خفضت غالبية شركات الأعلاف أسعارها خلال تعاملات اليوم بمتوسط 500 جنيهًا في الطن، لتواصل رحلة التراجع ليسجل إجمالي الانخفاض قرابة 4 آلاف جنيها في الطن خلال شهر.
وكنا قد تعودنا الفترة الأخيرة على انخفاض الأعلاف بشكل شبه يومي، وتطرح شركات الأعلاف اليوم الأربعاء 6 سبتمبر 2023 العلف وخاماته بأسعار منخفضة.
حجم الانخفاض في أسعار الأعلاف
قال محمد عنتر، رئيس شركة ETMW للأعلاف، إن الانخفاض بأسعار الأعلاف يصل إلى 5% في كل أسبوع. كما أن هناك فارق بين أسعار الحبوب يصل إلى حوالي 1000 جنيه، وذلك لأن هناك أنواع كثيرة من كل صنف من الحبوب ويتحدد سعر كل نوع على حسب جودته.
تابع: «الذرة الصفراء على سبيل المثال يوجد منها الأرجنتيني والبرازيلي والأوكراني والروسي والصربي وغيرها. من الأنواع التي تختلف أسعارها على حسب جودتها فنجد الذرة البرازيلية والأرجنتينية هما الأعلى في السعر غالبًا بسبب جودتهم المرتفعة».
كما حدد إسلام محمد، مدير مصنع الصفوة للأعلاف، سعر العلف بالأسواق قائلًا: إن أسعار الأعلاف حاليًا منخفضة. فعلى عكس الفترة الماضية التي كان سعر العلف يصل بها إلى 25000 جنيهًا للطن خلال يوليو. فسعره اليوم يصل إلى 21000 جنيهًا في الطن بمعدل تراجع 4000 جنيهًا.
حجم التراجع بأسعار الخامات
قال محمد عبد الحميد، رئيس شركة المؤمن للأعلاف، إن هناك انخفاضات في أسعار العلف كل يوم. بسبب الانخفاض في أسعار خاماته من ذرة وفول صويا واللذان يدخلان بنسبة 80% في صناعة الأعلاف.
أوضح «عبد الحميد» في تصريح خاص لـ«بيزنس 24»، أن سعر الذرة الصفراء الأرجنتيني والبرازيلي سجل 12600 جنيهًا للطن خلال الأسبوع الماضي. بينما هبط إلى 11500 للطن، بمعدل انخفاض 1100 جنيهًا خلال أسبوع.
كما قال إن الأمر نفس الأمر حدث مع سعر فول الصويا 46% يصل اليوم إلى 25000 جنيهًا للطن. بينما من أسبوع واحد كان سعره يصل إلى 26000 جنيهًا بمعدل هبوط 1000 جنيهًا خلال أسبوع.
أسباب خفض شركات الأعلاف للأسعار
بداية موسم حصاد الذرة
ومن ثم التقت منه «عنتر» أطراف الحديث مرة أخرى، حيث أوضح لنا العوامل التي جعلت شركات الأعلاف تخفض أسعار الأعلاف وخاماتها. وفي البداية أشار إلى أننا حاليًا بدأنا في موسم حصاد الذرة المحلية وعلى نصف الشهر الجاري سيكون المنتج كله متوافر في السوق.
واتفق معه «محمد» عندما أشار إلى أن انخفاض أسعار الأعلاف حدث بسبب توافر الخامات ووجود إفراجات بالموانئ. بالإضافة إلى دخول محصول الذرة المحلي الجديد للأسواق، ووجود كمية كافية من فول الصويا المستوردة في السوق.
موسم حصاد الذرة المحلية
ويذكر أن الذرة الشامية إحدى المحاصيل الصيفية، التي تتميز بقصر مدة بقائها في الأرض ويصل عمرها إلى 90 يومًا. وهى واحدة من أهم المحاصيل الصيفية التي تستخدم ك علف للماشية والطيور مثل الفول الصويا.
وزراعة المحصول المبكر من الذرة الشامية يأتي دائمًا عقب حصاد محصول القمح. بينما المتأخر منه يتم زراعته بعد البرسيم أو بعض الخضروات مثل البطاطس.
ومن ثم تابع «عنتر»، قائلًا: إن بدء موسم الحصاد أدى إلى زيادة المعروض من الخامات بالسوق. مما أدى لانخفاض أسعار الأعلاف، هذا إلى جانب أن السوق لايزال يستورد خامات ويقوم بعرضها في الأسواق في حال وصولها. ولا يفكر في تخزينها تحت أي ظروف.
اقرأ أيضًا:
جمعية مستثمرى العاشر: انضمام مصر لـ البريكس فرصة لظبط ميزانها التجارى
«خاص بيزنس 24»| تراجع الذرة والصويا تهبط بأسعار الأعلاف مجددًا في الأسواق
انضمام مصر لـ«بريكس»
وهنا يتبين لنا السبب الثاني لهبوط أسعار الأعلاف بالشركات. والذي يتضح من انعدام الرغبة لدى التجار في تخزين الذرة المستوردة حتى خلال موسم حصاد الذرة المحلية.
والذي أشار إليه «عنتر» خلال حديثه وهو انضمام مصر رسميًا لـ«بريكس» والذي من المتوقع أن يتم التبادل التجاري خلاله بين دول المجموعة بالعملة المحلية خلال عام 2024. وبالتالي ستتعامل مصر خلال عمليات تصدير الحبوب بالجنيه المصري ولن تضطر للاعتماد على الدولار بنسبة 60%. مما جعل هناك مخاوف لدى التجار من عمليات التخزين.
كما أوضح السبب في تحديده لتلك النسبة بالتحديد. وهو أن مصر تستورد الحبوب من دول أخرى غير الدول المشتركة بمجموعة البريكس كأوكرانيا على سبيل المثال والتي ستضطر للتعامل معها بالدولار.
مجموعة البريكس
ويذكر أن مجموعة البريكس مؤلفة من الهند والصين والبرازيل وروسيا وجنوب أفريقيا. وستنضم 6 دول جديدة إلى مجموعة البريكس وهى مصر والسعودية وإيران والإمارات العربية المتحدة والأرجنتين وإثيوبيا في عام 2024.
وفي هذا الصدد أشار «عنتر» إلى أن دخول الأرجنتين كعضو بالبريكس سيكون مفيد إلى حد كبير لمصر. حيث أنها من أبرز الدول التي نستورد منها الذرة وفول الصويا وبالتالي سيكون التعامل معها بالعملة المحلية.
كما أوضح أن جميع دول المجموعة عدا الصين من الدول المصدرة للحبوب في جميع أنحاء العالم.
الاستيراد من جنوب أفريقيا
أضاف أن المشكلة لدى مصر في الاستيراد من جنوب أفريقيا هى أن الأخيرة تقع في القلب الأفريقي. لذلك تكون هناك صعوبة في عملية النقل، غير ذلك فإن جنوب أفريقيا تعد مُنتِج قوي للذرة وفول الصويا.
قلة الطلب على الخامات
بينما عرض محمد عبد الحميد، رئيس مجلس إدارة شركة المؤمن للأعلاف، سبب آخر لتلك الانخفاضات. حينما قال: أن السبب الرئيسي في تراجع سعر الخامات وبالتالي الأعلاف هو قلة الطلب على الخامات فهناك إفراجات بالموانئ. ولكن لا يوجد سحب كبير لتلك الكميات، مما يجعل الشركات تضطر لتخفيض الأسعار.
وأوضح أن ذلك حدث بفعل التضخم، بالإضافة إلى خروج نسبة كبيرة من صغار المُربيين من السوق وهم يمثلون شريحة كبيرة بالسوق.
خروج صغار المُربيين من السوق
وأشار إلى أن خروج صغار المُربيين من الأسواق بأعداد كبيرة حدث في الفترة التي كانت أسعار خامات الأعلاف مرتفعة بها. حيث أنه منذ شهرين كانت أسعار الذرة تصل إلى 20000 ألف بالذرة، كما أن تكلفة التسمين كانت مرتفعة جدًا. فأصبح أن العائد من البيع لا يغطي تكلفة الإنتاج مما أدى إلى تآكل رأس المال بسبب الخسائر.
أوضح أن صغار المُربيين الذين يربون 1000 أو 1500 طائر أو ماشية لم يستطيعوا تحمل تلك التكاليف. على عكس الكيانات الكبيرة التي تُربي 100000 أو 150000 طائر فهى تستطيع تلافي تلك الخسائر.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا:
كما أضاف «عبد الحميد» أنه من المتوقع أن يؤثر ذلك على سوق التسمين في الفترة القادمة. فعلى سبيل المثال سعر البيض مرتفع في الأسواق بسبب خروج العديد من مزارع البياض من السوق بسبب عدم تحملهم للخسائر.