
في تحول نوعي للمشهد القيادي في إفريقيا، تم الإعلان رسميًا عن إطلاق الكلية الأفريقية للحوكمة (ASG) يوم 14 يناير 2025 في العاصمة الرواندية كيجالي الكلية، التي تُعد الأولى من نوعها في مجال الحوكمة على مستوى القارة.
والتي تهدف إلى تمكين الجيل القادم من القادة الأفارقة والمبتكرين في السياسات العامة، وتعزيز قدرتهم على مواجهة التحديات الكبرى والعمل على صياغة مستقبل مستدام لإفريقيا، وتأتي هذه الخطوة في سياق التزام القارة بالنهوض بالقيادة التحولية التي تعتمد على الابتكار والأخلاقيات والتكيف مع احتياجات الواقع الأفريقي.

حضور شخصيات بارزة ودعم قيادي مميز
حفل الإطلاق، الذي عُقد بحضور شخصيات بارزة من القادة السياسيين وصانعي السياسات والأكاديميين من إفريقيا والعالم، شهد مشاركة فخامة الرئيس الرواندي بول كاغامي ورئيس الوزراء الإثيوبي السابق هايلي مريام ديسالين، ما يعكس التزامًا قويًا من كبار القادة الأفارقة بتعزيز الحوكمة التحولية في القارة. وفي كلمته بالمناسبة، وصف هايلي مريام ديسالين هذا الإطلاق بأنه “نقطة تحول محورية في مسيرة إفريقيا نحو التميز في القيادة والحوكمة”. وأضاف أن الكلية تُعتبر منصة ريادية لتطوير قادة أخلاقيين ومبتكرين في السياسات العامة، مما يساهم في بناء مستقبل مستدام وأكثر إشراقًا للقارة.
جلسة نقاشية حول دور التعليم في السياسات العامة
تخلل الحدث جلسة نقاشية جمعت نخبة من المتحدثين المؤثرين في مجالات السياسة والحوكمة، بمن فيهم الدكتور دونالد كابيروكا، الرئيس السابق للبنك الأفريقي للتنمية، والبروفيسور كينجسلي موغالو، رئيس الكلية الأفريقية للحوكمة، بالإضافة إلى الدكتور أتشا ليكي، الشريك الأول ورئيس مجلس إدارة ماكينزي إفريقيا، والدكتورة أجنيس كاليبانا، رئيسة تحالف الثورة الخضراء في إفريقيا (AGRA)، والبروفيسورة هاجر قلديش، المستشارة القانونية للاتحاد الإفريقي. وقد سلطت النقاشات الضوء على أهمية التعليم في السياسات العامة باعتباره حجر الزاوية في تطوير القارة الأفريقية وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات المعقدة.
الكلية كدعوة لتحويل إمكانيات إفريقيا
وفي كلمته خلال الحفل، أكد البروفيسور كينجسلي موغالو أن الكلية الأفريقية للحوكمة تمثل “دعوة لإعادة تصور إمكانيات إفريقيا”، مشددًا على أهمية تسخير الإمكانيات البشرية الكبيرة للقارة وتهيئة الظروف لقيادة تحوّلية تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأشار إلى أن الكلية ستعمل على إعداد قادة مؤهلين يمتلكون المعرفة والمهارات اللازمة للابتكار ودفع عجلة الإصلاحات السياسية والاجتماعية في القارة.
شراكة مع مؤسسة ماستركارد
من جانبه، أكد الدكتور بيتر ماتيرو، الذي ألقى كلمة نيابة عن مؤسسة ماستركارد، على دعم المؤسسة للكلية كجزء من استراتيجية “أعمال الشباب في إفريقيا” (Young Africa Works)، التي تهدف إلى تمكين 30 مليون شاب وشابة من دخول سوق العمل، مع تركيز خاص على النساء اللواتي يمثلن 70% من المستفيدين المستهدفين بحلول عام 2030. وأعرب عن ثقته بأن الكلية الأفريقية للحوكمة ستلعب دورًا أساسيًا في تنفيذ هذه الرؤية.
جذب الطلاب الموهوبين ودمج المعايير العالمية
الكلية الأفريقية للحوكمة تسعى لاستقطاب مجموعة متنوعة من الطلاب الأفارقة الموهوبين، مع التركيز على تمثيل المجتمعات المهمشة وتعزيز التنوع. وتخطط الكلية لتسجيل 100 طالب وطالبة في برامج الماجستير في الإدارة العامة (MPA) والإدارة العامة التنفيذي (EMPA) خلال عامها الأول. وستتميز برامجها الأكاديمية بدمج المعايير الأكاديمية العالمية مع الرؤى والدراسات التي تراعي خصوصية القارة الأفريقية، بما يسهم في إعداد قادة قادرين على إحداث تأثير حقيقي في مجتمعاتهم.
الأبحاث والسياسات العامة
وإلى جانب التعليم الأكاديمي، تسعى الكلية إلى لعب دور ريادي في الأبحاث وتطوير السياسات العامة من خلال شراكات استراتيجية مع الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص على مستوى القارة والعالم. كما أنها تهدف إلى تعزيز الابتكار والشمول، من خلال توفير بيئة تعليمية تفاعلية تتيح للطلاب التعرف على وجهات نظر متنوعة واكتساب خبرات عميقة تسهم في صياغة حلول مستدامة للتحديات التي تواجه القارة.
أهداف طموحة لتخريج قادة المستقبل
يُذكر أن الكلية تهدف إلى تخريج أكثر من 1000 قائد مؤهل خلال السنوات الخمس الأولى من عملها، على أن يسهم هؤلاء القادة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لإفريقيا من خلال تفعيل السياسات العامة ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
تم فتح باب التقديم للدفعة الأولى من الأكاديمية، وسيبدأ قبول الطلبات رسميًا في 1 فبراير 2025. يمكن للراغبين في الحصول على مزيد من المعلومات زيارة الموقع الرسمي للأكاديمية عبر الرابط التالي: https://asg.ac.