
شهدت أسعار الذهب العالمية قفزة ملحوظة لتسجل مستويات تاريخية جديدة خلال جلسة اليوم الثلاثاء، تأتي هذه التطورات في ظل تزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن.
مدفوعًا بالتوترات الاقتصادية والجيوسياسية، بما في ذلك هجوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على رئيس البنك الفيدرالي الأمريكي، واستمرار الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
وفقًا لتقرير جولد بيليون، ارتفع سعر أونصة الذهب عالميًا خلال تداولات اليوم بنسبة 0.9% ليصل إلى أعلى مستوى تاريخي عند 3500 دولار للأونصة، بعد أن افتتح الجلسة عند مستوى 3427 دولارًا للأونصة. ويتداول حاليًا عند 3457 دولارًا للأونصة، مما يعكس استمرار الزخم الصعودي في الأسواق العالمية.
هذا الارتفاع التاريخي يأتي بعد أن حقق الذهب مكاسب بنسبة 3% تقريبًا يوم أمس، ليواصل تسجيل مستويات قياسية على مدى ثلاث جلسات متتالية. ويرجع ذلك إلى تصاعد المخاطر الجيوسياسية وزيادة الطلب من البنوك المركزية، بالإضافة إلى مخاوف مستمرة بشأن التضخم.
الدوافع وراء القفزة الأخيرة في أسعار الذهب
الهجوم العلني الذي شنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على جيروم باول، رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي، كان من أبرز العوامل التي حفزت هذه الموجة الصعودية.
حيث أشار ترامب إلى خطط لإجراء تغييرات جوهرية في البنك الاحتياطي الفيدرالي، كما أعرب عن إمكانية إقالة رئيسه. بالإضافة إلى ذلك، طالب ترامب مجددًا بخفض أسعار الفائدة، محذرًا من تباطؤ اقتصادي محتمل في حال لم يتم الاستجابة لمطلبه.
في المقابل، أكد باول أن البنك لا ينوي خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب، مشيرًا إلى الضغوط التضخمية والمخاطر الاقتصادية الناتجة عن الرسوم الجمركية. هذه التصريحات أثارت مخاوف بشأن استقلالية البنك الاحتياطي الفيدرالي وأدت إلى اضطرابات في الأسواق المالية، حيث انخفض الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته خلال ثلاث سنوات، مما دعم أسعار الذهب بشكل مباشر.
على صعيد آخر، انخفضت مؤشرات وول ستريت بنسبة 2.4% يوم أمس، لكن المستثمرين احتفظوا بمراكزهم في الذهب، معتبرينه خيارًا أكثر أمانًا، في تحول واضح عن السلوك التقليدي للأسواق المالية.
التوترات التجارية وتأثيرها على الأسواق
التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين لا تزال تلقي بظلالها على الأسواق. فقد أصدرت الصين تحذيرًا صارمًا للدول التي قد توقع اتفاقيات تجارية مع واشنطن تؤثر على مصالحها، مهددة باتخاذ إجراءات مضادة. وقد أدى التصعيد إلى فرض رسوم جمركية انتقامية بين البلدين، مما ساهم في زيادة التقلبات في الأسواق العالمية.
أسعار الذهب محليًا
على المستوى المحلي، انعكس الارتفاع العالمي في أسعار الذهب بشكل مباشر على السوق المصرية، حيث سجل الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا – قفزة ملحوظة ليصل إلى 4940 جنيهًا للجرام خلال جلسة اليوم، بعد أن كان عند مستوى 4900 جنيه في ختام جلسة الأمس.
الزيادة المحلية في أسعار الذهب ترتبط بشكل كبير بتحركات السعر العالمي، في ظل استقرار نسبي لسعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك المصرية. ورغم تأثير ذلك على القدرة الشرائية محليًا، يستمر الذهب في تحقيق مكاسب دون مؤشرات على التراجع.
التوقعات المستقبلية
يتوقع أن يستمر الذهب في الصعود عالميًا مع بقاء المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية. وقد وضع المحللون مستوى نفسي جديد عند 3600 دولار للأونصة، في حال تمكن السعر من تجاوز حاجز 3500 دولار بشكل مستدام.
على الصعيد المحلي، قد يقترب الذهب عيار 21 من المستوى النفسي 5000 جنيه للجرام، مع استمرار التأثير المباشر للأسعار العالمية وتراجع الطلب نتيجة ارتفاع التكلفة.