جولد بيليون: ارتفاع الدولار يضغط على الذهب لأدنى مستوى في أسبوع

تراجعت أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم الأربعاء إلى أدنى مستوياتها في أكثر من أسبوع، متأثرة بصعود الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وسط توترات متزايدة في الأسواق نتيجة التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن فرض رسوم جمركية.

ووفقًا لتقرير صادر عن شركة جولد بيليون، فقد انخفض سعر أونصة الذهب بنسبة 0.5% ليسجل أدنى مستوى منذ أكثر من أسبوع عند 3282 دولارًا للأونصة، وذلك بعد أن افتتح تداولات اليوم عند 3302 دولار للأونصة.

ويأتي هذا الانخفاض بعد تراجع بنسبة 1% خلال جلسة أمس، مما عزز من زخم الاتجاه الهابط. وتمكن الذهب من كسر مستوى الدعم الفني الهام عند 3300 دولار للأونصة، والذي يمثل المتوسط المتحرك لـ50 يومًا، ليصبح السعر الآن دون هذا المستوى ويواجه دعمًا تصحيحيًا عند مستوى 3285 دولارًا للأونصة.

ترامب يلوّح برسوم جمركية جديدة تزعزع الاستقرار

جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديداته بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على دول مجموعة البريكس يوم الثلاثاء، بعد يوم من إخطار 14 دولة من بينها اليابان وكوريا الجنوبية بزيادات جمركية من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من الأول من أغسطس.

وأعلن ترامب أنه يعتزم فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات النحاس، إلى جانب رسوم طويلة الأجل على منتجات أشباه الموصلات والأدوية، وهو ما تسبب في موجة من القلق في الأسواق العالمية.

أسهمت هذه التهديدات في تعزيز قوة الدولار الأمريكي، حيث سجل المؤشر الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلة من ست عملات رئيسية ارتفاعًا بنسبة 0.6% منذ بداية الأسبوع، مسجلًا أعلى مستوياته في أسبوعين خلال جلسة الثلاثاء.

ارتفاع العوائد يعمق خسائر الذهب

استقرت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بالقرب من أعلى مستوى لها في ثلاثة أسابيع، ما زاد من الضغط على الذهب، نظرًا لأن ارتفاع العائدات يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب، الذي لا يقدم عوائد لحائزيه.

يأتي هذا التراجع في أسعار الذهب رغم تصاعد الطلب على الملاذات الآمنة نتيجة التوترات التجارية الناجمة عن تصريحات ترامب، إلا أن تأثير الدولار القوي وعوائد السندات المرتفعة غطيا على هذا الطلب.

يشير محللو جولد بيليون إلى أن العلاقة العكسية بين الذهب والدولار أسهمت في تراجع المعدن الأصفر بشكل حاد، حيث أن قوة الدولار تقلل من جاذبية الذهب المسعر بالدولار للمستثمرين الدوليين.

الأسواق تترقب محضر الفيدرالي

يتجه اهتمام المستثمرين نحو محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والمقرر صدوره لاحقًا اليوم، بحثًا عن أية مؤشرات حول احتمالية تخفيض أسعار الفائدة في المستقبل القريب.

وقد حذر البنك الفيدرالي في وقت سابق من أن الرسوم الجمركية التي يعتزم ترامب فرضها قد تؤدي إلى زيادة في معدلات التضخم، ما قد يعوق جهود خفض أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة.

هذا السيناريو يعزز من الضغوط على الذهب، حيث أن ارتفاع التضخم يعزز من احتمالية رفع الفائدة أو تثبيتها، مما يقلل من جاذبية الذهب كأداة للتحوط.

صناديق الاستثمار تواصل شراء الذهب

على صعيد آخر، أعلن مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع التدفقات الداخلة إلى صناديق الاستثمار العالمية المدعومة بالذهب المادي خلال الأسبوع المنتهي في 27 يونيو، بواقع 26.1 طن من الذهب، وهو أعلى مستوى يتم تسجيله منذ 10 أسابيع.

يعكس هذا الارتفاع في الطلب المؤسسي على الذهب حالة عدم اليقين التي تهيمن على الأسواق العالمية، ويؤكد استمرار الصناديق الاستثمارية في اتخاذ الذهب كأداة تحوط رئيسية في ظل التوترات الاقتصادية.

ويشير المحللون إلى أن هذا النشاط يعكس ثقة المستثمرين في الذهب كملاذ آمن، على الرغم من التراجعات الأخيرة في الأسعار العالمية.

الذهب المحلي يواصل التراجع

استمر تراجع أسعار الذهب في السوق المحلي خلال جلسة اليوم، متأثرًا بالضغوط الناتجة عن انخفاض السعر العالمي لأونصة الذهب.

إلا أن هذا التراجع جاء محدودًا نسبيًا نتيجة لتأثير ارتفاع تدريجي في سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري.

وافتتح الذهب عيار 21، الأكثر تداولًا في مصر، تداولات اليوم عند 4610 جنيهات للجرام، ليتراجع إلى 4605 جنيهات للجرام وقت كتابة التقرير، وذلك بعد أن أغلق تداولات أمس عند 4620 جنيهًا، متراجعًا بمقدار 30 جنيهًا عن افتتاح أمس عند 4650 جنيهًا للجرام.

ويعود هذا التراجع إلى انخفاض السعر العالمي للذهب، الذي يؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب محليًا، في ظل استقرار نسبي في مستويات العرض والطلب في السوق المصري.

تأثير سعر الصرف المحلي على الأسعار

وعلى الرغم من الضغوط العالمية، إلا أن ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه في البنوك الرسمية منذ بداية الأسبوع ساهم في تقليص حجم التراجع في أسعار الذهب محليًا.

ويعد هذا العامل دعمًا رئيسيًا لتسعير الذهب في السوق المحلي، حيث يؤدي ارتفاع الدولار إلى دعم سعر الذهب المحلي حتى في حال انخفاض الأسعار العالمية.

وتشير التقارير إلى أن حركة الذهب المحلي باتت أكثر ارتباطًا بتغيرات سعر الصرف عن الأسواق الخارجية، في ظل استقرار نسبي في السوق المحلي للطلب والعرض.

توقعات الذهب عالميًا ومحليًا

انخفض الذهب عالميًا خلال تعاملات اليوم، متأثرًا بصعود الدولار الأمريكي والعوائد على السندات، ما دفع بالسعر إلى كسر مستوى الدعم الفني الهام عند 3300 دولار للأونصة، وهو المتوسط المتحرك لـ50 يومًا، ليستقر حاليًا عند المستوى التصحيحي 50% قرب 3285 دولارًا للأونصة.

وفي السوق المحلي، تراجع الذهب عيار 21 بعد أن فشل في الاستقرار فوق مستوى 4650 جنيهًا للجرام، ليواصل التراجع ويصل إلى مستوى 4600 جنيه، والذي يشكل دعمًا نفسيًا في الوقت الحالي.

ويرى محللون أن استمرار الضغط العالمي قد يدفع الأسعار لمزيد من التراجع، خاصة إذا صدرت إشارات من الفيدرالي بعدم خفض الفائدة قريبًا، ما قد يزيد من مكاسب الدولار ويؤثر سلبًا على الذهب.

قد يهمك أيضا:- 

  1.  استقرار ملحوظ بجميع الأعيرة..أسعار الذهب اليوم 9-7-2025 
  2. الذهب يتراجع عالمي وسط تهدئة تجارية من ترامب
  3. جولد بيليون: أونصة الذهب ترتفع 1.9% وتكسر حاجز 3300 دولار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى