
شهدت العاصمة الإدارية الجديدة، صباح اليوم، انطلاق فعاليات المنتدى السنوي للهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، برعاية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وبحضور عدد من الوزراء والمسؤولين البارزين، في مقدمتهم الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، إلى جانب مجموعة من المحافظين والخبراء الدوليين.
كما حضر المنتدى الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، والدكتورة هالة السعيد، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الاقتصادية، إضافةً إلى الدكتور نعمة سعيد عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، والسيد سعد صبرة، ممثل مؤسسة التمويل الدولية، والسيد ستيفان جيمبرت، المدير الإقليمي للبنك الدولي لمصر واليمن وجيبوتي، إلى جانب عدد من القيادات الصحية في الدولة.
رؤية الدولة لمنظومة التأمين الصحي الشامل
بدأت فعاليات المنتدى بعرض فيلم تسجيلي استعرض رؤية الدولة المصرية تجاه تطوير المنظومة الصحية، وأهمية التأمين الصحي الشامل في تحقيق نهضة صحية مستدامة، حيث ركّز الفيلم على الإنجازات التي تحققت في المرحلة الأولى من المنظومة، إلى جانب الجهود المبذولة لضمان استدامتها المالية، كما تناول الفيلم أوجه التعاون مع الشركاء المحليين والدوليين في تعزيز المنظومة الصحية.
ألقى الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، كلمة أكد خلالها أن تحقيق التغطية الصحية الشاملة هو إحدى الركائز الأساسية لرؤية مصر 2030، مشيرًا إلى أن ذلك يستلزم تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لضمان تقديم خدمات صحية متكاملة لجميع المواطنين.
وأوضح عبد الغفار أن الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024-2030 تعطي أولوية لمشاركة القطاع الخاص، باعتبارها عاملاً محوريًا في الإصلاح الصحي، حيث تركز على تحسين الوصول إلى الخدمات الصحية وضمان جودتها وكفاءتها، بما يحقق الأهداف الاستراتيجية للقطاع الصحي.
التفاوت الجغرافي في الخدمات الصحية.. تحديات وحلول
أشار الدكتور خالد عبد الغفار إلى أن منظومة التأمين الصحي الشامل تمثل مبادرة حقيقية لإصلاح القطاع الصحي المصري، لافتًا إلى أنه رغم التقدم المحرز، لا تزال هناك تفاوتات جغرافية في تقديم الخدمات الصحية، وهو ما يستدعي حلولًا مبتكرة لمعالجة هذه التحديات، مؤكداً على أن مشاركة القطاع الخاص في هذا المجال ضرورة لا غنى عنها لتحقيق العدالة في توزيع الخدمات الصحية.
وأضاف أن هناك تطورًا ملحوظًا في البنية التحتية الصحية، حيث زادت نسبة الأسرة في المستشفيات الخاصة من 21% في عام 2011 إلى 29.3% في عام 2022، كما ارتفعت نسبة المستشفيات الخاصة من 59% إلى 63.3%، ما يعكس الدور المتنامي للقطاع الخاص في تقديم الخدمات الصحية.
شدد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، على أهمية تطبيق مفهوم الصحة العائلية لضمان وصول الخدمات الصحية إلى مختلف الفئات، خصوصًا متوسطي ومحدودي الدخل، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية حققت طفرة كبيرة في مجال الرعاية الصحية خلال السنوات الأخيرة.
وأكد أن هناك اهتمامًا غير مسبوق من القيادة السياسية بقطاعي الصحة والتعليم، وهو ما تجسد في القضاء على العديد من الأمراض المعدية، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية للمنظومة الصحية، بما ينعكس على جودة الحياة للمواطنين.
الاستثمار في الصحة لتحقيق التنمية المستدامة
أكدت الدكتورة هالة السعيد، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الاقتصادية، خلال كلمتها، أن الاستثمار في القطاع الصحي يعد حجر الأساس لتحقيق التنمية المستدامة، مشددة على أن الإنفاق على الصحة هو استثمار طويل الأمد يسهم في زيادة القدرة الإنتاجية للدولة وخلق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وأوضحت السعيد أن رؤية مصر 2030 تهدف إلى ضمان تقديم خدمات صحية عادلة ومستدامة لجميع المواطنين، من خلال تعزيز كفاءة النظام الصحي وتبني التحول الرقمي كأحد الأدوات الرئيسية لتحقيق هذا الهدف.
أكد الدكتور نعمة سعيد عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، أن التغطية الصحية الشاملة هي جوهر حقوق الإنسان وأساس التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن مصر أظهرت قيادة قوية على المستويين الإقليمي والعالمي في مجال الصحة العامة، وحققت تقدمًا ملحوظًا في القضاء على العديد من الأمراض المعدية وتطوير صناعة الأدوية.
وأشار إلى أن التعاون بين القطاعين العام والخاص يمثل عاملًا أساسيًا في دعم الابتكار وتحقيق الكفاءة، مما يساهم في تعزيز قدرات القطاع الصحي المصري.
دعم دولي لجهود مصر في تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل
خلال كلمته، أشاد السيد سعد صبرة، ممثل مؤسسة التمويل الدولية، بالتقدم الذي أحرزته مصر في تنفيذ منظومة التأمين الصحي الشامل، معتبرًا أن هذه المنظومة تمثل نموذجًا يُحتذى به في تحقيق الاستدامة الصحية وضمان جودة الخدمات الطبية.
من جانبه، أكد السيد ستيفان جيمبرت، المدير الإقليمي للبنك الدولي، أن الدولة المصرية حققت إنجازات مهمة في خفض معدلات الوفيات وزيادة متوسط العمر المتوقع، مشيدًا بحصول مصر على “الشهادة الذهبية” من منظمة الصحة العالمية لنجاحها في القضاء على التهاب الكبد الوبائي C.
دعوة لتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص
اختتم الدكتور إيهاب أبو عيش، نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، فعاليات المنتدى بالتأكيد على ضرورة تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل، مشيرًا إلى أن تحقيق الاستدامة الصحية يتطلب تعاونًا استراتيجيًا بين مختلف الجهات المعنية.
أقرا المزيد|
مدبولي: مذكرة التفاهم تهدف لوضع إطار الدعم الفني للحكومة المصرية في شراكة القطاعين العام والخاص
مدبولي يغادر القاهرة متجهًا إلى بغداد لترؤس اللجنة العليا المشتركة مع العراق
مدبولي يبحث مع جولدمان ساكس دعم الاقتصاد المصري خلال منتدى دافوس 2025