تراجعت إنتاجية المحاصيل الزراعية الصيفية هذا العام بنسب تتراوح بين 30 و60% مع الضربات المتتالية للموجات الحارة هذا الموسم مصر. والتي أدت إلى تكبد المزارعين خسائر كبيرة، فضلا عن انخفاض المعروض في الأسواق وارتفاع السعار.
وعلى غير العادة، جاءت الموجات الحارة مبكرة هذا العام بداية من أبريل، وتسببت في عجز كبير في مراحل إنتاج المحاصيل الزراعية وإلحاق الضرر بجودتها وإصابتها بالعديد من الأمراض.
تأثيرات درجات الحرارة على المحاصيل
قال الدكتور محمد فتحي سالم، رئيس شركة رويال جرين تكنولوجي، إن لارتفاع درجات الحرارة تأثيرات سلبية كبيرة على إنتاجية المحاصيل وخاصة المحاصيل الصيفية هذا العام، حيث هاجمت المحاصيل في مواعيد غير مواتية أثناء فترات النضج والحصاد.
وأضاف “سالم” أن الموجات الحارة أثرت بشكل مباشر على عمليات الإخصاب والتلقيح، وهو ما أدى إلى سرعة نمو المحاصيل قبل اكتمال مرحلة النضج، مما تسبب في تراجع إنتاجية الفدان تراوحت بين 30 و40%.
وأكمل “سالم” أن ارتفاع الأسعار في بعض المحاصيل يرجع إلى قلة المعروض منها في الأسواق نتيجة للخسائر التي سببتها الموجات الحارة قبل الحصاد.
وأشار إلى أنه يمكن تقليل الأثر السلبي للموجات الحارة عن طريق تفقد خرائط الطقس والتنبؤ بمدة استمرار الموجة لمدة أسبوعين مقدمًا، ومن ثم سرعة إخبار المزارعين في نشرات إرشادية حول طرق التعامل مع المحاصيل، فضلاً عن حثهم على استخدام الوسائل الآمنة في عمليات التسميد والاعتماد على الجيل الجديد من الأسمدة.
كيفية مواجهة الآثار السلبية للموجات الحارة
ولفت “سالم” إلى ضرورة تقديم استراتيجية وطنية لمجابهة الآثار السلبية للتغييرات المناخية، وعلى رأسها درجات الحرارة المرتفعة، والتي ستؤدي بدورها إلى مواجهة المشكلة وتحقيق عائد اقتصادي مرتفع من المحاصيل الصيفية، أهمها الذرة الصفراء وفول الصويا، وهما “عماد” صناعة الأعلاف.
تأثير الأسمدة الكيماوية على المحاصيل الزراعية
من جانبه، قال الدكتور محمد يوسف، أستاذ الزراعة بجامعة الزقازيق، إن مصر من الدول المتأثرة بالتغيرات المناخية بشكل كبير، وتُعد منطقة قاحلة أو شبه قاحلة، حيث تتأثر النباتات بدرجات الحرارة والموجات الحارة. ويرجع ذلك إلى كثرة استخدام الأسمدة الكيماوية، التي تعمل على رفع درجة حرارة النباتات وهلاكها وفقد أجزاء كبيرة من الإنتاجية.
آثار انتشار دودة الحشد في المحاصيل الزراعية
وقال ياسر عطية، المدير التجاري لشركة الصفا للأسمدة، إن المحاصيل الزراعية تأثرت منذ بداية الربيع بنحو 6 موجات حارة تجاوزت درجات الحرارة فيها الـ 45 درجة مئوية، مما أثر بشكل كبير على إنتاجية كل من محاصيل القمح والذرة.
ولفت إلى أن الموجات الحارة المتتالية تسببت في إصابة محصول الذرة بآفة “دودة الحشد الخريفية الإفريقية”، التي خفضت إنتاج المحصول بنحو 60% مع جودة سيئة، وعدم تمكن الأسمدة التقليدية من مجابهة هذه الآفة، مما تسبب في سمية النبات مع كثرة استخدام الأسمدة.
وأكد الدكتور خالد جاد، وكيل معهد بحوث المحاصيل الحقلية بوزارة الزراعة، أن البلاد تمر بموجة تغيرات مناخية لأكثر من سنتين، والحرارة تصل إلى درجات عالية، والموجة تستمر لمدة تتجاوز 8 و9 أيام، موضحًا أن طول الموجات الحرارية له تأثير سلبي على المحاصيل المكشوفة.
وأضاف خلال تصريحات سابقة: “قوافل وزارة الزراعة تتضمن جميع التخصصات المتعلقة بالزراعة وتعطي تنبيهات للمزارعين للتعامل مع الموجة. ويجب أن نغير في المعاملات الزراعية ونبدر في زراعة بعض المحاصيل، وتوجيه توصيات للمزارعين بنوعية معينة من الأسمدة ونعمل توازنًا في التسميد”.
لمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة تابعنا على صفحة فيسبوك من هنا