عادة ما يكون ارتفاع الفائدة البنكية والتضخم المرتفع، وزيادة التكلفة بشكل عام له أثر سلبي على أداء الشركات. لكن يبدو أن الصناعات الغذائية لها رأي آخر.
وتمكنت الشركات المنتجة للصناعات الغذائية تحقيق مكاسب كبيرة خلال عام الوباء. واستمرت في تحقيق أرباح خلال العام الماضي، ويبدو أن السيناريو يتكرر خلال العام الجاري.
وتتبع شركات الأغذية مجموعة من الحلول لتجاوز تبعات الأزمة سريعًا في ظل ارتفاع التكلفة
توقعات باستمرار المكاسب رغم التحديات
وتتوقع شركات الصناعات الغذائية أداءً إيجابيًا خلال العام الجاري رغم ارتفاع معدلات التضخم، وزيادة أسعار الفائدة المرتفعة، حيث تتوقع مراكز البحوث استمرار الأداء الإيجابي خلال العام الجاري، نقلا عن جريدة البورصة.
وقالت منة شمس الدين مدير علاقات المستثمرين بشركة إيديتا للصناعات الغذائية إن الشركة حفاظ على ربحيتها خلال العام الجاري، وذلك من خلال الاعتماد سياسة تسعير جديدة بعد صعود أسعار المواد الخام.
وكشف أن «إيديتا» ضاعفت أرباحها خلال العام الماضي، كما أنها مستمرة في توسعاتها لتنمية أعمالها في السوق المصري وعلى مستوى المنطقة.
ونجحت إيديتا في تحقيق صافي أرباح مجمعة تجاوز مليار جنيه مقابل 528.87 مليون جنيه خلال 2021، بزيادة 92.9%.
سياسات جديدة للحفاظ على الأرباح
ومن جانبها ذكرت مارينا ويليام، محلل مالي في بحوث الأهلي فاروس لتداول الأوراق المالية. أن شركات الأغذية استفادت من التضخم بشكل كبير لترتفع أرباحها السنة الماضية بداية من الربع الثاني من 2022 حتى الأن.
وأضافت أن الشركات استوعبت سريعًا الارتفاع في المواد الخام، ووضعت سياسات جديدة للحفاظ على هوامش ربحيتها.
وأوضحت، أن الشركات مررت الزيادة في أسعار المواد الخام إلى المستهلكين لتفادي التأثير على هوامش ربحيتها. فضلاً عن طرح منتجات جديدة بأسعار مختلفة.
وقالت إن ارتفاع أسعار الفائدة أثر على توسعات شركات الأغذية في ظل ارتفاع تكلفة الاقتراض على الشركات. التي ترغب في إجراء توسعات، خاصة تلك التي تعتمد على التمويل البنكي في عملية التوسع.
الاستفادة من زيادة التصدير
وذكرت، أن بعض الشركات استفادت من زيادة التصدير خاصة تلك التى تعمل فى منتجات الألبان والعصائر. مع زيادة الطلب الخارجي على تلك السلع، وإن اختلفت زيادة الصادرات بين الشركات المدرجة بقطاع الأغذية.
وارتفعت مبيعات شركة جهينة للصناعات الغذائية بنحو 29% خلال عام 2022، لتسجل 11.36 مليار جنيه، مقابل 8.8 مليار جنيه خلال العام السابق له.
تمرير ارتفاع التكلفة إلى المستهلك
وقالت إيمان مرعي محلل قطاع موارد أساسية بشركة العربي الأفريقي لتداول الأوراق المالية، إن زيادة التكاليف لشركات قطاع الأغذية لم تؤثر على هوامش ربحيتها، خاصة وأنها مررت زيادات التكاليف لأسعار المنتجات إلى المستهلك النهائي.
وأكدت أن المواد الخام التى تدخل فى عملية التصنيع من قبل الشركات شهدت ارتفاعًا كبيرًا خلال الفترة الأخيرة. نتيجة التضخم، وتراجع قيمة الجنيه أمام الدولار.
لفتت إلى أن هذه المتغيرات زاد عبء استيراد المواد الخام على شركات القطاع، ولاسيما الجزء الأكبر من المواد الخام المستخدمة في شركات الأغذية تكون مستوردة ومسعرة بالدولار مثل زيت النخيل واللبن البودرة.
وتابعت أن الشركات رفعت أسعار منتجاتها للمستهلك النهائي بمتوسط بلغ نحو 30% على مستوى منتجات شركات مثل جهينة للصناعات الغذائية، وعبور لاند للحفاظ على هوامش الربحية.
زيادة 31% في أرباح عبور لاند
وأظهرت نتائج أعمال شركة عبور لاند المجمعة للعام الماضي ارتفاع صافي الأرباح بنسبة 31.9%، لتسجل 462.63 مليون جنيه، مقابل 350.67 مليون جنيه خلال عام 2021.
ونمت مبيعات الشركة المجمعة بنسبة 51.69% لتصل 4.56 مليار جنيه خلال عام 2022، مقابل 3.006 مليار جنيه العام السابق.
وذكرت مرعي أن أسعار الفائدة المرتفعة تؤثر بشكل مباشر على توسعات الشركات، وأرباح الشركات المقترضة بالفعل نظرًا لارتفاع تكلفة التمويل، كما أن القطاع الغذائي لا يمتلك قوة تصديرية كبيرة مقارنة بباقي القطاعات ولا تعد شركات الجبن والألبان شركات مصدرة بشكل كبير مثل قطاعات البتروكيماويات والأسمدة والحديد والألومنيوم لتوفير دخل دولاري.
طرح منتجات جديدة
وأشارت مرعي إلى أن الشركات تتبنى استراتيجية جديدة في الفترة الحالية عبر ضخ مجموعة منتجات جديدة في الأسواق مثل شركة جهينة للصناعات الغذائية لتساهم في نمو مبيعات الشركات على المدى الطويل.
وأكدت أن تلك الاستراتيجية لن تكون مجدية مع كل الشركات، ضاربة مثال بعبور لاند التي يمثل قطاع الجبن نحو 90% من مبيعاتها، مما يعني أن أي منتج جديد لن يؤثر في المبيعات بصورة كبيرة.
وتوقعت استمرار نمو شركات القطاع الغذائي المدرجة بالبورصة، والحفاظ على هوامش الربحية، بعد نجاح الشركات في تحقيق طفرة في المبيعات والأرباح العام الماضي على الرغم من الظروف غير المواتية.
وتضاعفت أرباح شركة الصناعات الغذائية “دومتي” خلال العام الماضي بنحو 3 مرات لتحقق أكثر من 265.7 مليون جنيه، مقابل 72.4 مليون جنيه خلال 2021.
ونمت مبيعات الشركة خلال العام السابق بنحو 55.3% لتسجل 5.217 مليار جنيه مقارنة بنحو 3.360 مليار جنيه خلال عام 2021.