في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر ودولة ناميبيا، استقبل الأستاذ الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، وفد لجنة الزراعة والبيئة بالغرفة العليا للمجلس الوطني الناميبي، برئاسة النائب بولوس مبانغو، نائب رئيس اللجنة.
جاء اللقاء بحضور النائب عبد السلام الجبلي، رئيس لجنة الزراعة والري بمجلس الشيوخ المصري، والنائب محمد السباعي، وكيل اللجنة، والنائبة نهى زكي، أمين سر لجنة الطاقة والبيئة والقوى العاملة، إلى جانب عدد من قيادات وزارة الموارد المائية والري.
وخلال اللقاء، أكد الدكتور سويلم حرص مصر على الاستمرار في بذل الجهود لتوطيد وحدة القارة الإفريقية وتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين الدول الإفريقية في مجال المياه، بما يحقق أهداف أجندة إفريقيا 2063 “إفريقيا التي نريدها”.
كما شدد على التزام مصر باستمرار التعاون مع دولة ناميبيا تحت مظلة مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين في نوفمبر 2023، والمتعلقة بالإدارة المستدامة للموارد المائية، مع التأكيد على أهمية تنفيذ مشروعات مشتركة ضمن أولويات الجانبين، خصوصًا في مجالات المياه الجوفية وحماية الشواطئ.
مركز PACWA ودور مصر في تدريب الكوادر الإفريقية
أشار الدكتور سويلم إلى أن دولة ناميبيا تستفيد حاليًا من الدورات التدريبية التي يقدمها مركز التدريب الإفريقي للمياه والتكيف المناخي (PACWA)، في إطار دعم مصر لتبادل المعرفة والخبرات مع الدول الإفريقية في مجالات إدارة المياه.
وأوضح الوزير أن التحديات التي تواجه قطاع المياه في مصر تحتم توسيع التعاون الإقليمي، خاصة مع ما تشهده البلاد من محدودية في الموارد المائية، وتزايد مستمر في عدد السكان، إلى جانب التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، ما دفع الحكومة المصرية إلى التوسع في معالجة وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي لتقليل الفجوة بين الموارد والاحتياجات المائية.
كما أشار إلى أن مصر تستورد محاصيل زراعية تعادل ما يقرب من 33.50 مليار متر مكعب من المياه سنويًا، في إطار سياسة مائية رشيدة تسعى للتعامل مع محدودية الموارد المتاحة.
التحول للري الحديث ودور المزارعين في ترشيد المياه
أكد الدكتور سويلم أهمية التحول إلى نظم الري الحديث، نظرًا لدورها الكبير في ترشيد استهلاك المياه، وزيادة الإنتاجية المحصولية، وتحسين جودة المحاصيل، وهو ما تسعى الوزارة إلى تحقيقه من خلال متابعة مدى التزام المزارعين، لا سيما في الأراضي الرملية، باستخدام هذه النظم الحديثة.
كما شدد الوزير على أن الابتكار والبحث العلمي والتكنولوجيا الحديثة أصبحت من الركائز الأساسية لإدارة الموارد المائية بكفاءة، داعيًا إلى ضرورة تعزيز التعاون بين المركز القومي لبحوث المياه التابع للوزارة، ونظرائه من المراكز والجهات البحثية في ناميبيا، لتعميق التفاهم وتبادل الخبرات في مجال إدارة المياه.
وأوضح أن الوزارة تدعم باستمرار كل المبادرات العلمية التي تساهم في تطوير الأداء الفني والإداري لقطاع المياه، بما يواكب التطورات العالمية في هذا المجال الحيوي.
زيارة ميدانية للوفد الناميبي للإطلاع على التجربة المصرية
في سياق متصل، قام وفد البرلمان الناميبي بزيارة ميدانية إلى المركز القومي لبحوث المياه، ومتحف الري، والمركز الثقافي لعلوم المياه بالقناطر الخيرية، وذلك بهدف الإطلاع عن قرب على التجربة المصرية في إدارة المياه.
كما زار الوفد أحد نماذج الري الحديث المتميزة بمنطقة زمام ترعة المنصورية بمحافظة الجيزة، حيث عقد لقاءً مع روابط مستخدمي المياه بالمنطقة، واطلع على آليات إدارة الموارد المائية ومشاركة المجتمع المحلي في ترشيد الاستهلاك.
تأتي هذه الزيارة في إطار حرص ناميبيا على الاستفادة من التجربة المصرية الرائدة في مجال التنمية الزراعية المستدامة، وإدارة الموارد المائية باستخدام النظم الحديثة، والتقنيات المتقدمة.
قد يهمك أيضا:-
