الأسواق المتقلبة تعيد بريق الذهب وتختبر نضج العملات الرقمية

في ظل الاضطرابات الاقتصادية وتقلبات الأسواق العالمية، يستعيد الذهب بريقه كأداة استثمارية موثوقة وآمنة. فبفضل ارتباطه السلبي مع الأصول التقليدية مثل الأسهم والسندات، يُعتبر الذهب أداة فعالة للتنويع وتقليل المخاطر داخل المحافظ الاستثمارية.

ويرى خبراء الأسواق أن هذه الخصائص تجعل من الذهب خيارًا مثاليًا للحماية من الخسائر خلال فترات الانكماش والأزمات الاقتصادية.

بيتكوين: “الذهب الرقمي” يدخل المنافسة

أشار جوش جيلبرت، محلل الأسواق في منصة إيتورو العالمية، إلى أن البيتكوين بات يُنظر إليه مؤخرًا كمنافس محتمل للذهب، خاصة من قبل المستثمرين الباحثين عن وسيلة تحوط من تآكل العملات الورقية.

يشترك البيتكوين مع الذهب في خصائص الندرة والاستقلال عن الأرباح والفوائد، إلا أن تقلباته العالية تضعه في خانة الأصول الخطرة، لا الملاذات الآمنة.

رغم أنه قد يُدرج ضمن المحافظ الاستثمارية الحديثة، إلا أن البيتكوين لا يزال في مرحلة النضوج ولم يثبت بعد فعاليته في مواجهة الأزمات بشكل متماسك.

الذهب للطمأنينة.. والبيتكوين للمخاطرة المحسوبة

يظل الذهب الخيار الأول للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار وراحة البال أثناء التقلبات. أما البيتكوين، فهو أصل يتسم بالمضاربة ويجذب فئات معينة من المستثمرين، خصوصًا الشباب من ذوي الشهية العالية للمخاطر والأفق الاستثماري الطويل.

وفي الوقت الذي أثبت فيه الذهب قدرته على الصمود خلال الأزمات، لا تزال مكاسب البيتكوين مرتبطة بفترات من الصعود الحاد والانخفاضات العنيفة.

أداء الذهب والبيتكوين تحت ضغط التضخم

أوضح جيلبرت أن الندرة الرقمية المبرمجة في البيتكوين تهدف إلى حمايته من التضخم، وهو ما تحقق نسبيًا على مدى العقد الماضي.

ومع ذلك، فقد تراجع البيتكوين بنسبة 65% خلال عام 2022، رغم ارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات تاريخية في الولايات المتحدة وأوروبا، في حين حافظ الذهب على استقراره النسبي.

هذا التباين يعكس هشاشة فرضية “الذهب الرقمي” ويبرز تفوق المعدن النفيس في أوقات الغموض الاقتصادي.

العوامل النفسية تُملي قرار الاستثمار الآمن

يلعب العامل النفسي دورًا أساسيًا في اختيار الأصول الدفاعية داخل المحافظ الاستثمارية. فإذا كان امتلاك الذهب يمنح المستثمر راحة نفسية تمنعه من اتخاذ قرارات اندفاعية أثناء تراجع الأسواق، فإنه يؤدي وظيفته بامتياز.

ومع أن البيتكوين قد يوفر عوائد أعلى، إلا أن درجة المخاطرة المرتفعة تجعله غير مناسب لجميع المستثمرين.

الخلاصة: الذهب معيار الملاذات الآمنة.. والبيتكوين رهان محفوف بالمخاطر

مع استمرار عدم الاستقرار العالمي، يظل الذهب هو “المعيار الذهبي” للاستثمار الآمن، بفضل تاريخه الطويل وثقة المستثمرين فيه.

أما البيتكوين، فرغم وعوده كمخزن مستقبلي للقيمة، لا يزال يفتقر إلى الثبات اللازم ليحل محل الذهب في فترات الشدة.
قد يكون من المفيد تخصيص نسبة صغيرة للبيتكوين ضمن المحفظة لزيادة العائد المحتمل، لكن يبقى الذهب حجر الأساس عند البحث عن الأمان.

قد يهمك أيضاً:-

  1. تحديث أسعار الذهب: الجنيه الذهب يصل إلى 37,040 جنيهًا 5 مايو 2025
  2. إيتورو: تراجع الدولار الأمريكي وتأثيره على استراتيجيات الاستثمار العالمية
  3. إيتورو تكشف عن تغيّرات جوهرية في سلوك المستثمرين في الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى