شهدت صادرات الحبوب الأوكرانية عبر ميناء كونستانزا الروماني تراجعاً ملحوظاً في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024، حيث انخفضت بمقدار النصف مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. في هذه الفترة، جرى شحن نحو 5.17 مليون طن من الحبوب، مقارنةً بـ 10.4 مليون طن تم شحنها في الربع الأول من عام 2023، ما يعكس تحديات متزايدة تواجه صادرات الحبوب الأوكرانية التي تُعتبر شريانا حيويا للاقتصاد الوطني.
تدهور ملحوظ في حركة الحبوب بالربع الثالث
شهد الربع الثالث انخفاضاً أكبر في حركة شحنات الحبوب الأوكرانية عبر ميناء كونستانزا، حيث لم تتجاوز الشحنات 930 ألف طن، مقارنةً بـ 2.08 مليون طن في الربع الثاني و2.16 مليون طن في الربع الأول. كان أغسطس الشهر الأبرز في هذا الانخفاض، إذ سجل أدنى حجم للشحنات، حيث لم تمر سوى 120 ألف طن فقط من الحبوب عبر الميناء، وهو مستوى يعيد للأذهان الأشهر الأولى من الغزو الشامل لأوكرانيا.
وقد تحسن الوضع نسبياً في سبتمبر، حيث ارتفعت الشحنات إلى 430 ألف طن، إلا أن هذه الأرقام تظل أقل بكثير مما حققته أوكرانيا في يوليو وأغسطس وسبتمبر من العام الماضي، حين بلغت شحنات الحبوب عبر كونستانزا 600 ألف طن و1.1 مليون طن و1.3 مليون طن على التوالي.
تداعيات تراجع الشحنات على ميناء كونستانزا
تسبب تراجع الشحنات الأوكرانية في تأثير سلبي على نشاط ميناء كونستانزا، حيث انخفضت حركة شحن الحبوب عبر الميناء بنسبة 12.9% في الأشهر التسعة الأولى من العام، إذ بلغت الشحنات 21.9 مليون طن مقارنة بـ 25.1 مليون طن في نفس الفترة من العام الماضي. وشهدت حصة أوكرانيا في سوق الحبوب في الموانئ الرومانية انخفاضاً كبيراً، إذ تراجعت من 40% في عام 2023 إلى 28% في النصف الأول من 2024، ثم انخفضت مجدداً إلى 24% بعد الربع الثالث، ما يعكس استمرار تراجع الأهمية النسبية لأوكرانيا في هذه السوق الحيوية.
أسباب وتحديات تراجع الشحنات الأوكرانية
يعود هذا التراجع إلى عدة عوامل أبرزها تزايد التحديات اللوجستية والسياسية، وتداعيات الصراع المستمر في أوكرانيا، الذي أثر على قدرة البلاد على إنتاج وتصدير الحبوب. ورغم الجهود المبذولة لتطوير سلاسل الإمداد والتكيف مع الأوضاع الجيوسياسية، ما زالت الظروف تفرض ضغوطاً على القطاع الزراعي الأوكراني الذي يعتمد بشكل كبير على الموانئ الرومانية لتصدير منتجاته.
مستقبل الصادرات الأوكرانية وتداعياتها الإقليمية
في ظل هذه الظروف، بات من الضروري تعزيز التعاون بين كييف وبوخارست لتأمين طرق بديلة وتسهيلات لوجستية جديدة قد تساعد في استقرار حركة الشحنات. هذا التعاون يمكن أن يساهم في تقليل الخسائر الاقتصادية لأوكرانيا وللشركاء التجاريين الإقليميين الذين يعتمدون على منتجاتها الزراعية.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا: