الموالح واحدة من أهم المحاصيل الاستراتيجية، التي تحظى باهتمام المزارعين، ما يضعها على رأس قائمة اختياراتهم، لنظرًا لمميزاتها التي لا تعد ولا تحصى، وهي المسألة التي تفرض تسليط المزيد من الضوء عليها.
تناول الدكتور مهدي عبد الرؤوف عجوة – باحث بقسم بحوث الموالح بمحطة بحوث البساتين جنوب التحرير، التابعة لمركز البحوث الزراعية – ملف مزايا محاصيل الموالح بالشرح والتحليل.
الموالح مزايا ومحاذير
في البداية تحدث الدكتور مهدي عجوة عن أهمية الالتزام بتطبيق كافة التوصيات الفنية الواردة بشأن زراعة الموالح، موضحا أن أي خطأ فيها، قد تترتب عليه العديد من التبعات السلبية.
وأوضح أن بعض هذه التداعيات قد لا يمكن علاجها أو التحكم في نتائجها فيما بعد، ما قد ينذر بمحصلة صفرية في مراحل الحصاد وجمع المحصول.
وشدد على ضرورة أن يكون مزارع محاصيل الفاكهة على درجة كبيرة من الوعي والإدراك بأنه يؤسس لمشروع سيستمر لمدة 50 أو 60 عامًا مقبلة، ما يحتم الاستعانة والالتزام بتطبيق كافة السبل والاستراتيجيات العلمية، للوصول لحصاد ناجح وعوائد اقتصادية مرضية.
سهولة التسويق
عزز “عجوة” مزايا زراعة محاصيل الموالح، وفي مقدمتها سهولة تسويق المنتج سواء في الأسواق المحلية أو عبر المنافذ التصديرية الخارجية، ما يضمن تحقيق عوائد اقتصادية مضمونة، علاوة على كونها ضمن الفئات السعرية التي تجعلها في متناول جميع شرائح المستهلكين.
مصدر خام لفيتامين C ولفت إلى أهميتها الاقتصادية والتي زادت على خلفية تداعيات أزمة كورونا والفيروسات المستجدة، ما ضاعف من حجم الطلب عليها كأحد المصادر الطبيعية لفيتامين C، ما يعزز مناعة الجسم ضد العديد من الأمراض، وفقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية.
انخفاض تكاليف الإنشاء
تطرق “عجوة” إلى انخفاض تكاليف إنشاء وتأسيس مزارع الموالح، مقارنة بباقي محاصيل الفاكهة الأخرى المتعارف عليها، والتي يحتاج بعضها لأنظمة تغطية وإعدادات خاصة ذات كلفة اقتصادية ضخمة.
تخزين المحصول على الأشجار
وأكد “عجوة” أن من ضمن أبرز ميزات هذه المحاصيل، إمكانية تخزينها على الأشجار لفترات طويلة قد تصل في بعض الأحوال – كما في محصول البرتقال الصيفي – إلى قرابة السبعة أشهر.
ارتفاع درجة مقاومتها للتغيرات المناخية
كشف الباحث بمحطة بحوث بساتين جنوب التحرير عن جانب آخر من مزايا هذه المحاصيل الاستراتيجية، والتي تدعم تفوقها على باقي محاصيل الفاكهة، ممثلًا في انخفاض درجة تأثرها بتداعيات التغيرات المناخية، دون أي تأثير سلبي على حجم الإنتاجية المتوقعة منها.
وضرب الباحث بمحطة بحوث بساتين جنوب التحرير المثل بمدى تأثر محصول المانجو بموجات الصقيع أو ارتفاع الحرارة، وحجم الخسائر الاقتصادية الناجمة عنها، والتي تجاوزت وفق بعض التقديرات حدود الـ90%، على العكس من محاصيل الموالح التي أبدت قدرة كبيرة على تجاوز مثل هذه العقبات والاختبارات بسلام، وبنسبة فقد لا تتجاوز الـ25%.