حصاد القمح في كازاخستان: تحديات جديدة تؤثر على الصادرات

في خطوة غير متوقعة، أعلنت كازاخستان عن تعديل توقعاتها لصادرات القمح للسنة التسويقية 2024-2025، حيث من المتوقع أن تصل إلى 9 ملايين طن، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن هيئة الخدمة الزراعية الخارجية (FAS) التابعة لوزارة الزراعة الأمريكية.

يأتي هذا التراجع في ظل النزاع التجاري المستمر الذي يهدد قدرة التجار الكازاخستانيين على تصدير منتجاتهم عبر روسيا، بالإضافة إلى التحديات اللوجستية التي تواجههم.

 تحديات وصعوبات

تواجه المزارعون الكازاخستانيون تحديات كبيرة خلال موسم الحصاد الحالي. فقد أدت الأمطار الغزيرة في أوائل سبتمبر ودرجات الحرارة الباردة ليلاً في أكتوبر إلى تقليل جودة المحصول. ومع ذلك، فإن التأثير على الكمية كان محدودًا، حيث من المتوقع أن يبلغ إنتاج القمح 15.8 مليون طن في 2024-2025، وهو ارتفاع ملحوظ مقارنة بـ 12.1 مليون طن في 2023-2024.

من المتوقع أن ينتهي حصاد الحبوب في كازاخستان بحلول نهاية أكتوبر وأوائل نوفمبر، ومع ذلك، تشير بيانات دائرة الإحصاءات الزراعية إلى أن 1.4 مليون طن فقط من القمح مؤهلة لجودة الطحن، مما يعكس تحديات إضافية تواجه المزارعين.

 التوترات التجارية وتأثيرها على الصادرات

في سياق متصل، مددت كازاخستان حظر استيراد القمح من روسيا لمدة ستة أشهر أخرى، مما زاد من تعقيد الوضع. ردت روسيا بحظر استيراد القمح الكازاخستاني، مما زاد من صعوبة نقل البضائع عبر الحدود، رغم عدم وجود حظر رسمي على العبور.

دخل أمر التصدير الحكومي حيز التنفيذ في 21 أغسطس، ويهدف إلى تشديد القيود على القمح الروسي المنشأ في كازاخستان. هذا الأمر يعكس جهود الحكومة للحد من المنافسة القوية على الأسعار خلال موسم الحصاد.

 التحديات اللوجستية وتأثيرها على الإنتاج

تعاني كازاخستان من مشاكل لوجستية كبيرة، حيث يتسبب عمر أسطول عربات نقل الحبوب ونقص توافرها في تأخيرات كبيرة. تُشحن معظم الحبوب عبر السكك الحديدية، ولكن حوالي 62% من أسطول عربات النقل يتراوح عمره بين 21 و30 عامًا، مما يزيد من صعوبة عمليات النقل.

 استهلاك القمح والآفاق المستقبلية

من المتوقع أن يصل استهلاك القمح في كازاخستان إلى 7 ملايين طن في 2024-2025، مع استمرار الطلب القوي من صناعة المعالجة. كما يُتوقع أن يبلغ حجم الأعلاف والمخلفات 2 مليون طن، حيث يظل الطلب من الصين على دقيق الأعلاف قويًا.

 طاقة غير مستغلة

يوجد في كازاخستان 130 مطحنة نشطة بطاقة طحن إجمالية تبلغ حوالي 9 ملايين طن سنويًا، ومع ذلك، يعمل قطاع الطحن بنسبة 50% فقط من طاقته بسبب الدعم والتكاليف اللوجستية المرتفعة ونقص الطلب الدولي، مما يؤدي إلى معالجة حوالي 4 ملايين طن من القمح سنويًا.

 آفاق واعدة

على صعيد آخر، من المتوقع أن يصل إنتاج الشعير إلى 3.4 مليون طن في 2024-2025، مع زيادة في الصادرات إلى 1.6 مليون طن، مما يعكس قدرة الشعير على مواجهة القضايا التجارية المستمرة مع روسيا.

في الختام، تظل كازاخستان أمام تحديات كبيرة في مجال صادرات القمح، ولكن مع وجود آفاق واعدة في مجالات أخرى مثل الشعير، يبقى الأمل قائمًا في تحسين الوضع الزراعي والاقتصادي في البلاد.

للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى