
شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا ملحوظًا مع بداية تداولات الأسبوع، حيث صعد سعر الأونصة بنسبة 0.4% ليصل إلى 2876 دولارًا، بعد أن افتتح التداول عند مستوى 2873 دولارًا، قبل أن يتراجع قليلًا ليستقر حاليًا عند 2868 دولارًا للأونصة، وفقًا لتقرير “جولد بيليون”.
وجاء هذا الارتفاع مدعومًا بتراجع الدولار الأمريكي من أعلى مستوياته في أكثر من أسبوعين، الأمر الذي جعل السبائك الذهبية أقل تكلفة لحاملي العملات الأخرى، مما عزز الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن.
التوترات الجيوسياسية تعيد المخاوف للأسواق
ساهمت الأوضاع السياسية المتوترة في تعزيز الطلب على الذهب، خاصة بعد تعثر محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا. فقد أدى فشل الاجتماع الأخير بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تصاعد المخاوف بشأن استمرار الصراع، مما زاد من حالة عدم الاستقرار الجيوسياسي في الأسواق العالمية.
أعلن وزير التجارة الأمريكي، هوارد لوتنيك، أن الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك ستدخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء، بينما لا يزال الرئيس ترامب يدرس إمكانية فرض رسوم إضافية بنسبة 10% على الواردات الصينية، وهو ما قد يزيد التوترات التجارية عالميًا ويؤثر على الأسواق المالية.
أظهرت البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة تراجعًا طفيفًا في معنويات المستهلكين بنسبة 0.2% خلال شهر يناير، وهو الانخفاض الأول منذ ما يقارب العامين.
كما كشف البنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا عن توقعات بتباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي في الربع الأول من عام 2025 إلى 1.5%، مقارنةً بمعدل 2.3% في الربع السابق.
ورغم ذلك، ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي – وهو المقياس المفضل لمراقبة التضخم لدى الفيدرالي الأمريكي – بنسبة 0.3% في يناير، محافظًا على نفس معدل الزيادة المسجل في ديسمبر.
و قد يدفع البنك المركزي الأمريكي للإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من المتوقع، وهو ما سيكون له تأثير مباشر على حركة الذهب خلال الفترة المقبلة.

ترقب بيانات سوق العمل الأمريكي وتأثيره على الذهب
تتجه أنظار المستثمرين هذا الأسبوع إلى البيانات الاقتصادية الأمريكية، والتي ستشمل تقارير مهمة عن سوق العمل. ويترقب المتداولون تقرير الوظائف الشهري الحكومي الذي يعد مؤشرًا رئيسيًا يعتمد عليه البنك الفيدرالي في تقييم الأداء الاقتصادي للولايات المتحدة، وهو ما قد يؤثر بشكل مباشر على تحركات الذهب عالميًا.
وتأتي هذه التوقعات بعد أن مرّ الذهب بحركة تصحيحية سلبية خلال الأسبوع الماضي، قبل أن يتعافى مع بداية هذا الأسبوع، ولكن لا يزال المستثمرون في انتظار المزيد من الإشارات التي قد تحدد الاتجاه المستقبلي للمعدن النفيس.
شهدت أسعار الذهب في مصر ارتفاعًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم، متأثرة بارتفاع سعر الأونصة عالميًا. ومع ذلك، يظل السوق المصري في حالة من التذبذب، حيث يحتاج السعر إلى مزيد من الزخم الصعودي ليستطيع تجاوز مستويات المقاومة التي تواجهه حاليًا.
وسجل الذهب عيار 21 – وهو الأكثر تداولًا في السوق المصرية – 4060 جنيهًا للجرام في بداية التعاملات، وظل يتداول عند نفس المستوى حتى وقت كتابة هذا التقرير، بعد أن استقرت الأسعار يوم أمس عند 4050 جنيهًا للجرام.
شهد سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري ارتفاعًا تدريجيًا مع بداية هذا الأسبوع، إلا أن تأثيره على أسعار الذهب المحلية كان محدودًا، نظرًا لأن حركة المعدن الأصفر في مصر باتت تعتمد بشكل رئيسي على تحركات الأسعار العالمية.
ويترقب السوق المصري الاجتماع القادم لصندوق النقد الدولي في 10 مارس، والذي سيناقش وضع البرنامج التمويلي لمصر وطلب القاهرة الحصول على قرض جديد من صندوق الاستدامة، بالتزامن مع المراجعة الرابعة للاتفاق بين مصر والصندوق.

التوقعات المستقبلية لحركة الذهب عالميًا ومحليًا
مع بداية تداولات الأسبوع، وجد الذهب دعمًا من تراجع الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى زيادة المخاوف الجيوسياسية بعد تعثر محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا. لكن في الوقت نفسه، يترقب المستثمرون بيانات سوق العمل الأمريكي، والتي قد تحدد الاتجاه المستقبلي لأسعار المعدن الأصفر.
وعلى المستوى المحلي، لا يزال الذهب يتحرك في نطاق متذبذب، حيث يسعى السعر لتثبيت أقدامه فوق مستوى 4050 جنيهًا للجرام، بينما يحاول تجميع الزخم الكافي لاستهداف مستوى 4100 جنيه خلال الأيام المقبلة. ومن المتوقع أن تتأثر حركة الذهب في مصر خلال الفترة القادمة بسعر صرف.
أقرا المزيد|
جولد بيليون:الذهب ينهي مكاسبه بعد 8 أسابيع ويتراجع 2.7% بفعل جني الأرباح