الرقاد واحد من التداعيات السلبية التي تؤثر بالسلب على حجم الحصاد والإنتاجية المتوقعة لمحصول القمح، والتي ترتبط إلى حد بعيد بالتقلبات المناخية وسوء الأحوال الجوية، وهي المسألة التي تستدعي الاستماع لرأي الخبراء والمتخصصين، للتعريف بأفضل سبل التعامل معها وكيفية تجاوها دون خسائر.
تناول الدكتور إبراهيم عبد الهادي – رئيس قسم بحوث القمح، بمعهد المحاصيل الحقلية، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف التقلبات المناخية وآثارها على المحاصيل الزراعية المختلفة بالشرح والتحليل.
الرقاد.. أبرز تداعيات التقلبات الجوية
في البداية تحدث الدكتور إبراهيم عبد الهادي عن محصول القمح، موضحًا أنه يمر حاليًا بمرحلة امتلاء الحبوب، لافتًا إلى أن أبرز الأضرار المتوقعة جراء فترة التقلبات الجوية الأخيرة التي شهدتها البلاد، هي ظاهرة “الرقاد”.
وعزا الجانب الأكبر من أسباب حدوث هذه الظاهرة إلى بعض الأخطاء التي يقع فيها قطاع كبير من أهالينا المزارعين، حال عدم الالتزام بتنفيذ التوصيات الواردة بشأن معاملات الري ومحاذير إتمامها.
محاذير معاملات ري القمح وأبرز التوصيات الواجبة
أوضح “عبد الهادي” أن من أبرز تلك المحاذير عدم إتمام تنفيذ معاملات الري حال وجود توقعات بهبوب الرياح أو سقوط الأمطار، ما يؤدي لإضعاف النباتات ورقادها أمام شدة الرياح و”لين” التربة.
ولفت إلى أن الخيار الأمثل بالنسبة للمزارعين في تلك الحالة هو تأخير إتمام معاملات ري محصول القمح، نظرًا للتبعات والتداعيات السلبية المترتبة عن ظاهرة الرقاد.
خسائر ظاهرة الرقاد
أشار إلى أن قلة حجم الإنتاجية يعد من أبرز الإشكاليات المترتبة على ظاهرة الرقاد، لافتا إلى أن نسبة الخسائر الاقتصادية المتوقعة جرائها، ترتفع وتتضاعف كلما حدثت الإصابة في مراحل النمو المبكرة، والعكس صحيح، كلما تأخرت الإصابة قل الضرر.
وشرح رئيس قسم بحوث القمح تداعيات ظاهرة الرقاد على محصول القمح، مؤكدًا أنها تؤدي لـ”ضمور الحبوب” ما ينعكس بالسلب على حجم الإنتاجية المتوقعة بحلول نهاية الموسم.
وكشف “عبد الهادي” عن واحدة من أبرز مساوئ ظاهرة الرقاد والمتمثلة في إعاقتها لإتمام معاملات الحصاد الآلي باستخدام الكومباينات وماكينات الحصاد والتربيط، ما يضاعف من نسبة الهدر والفاقد، علاوة على زيادة تكلفة الحصاد بسبب الاعتماد على العمالة اليدوية.