
واصل الذهب العالمي ارتفاعه للأسبوع السابع على التوالي، مسجلًا مستوى تاريخي جديد خلال الأسبوع الماضي، رغم تراجعه في نهاية الأسبوع بفعل عمليات جني الأرباح.
وفقًا لتقرير جولد بيليون، ارتفعت أسعار الذهب الأسبوع الماضي بنسبة 0.7%، حيث سجلت الأونصة أعلى مستوى تاريخي عند 2942 دولارًا، قبل أن تغلق التداولات عند 2882 دولارًا، بعد أن بدأت الأسبوع عند 2861 دولارًا. ومع ذلك، تعرض الذهب لانخفاض حاد خلال جلسة أمس بنسبة 1.6%، مسجلًا 2877 دولارًا للأونصة، بسبب ضغوط البيع لجني الأرباح بعد وصوله إلى مستويات قياسية.
التوترات التجارية والسياسية تعزز الطلب على الذهب
جاء ارتفاع أسعار الذهب مدعومًا بعدة عوامل، أبرزها:
التصعيد التجاري بين الولايات المتحدة والدول الأخرى
- أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توجيهاته لفريقه الاقتصادي بصياغة خطط لفرض رسوم جمركية متبادلة على الدول التي تفرض ضرائب على الواردات الأمريكية.
- انتقد سياسات الاتحاد الأوروبي التجارية، مشيرًا إلى أنها غير عادلة في التعامل مع الولايات المتحدة.
- حذّر من أن الهند ستكون من أكثر الدول تأثرًا بهذه السياسات نظرًا لارتفاع التعريفات الجمركية التي تفرضها.
- وافق ترامب على فرض تعريفات بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم، مما زاد من مخاوف اندلاع حرب تجارية عالمية.
التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط
- تصريحات ترامب الأخيرة بشأن الصراع بين الكيان الصهيوني وحماس وقطاع غزة أثارت مخاوف المستثمرين من تصاعد الأوضاع الجيوسياسية، مما عزز الطلب على الذهب كملاذ آمن.
زيادة عمليات تخزين الذهب في بورصة كومكس
- ارتفعت عمليات تخزين الذهب في بورصة كومكس الأمريكية، مما قد يكون مدفوعًا بمخاوف المستثمرين الأمريكيين من تأثير التعريفات الجمركية المستقبلية على واردات الذهب.
البنوك المركزية والطلب الصيني يدعمان الأسعار
زيادة مشتريات البنوك المركزية
- واصلت البنوك المركزية العالمية شراء كميات ضخمة من الذهب كجزء من استراتيجياتها للتحوط ضد المخاطر الاقتصادية.
- المخاوف بشأن العجز المالي الأمريكي الكبير عززت أيضًا الطلب على المعدن الأصفر.
الطلب القوي من الصين
- لم يكن البنك المركزي الصيني وحده وراء الطلب المرتفع، بل انضم إليه المستثمرون الصينيون من القطاع الخاص، الذين يبحثون عن خيارات استثمارية أكثر استقرارًا وسط التباطؤ الاقتصادي في الصين.
تقرير التزامات المتداولين يكشف عن تراجع المضاربات على الذهب
وفقًا لتقرير التزامات المتداولين المفصل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة للأسبوع المنتهي في 11 فبراير:
- انخفضت عقود شراء الذهب الآجلة بمقدار 12,734 عقدًا، مما يعكس تراجع الطلب الاستثماري على الذهب خلال الأسبوع الماضي.
- في المقابل، ارتفعت عقود البيع بمقدار 5,270 عقدًا، مما يشير إلى تحفظ المستثمرين في ظل عدم وضوح تأثير السياسات التجارية الجديدة لترامب على مستقبل التضخم والسياسة النقدية الأمريكية، خاصة مع ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين في يناير.