تراجع إنتاج الجاودار الأوكراني.. والاحتياجات الغذائية تتجاوز المتاح

يواجه قطاع إنتاج الجاودار في أوكرانيا أزمة تتعلق بعدم كفاية الحصاد المحلي لتغطية الاحتياجات المتزايدة للبلاد، حيث بلغ إجمالي الحصاد في عام 2024 نحو 221 ألف طن فقط، ما يترك فجوة تتجاوز 50 ألف طن دون تغطية. ويتزامن هذا التراجع مع الظروف المناخية المتغيرة التي، رغم تحدياتها، تبرز قدرة الجاودار على التكيف مقارنة بالحبوب الأخرى. إذ أظهر هذا المحصول مرونة عالية في مواجهة مستويات الرطوبة المنخفضة وتحقيق غلة ثابتة في ظل الظروف الصعبة.

مميزات الجاودار وقدرته على التكيف مع البيئات الصعبة

يتميز الجاودار بمقاومته الكبيرة للطقس البارد وتكيفه مع التربة ذات الجودة المنخفضة، حيث يزدهر في أنواع متعددة من التربة، بما في ذلك التربة الرملية والحمضية التي يصعب على المحاصيل الأخرى النمو فيها. لذلك، تُعتبر منطقة بوليسيا الأوكرانية، ذات التربة الطميية الخفيفة والمتوسطة، مركزاً رئيسياً لزراعة الجاودار، حيث يتم زراعة أكثر من 70% من المساحات المزروعة بهذا المحصول.

تأثير النزاع على مناطق الإنتاج الرئيسية

قبل الغزو الروسي في عام 2021، كانت مناطق مثل تشيرنيهيف، وجيتومير، وكييف تتصدر إنتاج الجاودار في أوكرانيا، حيث أسهمت تشيرنيهيف وحدها بحوالي 28.5% من إجمالي الإنتاج، تليها جيتومير بحصة 12.2% وكييف بحصة 12.0%. لكن النزاع أثر بشدة على هذه المناطق، وأدى إلى تراجع مساحات الأراضي المزروعة في بعضها بشكل ملحوظ، مما انعكس سلباً على حصتها في الإنتاج.

تحولات في خريطة الإنتاج عام 2024

في عام 2024، ظهرت منطقة ريفنا كأكبر منتج للجاودار بحصة إنتاج بلغت 17.2% من إجمالي الحصاد الأوكراني، تلتها منطقة فولين بنسبة 15.9%. وعلى الجانب الآخر، تراجعت حصة منطقة تشيرنيهيف إلى 13.9% نتيجة تقليص مساحات الزراعة هناك بمقدار ثلاثة أضعاف بسبب النزاع المستمر، وفقاً لما أشار إليه الخبير الزراعي أوليكساندر نيشيبورينكو.

مقارنة بين الإنتاج الحالي والماضي

توضح الأرقام حجم الفجوة في الإنتاج، فإجمالي حصاد الجاودار في 2024 بلغ فقط 221 ألف طن، في حين كان الإنتاج قد وصل إلى 593 ألف طن في عام 2021. ويعكس هذا التراجع الكبير ليس فقط آثار النزاع والتحديات المناخية، بل أيضاً حاجات البلاد المستمرة لتأمين احتياجاتها الغذائية في ظل الطلب المتزايد على الحبوب.

للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى