تواجه تركيا، إحدى الدول الرائدة في إنتاج القمح، تحديات كبيرة في تصدير هذه السلعة الحيوية. على الرغم من انخفاض الإنتاج المتوقع بنحو مليوني طن مقارنة بالعام السابق، إلا أن البلاد لا تزال تحتفظ بمخزونات ضخمة تسعى للتخلص منها، وفقًا لتقرير هيئة الخدمة الزراعية الخارجية التابعة لوزارة الزراعة الأميركية.
مخزون قياسي وقرارات حكومية
مع وصول مخزون القمح النهائي في نهاية العام التسويقي 2023-2024 إلى مستوى قياسي يبلغ 5.3 مليون طن، اتخذت الحكومة التركية قرارًا في يونيو بتعليق استيراد القمح حتى 15 أكتوبر. يهدف هذا القرار إلى تقليل الفائض في العرض، ولكن التحديات لا تزال قائمة. إذ يشير تقرير هيئة الرقابة المالية إلى أن الفجوة الكبيرة في الأسعار بين القمح المحلي والمستورد (320 دولارًا للطن مقابل 240 دولارًا للطن) دفعت مصدري الدقيق والمعكرونة إلى تفضيل الانتظار لاستئناف الواردات.
استراتيجيات جديدة للتعامل مع المخزون
بعد تعليق الإمدادات، أبلغت شركة الحبوب التركية (TMO) مصنعي الحبوب بضرورة استيراد 15% من قمحهم، مقابل شراء 85% من القمح المحلي. ومن المتوقع أن تستمر هذه الممارسة حتى نهاية عام 2024، مما يعكس التحديات التي تواجهها الصناعة.
تراجع عن الالتزامات السابقة
تواجه الحكومة التركية واقعًا مريرًا يتطلب منها بيع مخزوناتها بأسعار أقل من الأسعار المحلية، بما يتماشى مع الأسعار العالمية التي تتراوح بين 235 إلى 245 دولارًا للطن. يمثل هذا التوجه تراجعًا عن التزام الحكومة بعدم بيع الحبوب بأقل من التكلفة، مما يعكس الضغوط المتزايدة على الموارد العامة.
صادرات متراجعة وطلب ضعيف
تشير وكالة مراقبة الصادرات التركية إلى أن صادرات القمح تواجه صعوبات كبيرة، خاصة بسبب القيود المفروضة على الاستيراد وتباطؤ الطلب على الدقيق التركي من العراق. ويتوقع أن تنخفض الصادرات هذا العام إلى 7 ملايين طن، وهو ما يمثل تراجعًا بنسبة 30% مقارنة بالعام السابق.
رغم التحديات العديدة، تشير التوقعات إلى انخفاض المخزونات النهائية في 2024-2025 بنسبة 43% مقارنة بالعام السابق، ليصل إلى 3 ملايين طن. كما يتوقع أن ينخفض إنتاج القمح في تركيا بنسبة 11% بسبب الطقس الجاف، مما يزيد من تعقيد المشهد الزراعي في البلاد. إن هذه التطورات تتطلب استراتيجيات جديدة وإعادة تقييم شامل للسياسات الزراعية للحفاظ على مكانة تركيا كداعم رئيسي في سوق القمح العالمي.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا:
