توضح نجوى ابراهيم سعد أبوزهرة – باحث أمراض الأسماك- معهد بحوث الصحة الحيوانية – كفر الشيخ- مركز البحوث الزراعية
الإجهاد في الأسماك هو أي تغير يحدث في البيئة التي تعيش بها الأسماك سواء كانت هذه التغيرات مناخية أو مشاكل أثناء رعاية و تربية الأسماك والتي تؤثر سلبيا على صحة الأسماك مما يؤدي إلى الكثير من التغيرات الفسيولوجية و يجعل الأسماك أكثر عرضة للأمراض التى توجد بصورة طبيعية في البيئة. الإجهاد الحراري أهم مسببات الإجهاد في الأسماك و يحدث عادة بسبب إرتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف مع موجات الحرارة المرتفعة أو بسبب الأنخفاض الشديد في درجات الحرارة في فصل الشتاء.
الاسماك مثل باقي الكائنات الحية حيث أن كل نوع له درجة حرارة مثلي للأداء صيفا و شتاء من حيث الحيوية و نسبة البقاء و النمو و مقاومة المسببات المرضية و عوامل الاجهاد البيئى.
يعتمد النظام المائي بشكل أساسي على جودة المياه ، حيث يتأثر عدد الكائنات الحية وتنوعها بالمعاملات الفيزيائية والكيميائية للمياه. و يمكن من خلال قياس المعاملات الفسيولوجية للأسماك تقييم الإجهاد الناجم عن التغيرفي درجات حرارة المياه.الأسماك هى كائنات ماصة للحرارة أو ما يسمى ectothermic مما يعني أن درجة الحرارة الخارجية يمكن أن تؤثر على جهاز المناعة لديهم مباشرة. أيضا الأسماك العظمية لديها جهاز مناعي يشبه الجهاز المناعي للثدييات. تشير هذه الأسباب إلى أن الأسماك هي الأمثل لدراسة تأثير درجات الحرارة على جهاز المناعة. يمكن أن يؤثر الأجهاد بشكل مباشر و يسبب نفوق الأسماك أو بشكل غير مباشر من خلال تثبيط المناعة وبالتالي السماح بغزو مسببات الأمراض وحدوث الأمراض.
زيادة درجات الحرارة تؤدي الى نشاط الميكروبات المحبة للحرارة مما يؤدي الي زيادة معدل الأصابة بالأمراض، وزيادة نمو الطحالب و ما ينتج عنها من أمراض، وزيادة معدل أستهلاك الغذاء و زيادة المخلفات العضوية، و نقص الأكسجين الذائب في الماء، و تتأثر الزريعة بصورة أكبر نتيجة أنخفاض الأكسجين مما يتسبب في حدوث الأجهاد الحراري و أنتشار الأمراض و نفوق الأسماك.
تأثير الأجهاد الحراري علي الحالة الصحية للأسماك:
تتأثر الأسماك ، مثل الفقاريات الأخرى ، بالإجهاد عن طريق إثارة بعض المعاملات الفسيولوجية، والتي تتسبب في زيادة أفراز هرمونات الأجهاد وما يترتب عليها من تغيرات تساعد في الحفاظ على حالة الحيوان الطبيعية وقد اعتبرت هذه الاستجابة الفسيولوجية هي وسيلة للتكيف وتمثل القدرة الطبيعية للأسماك على الاستجابة للإجهاد.
عندما تتعرض الأسماك لبعض الإجهاد البيئي ، فإن الاستجابة الأولية هي استجابة سلوكية. إذا استمر التأثير فتحدث تغيرات كيميائية حيوية وفسيولوجية للحفاظ على التوازن ، مما يعكس التكيف الجيني للكائن الحي.
الأسماك قد تزيد من معدل التنفس للتعويض عن مشكلة زيادة الطلب على الأكسجين وانخفاض توافر الأكسجين في الماء مع زيادة درجة الحرارة.
و ترتفع تركيزات الكورتيزول (الهيدروكورتيزون) وهو الكورتيكوستيريود الرئيسي في الأسماك بشكل كبير أثناء الإجهاد. من المعروف أن مستويات الكورتيزول ترتبط بالعوامل البيئية مثل درجة حرارة الماء والملوحة،التغيرات في تركيزات الكورتيزول لها أهمية فعلية لأن لها عواقب مميتة وشبه قاتلة على الأسماك.
كما أن التغيرات في درجات الحرارة تسبب الإجهاد التأكسدي الناجم عن الإفراط في إنتاج فصائل الاكسجين النشطة داخل الخلايا مما يسبب أضرارا بالغة ، مثل أكسدة الدهون ، وتكسيرالبروتين وبنيته ، والتغيرات في التعبير الجيني.
كما ترتفع مستويات انزيمات الكبد عند التعرض للإجهاد الناجم عن تغيرات درجة حرارة الماء مما يشير إلى تلف خلايا الكبد.
الإجهاد الحراري ، وخاصة درجات الحرارة الباردة ، يمكن أن يوقف تماما نشاط الجهاز المناعي ، مما يعيق الدفاع ضد مسببات الأمراض، درجات الحرارة المرتفعة بشكل مفرط هي أيضا ضارة للغاية بقدرة الأسماك على تحمل العدوى، كما أن ارتفاع درجة حرارة المياه قد يسبب النمو السريع لبعض مسببات الأمراض.
و بذلك فان الأثار السلبية المرتبطة بالأجهاد الحراري تشمل ما يلي:
1- انخفاض معدل تناول العلف
2-أنخفاض حيوية الأسماك
3-انخفاض النمو
4-تغيرات فسيولوجية
5-سوء كفاءة التغذية
6-أنخفاض معدل خصوبة الأسماك مما يؤثر على تكاثرها
7-أرتفاع معدل الوفيات
8-تثبيط المناعة و أرتفاع معدل الأصابة بالأمراض
بعض الإجراءات الوقائية من الإجهاد الحراري:
1-الحفاظ علي جودة المياه من خلال تغيير مياه الحوض بإستمرار إن أمكن بنسبة لا تقل عن 25 – 30 % أسبوعيًا و العمل على تشغيل البدلات أطول فترة ممكنة خلال النهار لتقليب طبقات المياه.
2-قياس العناصر الفيزيائية والكيميائية للمياه بإستمرار مثل ( الأمونيا والأكسجين )
3-يفضل إنشاء حوض ترسيب عند مصدر الري للمزرعة ( لتقليل الأحمال العضوية والملوثات)
4-إستخدام مواد ترسب العوالق لتقليل الملوثات
5-زراعة نباتات مائية في أحواض الترسيب مهمتها إمتصاص العناصر الثقيلة والملوثات الكيميائية
6-يفضل عدم زيادة كثافات الأسماك بالأحواض و زيادة أرتفاع عمود المياه في الأحواض بحيث لا يقل عن 1.25 متر و لا يزيد عن 1.5 متر.
7-يجب المتابعة المستمرة لسلوك الأسماك خلال فترات ذروة الحرارة و تشغيل الري بشكل دائم أثناء النهار لدحول أكبر كمية من المياه الجديدة للأحواض.
8-تجهيز وصيانة الفلاتر الميكانيكية والبيولوجية مع تغيير مكوناتها من الزلط وإستخدام الرمال الناعمة لزيادة كفاءة الفلتر وتقليل الملوثات.
9-شراء الأعلاف من مصدر موثوق وتحليلها للتأكد من نسبة البروتين
10-يفضل التغذية في الساعات الأولى من النهار ووقت الغروب،إيقاف التغذية أو تقليل معدلاتها مع الإرتفاع الشديد في درجات الحرارة .
11-متابعة إستهلاك الأسماك اليومي للأعلاف، و يفضل إستخدام العلف الطافي و التقليل من الأعلاف الغاطسة خصوصا لأسماك البلطي.
12-إستخدام روافع المناعة والفيتامينات للأمهات قبل بدء موسم التفريخ مع بداية فصل الربيع وخلال فصل الصيف كاملاً .
13-رفع مناعة الأسماك بإستخدام إضافات الأعلاف من البروبايوتيك والبريبيوتيك والأحماض العضوية ومواد تتحد مع السموم.