
اختتمت هيئة الدواء المصرية فعاليات الاجتماع الافتتاحي لمبادرة مواءمة اللوائح التنظيمية للأدوية في شمال إفريقيا (NA-MRH)، والذي استمر لمدة ثلاثة أيام في القاهرة، بمشاركة وكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية (AUDA-NEPAD) ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، بالإضافة إلى ممثلين عن الهيئات التنظيمية للأدوية بدول شمال إفريقيا وعدد من الخبراء الدوليين في مجال التنظيم الدوائي.
أكد الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، على الأهمية الاستراتيجية لهذه المبادرة، موضحًا أنها تمثل خطوة ضرورية نحو تعزيز التكامل الدوائي بين دول شمال إفريقيا. كما أشار إلى أن توحيد اللوائح التنظيمية من شأنه أن يسهل إجراءات تسجيل الأدوية، ويضمن جودتها وسلامتها، مما يساهم في تحسين إتاحتها للمرضى في مختلف الدول المشاركة.
التعاون المشترك لتحقيق التكامل الصحي في إفريقيا
أوضح الدكتور الغمراوي أن نجاح هذه المبادرة يعتمد بشكل رئيسي على استمرار التعاون بين الهيئات التنظيمية، وتعزيز تبادل الخبرات، والاستفادة من أفضل الممارسات العالمية في مجال الرقابة الدوائية. كما شدد على التزام مصر الكامل بدعم كافة الجهود الإقليمية الهادفة إلى تعزيز الأمن الدوائي وتحقيق التكامل الصحي على مستوى القارة الإفريقية، وهو ما يأتي في إطار رؤية الدولة المصرية لدعم القطاع الصحي في المنطقة.
كما أعرب عن شكره لجميع المشاركين من الهيئات التنظيمية الوطنية، والشركاء الدوليين، والخبراء الفنيين، مؤكدًا أن هذا الاجتماع يمثل نقطة انطلاق حقيقية نحو إنشاء نظام تنظيمي أكثر كفاءة ومرونة لدول شمال إفريقيا، مما يعزز من القدرة التنافسية للصناعات الدوائية في المنطقة ويضمن جودة الأدوية المتداولة.

مشاركة مصرية قوية في الجلسات التنظيمية والدوائية
شهدت فعاليات الاجتماع مشاركة واسعة من هيئة الدواء المصرية في العديد من الجلسات التي تناولت مختلف المجالات الدوائية والتنظيمية. حيث قامت الدكتورة شيرين عبد الجواد، رئيس الإدارة المركزية للرعاية الصيدلية، بعرض رؤية الهيئة في مجال اليقظة الدوائية، مسلطة الضوء على الإنجازات التي حققتها الهيئة في هذا المجال.
وأكدت أن هيئة الدواء المصرية نجحت في الحصول على تصنيف مستوى النضج الثالث وفق تقييم منظمة الصحة العالمية لتنظيم الأدوية واللقاحات، مما يعكس التقدم الكبير في مستوى الرقابة الدوائية بمصر.
من جانبها، قدمت الدكتورة مها محمد، مدير عام اليقظة الدوائية، عرضًا شاملاً حول أحدث الإحصائيات المتعلقة بأنشطة اليقظة الصيدلية التي تهدف إلى تحسين جودة الرعاية الصحية وضمان سلامة الأدوية المتداولة في الأسواق.
كما ناقشت التوصيات الخاصة بتطوير أنظمة اليقظة الدوائية في إقليم شمال إفريقيا، مؤكدة أهمية تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الناجحة بين الدول الأعضاء لتحقيق أعلى معايير الرقابة والسلامة الدوائية.
كما تناولت الجلسات سبل تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء من خلال التنسيق المستمر بين الهيئات التنظيمية، وتطوير آليات المراقبة الدوائية لضمان تحقيق أعلى مستويات الأمان والفعالية للأدوية المتاحة في الأسواق الإفريقية.
شاركت الدكتورة أمنية عبد الله في جلسة بعنوان “دور هيئة الدواء المصرية في تطبيق اشتراطات التصنيع الجيد”، حيث قدمت عرضًا تفصيليًا حول نظام التفتيش الدوري الذي تتبعه الهيئة لضمان التزام مصانع الأدوية بالمعايير العالمية للجودة والإنتاج.
كما سلطت الضوء على تجربة هيئة الدواء المصرية في تحقيق مستوى النضج الثالث في مجال التفتيش الرقابي، مشيرة إلى أن هذه الخطوة ساهمت بشكل كبير في تعزيز مكانة المصانع المصرية على المستوى الدولي، وجعلها في صدارة المنافسة العالمية في صناعة المستحضرات الصيدلية.

انتخاب مصر لرئاسة المبادرة يعكس الثقة الدولية في قدراتها الرقابية
تم خلال الاجتماع انتخاب مصر رئيسًا للمبادرة لمدة ثلاث سنوات، فيما تم اختيار المغرب لمنصب نائب الرئيس، وتونس لتولي الأمانة الفنية. ويعد هذا الانتخاب شهادة دولية على قدرة هيئة الدواء المصرية على قيادة الجهود التنظيمية في القارة الإفريقية، كما يعكس التقدم المؤسسي الكبير الذي حققته مصر في مجال الرقابة الدوائية.
وأكد المشاركون أن هيئة الدواء المصرية نجحت في تحقيق العديد من الاعتمادات الدولية، إلى جانب عضويتها في المنظمات الدوائية العالمية، مما يؤكد توافق منظومتها الرقابية مع معايير منظمة الصحة العالمية، ودورها المحوري في تطوير قطاع الدواء على المستويين الإقليمي والدولي.
وعلى هامش الاجتماع، قام وفد من ممثلي الهيئات التنظيمية لدول شمال إفريقيا، إلى جانب مسؤولين من منظمة الصحة العالمية ووكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية، بزيارة إلى معامل هيئة الدواء المصرية في المنصورية.
وخلال الجولة التفقدية، تم استعراض الإمكانيات الحديثة التي تمتلكها الهيئة في مجال الرقابة الدوائية، بالإضافة إلى التعرف على أحدث التقنيات المستخدمة في الفحص والتأكد من جودة الأدوية. كما تم تسليط الضوء على الجهود المبذولة لتطوير البنية التحتية للمعامل وفقًا لأحدث المعايير الدولية، بما يضمن توفير بيئة رقابية متكاملة قادرة على دعم المنظومة الدوائية في مصر والمنطقة.
تأتي هذه الخطوات في إطار حرص هيئة الدواء المصرية على تعزيز التكامل الصحي بين الدول الإفريقية، بما يساهم في ضمان توافر الأدوية بأسعار عادلة وجودة عالية، إلى جانب تعزيز قدرة الدول الأعضاء على مواجهة التحديات التنظيمية في قطاع الدواء.
كما أكدت الهيئة أنها مستمرة في العمل على توحيد الجهود مع الدول الإفريقية الشقيقة من أجل تطوير أنظمة الدواء وتعزيز قدرة المنطقة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من المستحضرات الدوائية، مما يدعم الأمن الصحي لدول شمال إفريقيا ويحقق نقلة نوعية في مجال صناعة الأدوية.
أقرا المزيد|
هيئة الدواء المصرية تكشف تفاصيل مشروع تحويل نشرات الدواء من ورقية لإلكترونية
هيئة الدواء المصرية تشكل غرفة عمليات لمتابعة وضبط سوق الدواء طوال إجازة العيد
رئيس هيئة الدواء المصرية يشهد توقيع عقد شراكة بين شركتي وادي النيل بنتا ويونيميد الإماراتية
تعاون مشترك بين هيئة سلامة الغذاء وحياة كريمة لضمان غذاء آمن وصحي للمصريين