في إطار تعزيز التعاون الزراعي بين مصر وسنغافورة، التقى وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، علاء فاروق، مع سفير سنغافورة بالقاهرة، دومينيك جوه، لبحث سبل التعاون المشترك في مجال الزراعة.
اللقاء الذي جرى بمقر وزارة الزراعة تناول عدة محاور استراتيجية تهدف إلى تطوير القطاع الزراعي في مصر من خلال الاستفادة من الخبرات والتقنيات الحديثة التي تمتلكها سنغافورة.
برنامج تعاون مشترك
ناقش الجانبان إعداد برنامج تعاون بين مركز البحوث الزراعية في مصر، وشركة “تيماسيك” الحكومية السنغافورية، لإجراء تجارب تقييمية على صفات صنف الأرز “تيماسيك” تحت الظروف المناخية المصرية، كما تم التباحث حول إجراء التجارب على إجهادات البيئة المحلية في مصر وتأثيراتها على الإنتاج الزراعي.
الهدف من هذه التجارب هو تحديد إمكانية زراعة الأرز في الأراضي المصرية بفعالية أكبر، وبالتالي تحسين إنتاجية المحاصيل في المناطق التي تعاني من ظروف مناخية صعبة.
وفي هذا السياق، تم الاتفاق على إعداد مذكرة تفاهم بين الجانبين لتوثيق التعاون المشترك في هذا المجال الحيوي، والذي من شأنه أن يساهم في تحقيق الأمن الغذائي في مصر.
مشروعات الدلتا الجديدة
بحث وزير الزراعة مع السفير السنغافوري أيضًا سبل التكامل بين وزارة الزراعة المصرية وقطاعاتها المختلفة، بما في ذلك مراكزها البحثية، وكذلك جهاز “مستقبل مصر” للتنمية المستدامة.
وتم التركيز على التوسع الرأسي والأفقي في مشروعات الدلتا الجديدة والريف المصري والوادي الجديد، في إطار خطة مصر لتحسين الإنتاج الزراعي وزيادة الأراضي الزراعية.
وأشار فاروق إلى أن التوسع في هذه المناطق يعكس رؤية الوزارة لتطوير الزراعة المصرية من خلال تطبيق تكنولوجيات حديثة، خاصة في مجال الزراعة المائية وإدارة الموارد المائية، وهو ما يمكن أن يستفيد منه التعاون مع سنغافورة.
استفادة مصر من الخبرات السنغافورية
من جانب آخر، تم التأكيد على أهمية الاستفادة من الخبرة السنغافورية في مواجهة تحدي ندرة المياه، وهو أحد أكبر التحديات التي تواجه مصر في الوقت الحالي.
وتطرق اللقاء إلى إمكانية التعاون في استخدام تكنولوجيا تحلية المياه واستخدام المياه المعالجة في الزراعة، بالإضافة إلى التوسع في استخدامات الطاقة الجديدة والمتجددة مثل الطاقة الشمسية في المشاريع الزراعية.
كما تم الاتفاق على أهمية تعزيز التعاون في مجال التصنيع الزراعي، خاصة لمنتج البلح الذي تتمتع مصر بإنتاجية كبيرة منه، وقد تم مناقشة إمكانية رفع القيمة المضافة لهذا المنتج من خلال عمليات التصنيع المختلفة، ما يفتح المجال أمام الاستثمارات السنغافورية في هذا القطاع.
التصدير الزراعي إلى سنغافورة
في سياق آخر، أبدى السفير السنغافوري اهتمامًا كبيرًا بالصادرات الزراعية المصرية، حيث أعرب عن رغبة بلاده في زيادة وارداتها من الخضروات والفواكه والدواجن المصرية، كما تم التباحث حول إمكانية زيادة الصادرات الزراعية المصرية إلى سنغافورة لتعزيز التعاون التجاري بين البلدين.
وقد تم الاتفاق على عقد لقاء بين الشركات السنغافورية والقطاع الخاص المصري لتبادل الأفكار واستكشاف فرص الشراكة في المشروعات الزراعية.
وستقوم الشركات من الجانبين بتوقيع مذكرة تفاهم مع مركز البحوث الزراعية، لتطوير مشروعات مشتركة تهدف إلى رفع إنتاجية المحاصيل الزراعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض المنتجات.
التعاون المستقبلي والفرص الواعدة
وفي ختام اللقاء، أعرب وزير الزراعة عن تقديره للجهود المشتركة مع سفير سنغافورة، مؤكدًا على أهمية هذا التعاون في تعزيز علاقات البلدين في المجال الزراعي.
كما أكد على أن هذه الخطوات هي جزء من سياسة مصر لتطوير القطاع الزراعي وجذب الاستثمارات الأجنبية، خاصة في مجالات التكنولوجيا الحديثة والزراعة المستدامة.
حضر اللقاء كل من الدكتور عادل عبد العظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، والدكتور سعد موسى، المشرف على العلاقات الزراعية الخارجية بوزارة الزراعة، اللذين أشادا بأهمية التعاون مع سنغافورة في مجالات الزراعة المختلفة.
من المتوقع أن يمثل التعاون الزراعي بين مصر وسنغافورة نموذجًا يحتذى به في تبادل الخبرات والتكنولوجيا في المجال الزراعي.
ومن خلال الاستفادة من التجربة السنغافورية في إدارة الموارد المائية والطاقة، بالإضافة إلى تقنيات الزراعة المتقدمة، يسعى الجانبان إلى تحقيق المزيد من النجاحات في تطوير القطاع الزراعي وزيادة الإنتاجية بما يتماشى مع استراتيجية التنمية المستدامة.
إقرا المزيد:
وزير الزراعة: يبحث تعزيز تطبيقات برامج الابتكار والتكنولوجيا في مجال الزراعة
وزير الزراعة يسلم الفائزين بجائزة جامعة الدلتا في مجال الزراعة والأمن الغذائي
وزير الزراعة 8 محاور لدعم التعاون الصيني الأفريقي في مجال الزراعة