيوانات والدواجن والأسماك، مما يسهم في تقليل فجوة الأعلاف المستوردة ويعزز من الاستفادة الاقتصادية لهذه الموارد.
تبني مفهوم تقليل المخلفات وترشيد الموارد في المصانع
دعت الدكتورة سامية جلال، المستشار البيئي لمنظمات الأمم المتحدة، إلى تبني مفهوم “الحد من توليد المخلفات من المنبع”، وذلك من خلال تحسين طرق الإنتاج وتعزيز كفاءة العمليات الصناعية. كما شددت على ضرورة ترشيد استهلاك المياه والطاقة داخل المصانع، مما يساعد في تقليل الأثر البيئي وتعزيز الاستدامة الصناعية.
شهدت الورشة استعراض عدة تجارب ناجحة في إعادة تدوير المخلفات الزراعية والغذائية، ومن بينها تجربة رائدة لتحويل قشور البرتقال والموالح إلى بدائل علفية ذات قيمة غذائية مرتفعة، مما يسهم في تقليل تكلفة الأعلاف وتحقيق فوائد اقتصادية. كما تم عرض مشروع مبتكر لإعادة تدوير مخلفات النخيل والزيتون لإنتاج أعلاف وكمبوست، ما يعزز الاستفادة المثلى من الموارد المتاحة.
تم تسليط الضوء خلال الورشة على أهمية التحول الرقمي في إدارة عمليات التدوير، حيث يمكن من خلال إنشاء منصات إلكترونية تربط المزارعين بشركات التدوير تقليل الفاقد وتعزيز الكفاءة الاقتصادية. وأوضح المشاركون أن هذه الخطوة ستساعد في تحسين إدارة المخلفات، وتحقيق ربحية أعلى لمختلف الأطراف المعنية.
التوصيات النهائية وخارطة طريق مستقبلية
اختتمت الورشة أعمالها بعدد من التوصيات المهمة، والتي تضمنت:
- وضع خارطة طريق متكاملة لربط البحث العلمي بالصناعة، بما يضمن استمرارية العمل على تطوير حلول مستدامة.
- إنشاء مراكز متخصصة لتجميع وتدوير المخلفات بالقرب من التجمعات الزراعية، لتسهيل عمليات التدوير والاستفادة منها بشكل فعال.
- تعزيز دور الجهات المعنية مثل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، والهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة، في وضع معايير واضحة لاستخدام النواتج العرضية في تركيبات الأعلاف، بما يحقق الاستفادة القصوى من المخلفات الزراعية والصناعية.
أقرا المزيد|
غرفة الصناعات الغذائية تناقش مستقبل الأغذية الخاصة والمكملات وفرص التصدير
غرفة الصناعات الغذائية تناقش التحديات والتحديثات التشريعية لصناعة السكر والحلوى
غرفة الصناعات الغذائية تبحث مع سلامة الغذاء حل تحديات تصدير الملح