نحل العسل وبرامج التغذية المقدمة له تستوجب تعاملًا واعيا ومنضبطا من قبل النحالين، نظرا لانعكاساتها المُباشرة على القُطعان وصحتها، ومعدلات جودة المنتج النهائي، ما يحتم تسليط الضوء عليها بشكل أكبر، والاستماع لرأي الخبراء والمُختصين بهذا الملف.
تناول الدكتور محمد فتح الله رئيس قسم بحوث النحل، بمعهد بحوث وقاية النباتات، التابع لمركز البحوث الزراعية، زميل كلية الدفاع الوطني – ملف تغذية نحل العسل الزراعية بالشرح والتحليل، مسلطا الضوء على أهم الاشتراطات والتوصيات الفنية الواردة بهذا الشأن.
نحل العسل أبرز الأخطاء الشائعة بـ”برامج التغذية”
في البداية تحدث الدكتور محمد فتح الله عن تغذية نحل العسل، بوصفها واحدة من أهم المعاملات التي يتوجب على المربين الاهتمام بتنفيذها بالشكل الصحيح، نظرًا لانعكاساتها المباشرة على قطعان النحل والمناحل “سلبا وإيجابا”.
ولفت رئيس قسم بحوث النحل إلى بعض الأخطاء التي يقع فيها المُربين والعاملين في هذا المجال، والمتمثلة في عدم وجود الدراية الكاملة بأهمية تنوع مصادر التغذية، وعدم الاعتماد أو الاكتفاء بمصدر واحد فقط، ما يقلل من جودة المُنتج النهائي وقدراته التسويقية.
توصيات هامة التعامل مع مصادر موثوقة
أكد “فتح الله” أن بعض المُربين لا يدركون مدى أهمية توفير مصادر البروتين في البرامج الغذائية المقدمة لـ”نحل العسل”، أو التعامل مع منتجات مجهولة المصدر، لا يعلم النحال عناصر تكوينها الأساسية، وهو الأمر الذي ينعكس بالسلب على الحالة الصحية للقطعان التي يربيها.
وأوصى أستاذ معهد بحوث وقاية النباتات جموع المربين بالتعامل مع المصادر المعتمدة والموثوقة، فيما يخص ملف تغذية نحل العسل، وفي مقدمتها منافذ توفير العناصر البروتينية، لعدم الوقوع في فخ المنتجات المغشوشة، التي يزيد فيها تركيز المواد السكرية عن الحدود المُثلى المُوصى بها.
التغذية السكرية اشتراطات وقواعد خاصة
كشف “فتح الله” أن الاعتماد على المواد السكرية، يرتبط بعدد من الاشتراطات، أبرزها الدخول في فصل الشتاء، والانخفاض الشديد في درجات الحرارة، ما يترتب عليه عدم وجود مراعي طبيعية، وفي هذه الحالة، يتوجب على المربين زيادة تركيز هذا العنصر في التركيبة الغذائية المُقدمة للقطعان،
بهدف الحفاظ على حياة نحل العسل، والحيلولة دون زيادة مُعدلات الوفاة داخل الخلية.
ارتفاع أسعار السكر توقيت إيقاف برامج التغذية
قدم “فتح الله” عددًا من التوصيات الفنية لجموع النحالين، فيما يخص أبرز التحديات التي تواجههم بالنسبة لملف التغذية، في ظل ارتفاع أسعار السكر والأزمة العالمية، والتي توجب على المربين الانتقال لمناطق جديدة، تتوافر فيها المراعي الطبيعية، مثل الأراضي الجديدة والمستصلحة، لتوفير البديل الغذائي الطبيعي وتقليل كُلفة التغذية ومُدخلات المشروع.
وشدد رئيس قسم بحوث النحل على ضرورة إيقاف برامج تغذية نحل العسل قبل الدخول في “فترات الفيض” بفترة زمنية لا تقل عن 30 إلى 45 يوما على الأقل.
