تراجعت أسعار الذهب في الأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم الخميس، متأثرة بانخفاض الأوقية في البورصة العالمية بفعل عمليات جني الأرباح وتصحيح الأسعار، على الرغم من تراجع عائدات سندات الخزانة الأمريكية بشكل حاد، وفقًا لتقرير منصة «آي صاغة».
وصرّح المهندس سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، أن أسعار الذهب تراجعت بنحو 20 جنيهًا مقارنة بختام تعاملات أمس، ليسجل جرام الذهب عيار 21 مستوى 4100 جنيه، في حين تراجعت الأوقية بنحو 23 دولارًا، لتصل إلى 2893 دولارًا. وأضاف أن جرام الذهب عيار 24 سجل 4686 جنيهًا، بينما سجل عيار 18 نحو 3514 جنيهًا، وعيار 14 بلغ 2734 جنيهًا، فيما سجل الجنيه الذهب نحو 32,800 جنيه.
ووفقًا للتقرير اليومي لـ «آي صاغة»، شهدت الأسعار في الأسواق المحلية حالة من الاستقرار أمس الأربعاء، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند 4120 جنيهًا، وأنهى التداول عند نفس المستوى، بينما ارتفعت الأوقية في البورصة العالمية بقيمة 3 دولارات، حيث افتتحت عند 2913 دولارًا، واختتمت عند 2916 دولارًا.
أوضح إمبابي أن الذهب تعرض لضغوط تصحيح الأسعار بفعل عمليات جني الأرباح، على الرغم من تراجع الدولار وعائدات سندات الخزانة الأمريكية. وجاء ذلك بسبب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال اجتماع مجلس الوزراء يوم الأربعاء، والتي أثارت الشكوك والارتباك بشأن الرسوم الجمركية المقرر فرضها، وتوقيتها، والدول المستهدفة. حيث أكد ترامب: “ستستمر التعريفات الجمركية، ليس كلها، ولكن الكثير منها”، وأعلن أن الرسوم على واردات كندا والمكسيك ستدخل حيز التنفيذ في 2 أبريل، بالإضافة إلى فرض تعريفة بنسبة 25% على أوروبا، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وأشار إمبابي إلى أن سياسات ترامب التجارية تظل عاملًا رئيسيًا في تقلبات أسعار الذهب، إذ إن التوقعات بشأن المضي قدمًا في فرض رسوم جمركية على الواردات من كندا والمكسيك اعتبارًا من 4 مارس، تعزز من مكاسب المعدن النفيس. في المقابل، أعلن ترامب في وقت سابق عن فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الواردات الصينية، وأرجأ تطبيق الرسوم على كندا والمكسيك لمدة 30 يومًا، بينما هدد مؤخرًا بتوسيع التعريفات لتشمل السلع الأوروبية.
وأكد إمبابي أن فرض الرسوم الجمركية سيؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة، مما يدفع المستثمرين إلى إعادة تشكيل محافظهم الاستثمارية، والتركيز على الأصول الآمنة مثل الذهب. وأضاف أن الأسواق تستعد لاحتمالات اندلاع حرب تجارية واسعة النطاق، قد تؤدي إلى إضعاف الاقتصاد العالمي وتعزيز التضخم، مما يجعل الذهب وجهة مفضلة للمستثمرين الباحثين عن مخازن موثوقة للقيمة.
وفي السياق ذاته، كشف مجلس المؤتمرات يوم الثلاثاء عن تراجع ثقة المستهلك الأمريكي إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من ثلاث سنوات. كما ظل الذهب مدعومًا خلال الأيام الماضية بسبب البيانات الأمريكية الضعيفة، والتي عززت التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه إلى خفض أسعار الفائدة في يونيو المقبل.
وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، تترقب الأسواق اليوم الخميس القراءة الثانية للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الرابع، حيث تشير التوقعات إلى استقراره عند 2.3%. كما يترقب المستثمرون مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر يناير، وهو مقياس التضخم المفضل لدى الفيدرالي الأمريكي، والمقرر صدوره يوم الجمعة، إلى جانب تقارير البطالة، وطلبيات السلع المعمرة، ومبيعات المنازل المعلقة، والتي قد توفر مزيدًا من المؤشرات حول توجهات السياسة النقدية خلال الأشهر المقبلة.
