ضمن التوجيهات الرئاسية للرئيس عبد الفتاح السيسي بتحديث وتطوير منظومة النقل على مستوى الجمهورية، باعتباره الشريان الرئيسي الذي تعتمد عليه الدولة في تنفيذ خططها التنموية.
و تسعى وزارة النقل إلى تنفيذ مجموعة من المشروعات القومية الكبرى التي تهدف إلى تحسين البنية التحتية وتعزيز ربط المناطق الصناعية والتجارية بالموانئ البحرية والجافة، بما يسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة.
تواصل وزارة النقل أعمال تنفيذ خط سكة حديد الروبيكي – العاشر من رمضان – بلبيس، وهو أحد المشروعات الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز التكامل بين وسائل النقل المختلفة، وتحقيق الربط الفعّال بين الموانئ البحرية والمناطق الصناعية والموانئ الجافة، ما يجعل مصر مركزًا إقليميًا وعالميًا للتجارة واللوجستيات، في إطار الجمهورية الجديدة التي أرست قيادتها الدولة المصرية.
مشروع استراتيجي يعزز ربط المناطق الصناعية بالموانئ
يُعد خط سكة حديد “الروبيكي – العاشر من رمضان – بلبيس” جزءًا أساسيًا من مشروع ممر السخنة – الإسكندرية اللوجيستي، الذي يضم مجموعة من المكونات الهامة، وهي:
- ميناء السخنة، أحد أهم الموانئ المصرية على البحر الأحمر.
- الخط الأول للقطار الكهربائي السريع، الذي يربط العديد من المدن والمناطق الاقتصادية.
- الميناء الجاف بالعاشر من رمضان، الذي يسهم في تخفيف الضغط على الموانئ البحرية وتعزيز حركة التصدير والاستيراد.
- خط السكة الحديد الروبيكي – العاشر من رمضان – بلبيس، الذي يربط المناطق الصناعية بالموانئ والمراكز اللوجستية.
- ميناء الإسكندرية الكبير، أحد الموانئ المحورية التي تلعب دورًا رئيسيًا في حركة التجارة العالمية.
ويهدف المشروع إلى تعزيز الربط بين الموانئ البحرية والمناطق الصناعية الكبرى، مثل مدينة العاشر من رمضان، التي تُعد واحدة من أهم القلاع الصناعية في مصر والشرق الأوسط، ما يسهم في تسهيل نقل البضائع وتقليل زمن الرحلات اللوجستية، وتحقيق طفرة في حركة التجارة الداخلية والخارجية.
تفاصيل التنفيذ والتقدم في أعمال المشروع
تبلغ إجمالي المسافة التي يغطيها المشروع 63.5 كم، ويتم تنفيذه من خلال فرق عمل متخصصة، حيث يجري حاليًا:
- إنشاء خط سكة حديد مفرد في المسافة بين الروبيكي ونقطة التفرع الخاصة بالميناء الجاف بالعاشر من رمضان.
- إنشاء خط سكة حديد مزدوج في المسافة الممتدة من الميناء الجاف حتى مدينة بلبيس.
- تنفيذ 23 عملًا صناعيًا متنوعًا يشمل كباري، أنفاق، وبرابخ لضمان كفاءة التشغيل وسلامة خطوط السكك الحديدية.
- تشييد محطات حديثة للركاب لتسهيل تنقل العاملين والمواطنين، إلى جانب محطات متطورة لشحن البضائع لدعم حركة التجارة.
- تنفيذ الأعمال الإنشائية من قبل شركات مصرية متخصصة واستشاريين مصريين، بما يعكس قدرة قطاع النقل المصري على تنفيذ مشروعات عملاقة وفق أعلى المعايير العالمية.
أهمية المشروع في دعم التجارة واللوجستيات
يؤدي تشغيل خط السكة الحديد الجديد إلى تعزيز حركة نقل البضائع بين الموانئ البحرية والمراكز الصناعية، حيث سيتم ربط:
- الميناء الجاف بالعاشر من رمضان بالموانئ البحرية، مثل موانئ السخنة والأدبية على البحر الأحمر، وموانئ بورسعيد ودمياط والإسكندرية والدخيلة على البحر المتوسط.
- الميناء الجاف والمنطقة اللوجستية بالعاشر من رمضان بالميناء الجاف الجديد المخطط إنشاؤه بجوار محطة العاصمة الإدارية للقطار الكهربائي السريع، مما يعزز انسيابية نقل البضائع إلى مختلف أنحاء الجمهورية.
بالأضافة إلى دوره الحيوي في دعم حركة التجارة والصناعة، يسهم المشروع أيضًا في تسهيل تنقل المواطنين، لا سيما العاملين في المنطقة الصناعية بالعاشر من رمضان، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 90% من العاملين في مصانع المدينة يأتون من مدينة بلبيس، مما يتطلب وسائل نقل جماعية فعالة وآمنة.
وسيساهم تشغيل الخط الجديد في:
- تقليل الاعتماد على وسائل النقل الخاصة، مما يوفر الوقت والتكلفة على العمال والموظفين.
- خفض الازدحام المروري الناتج عن تشغيل شاحنات البضائع وأتوبيسات نقل العمال.
- الحد من استهلاك الوقود وتقليل الانبعاثات الكربونية، بما يدعم التوجه نحو نقل مستدام وصديق للبيئة.
- تقليل الحوادث المرورية الناتجة عن تكدس الشاحنات والمركبات، ما ينعكس إيجابيًا على مستوى السلامة العامة وخفض تكاليف صيانة الطرق.
دور المشروع في تحقيق التنمية الاقتصادية وتعزيز الاستدامة
يؤدي المشروع إلى تحقيق التكامل بين شبكات النقل المختلفة، بما في ذلك السكك الحديدية، الموانئ البحرية والجافة، والمناطق اللوجستية، مما يعزز:
- زيادة كفاءة تداول الحاويات ونقل البضائع من الموانئ البحرية إلى المناطق الصناعية.
- تقليل تكدس البضائع في الموانئ البحرية من خلال توفير وسائل نقل سريعة وآمنة.
- تعظيم العائد الاقتصادي للمشروعات اللوجستية والنقل، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد المصري.
ويأتي هذا المشروع في إطار خطة الدولة لتحقيق نقلة نوعية في قطاع النقل والمواصلات، من خلال إنشاء شبكة سكك حديدية حديثة ومتكاملة، تدعم الاستثمارات وتزيد من تنافسية مصر في مجال التجارة واللوجستيات.
تمثل أعمال تنفيذ خط سكة حديد الروبيكي – العاشر من رمضان – بلبيس خطوة هامة نحو تحقيق استراتيجية الدولة لتطوير البنية التحتية لقطاع النقل، حيث يعزز المشروع من كفاءة حركة الركاب والبضائع، ويدعم خطط التنمية الاقتصادية والبيئية، ويؤدي إلى تحقيق الربط اللوجستي المتكامل بين المناطق الصناعية والموانئ، مما يعزز مكانة مصر كمركز عالمي للنقل والتجارة.
أقرا المزيد|
