من المتوقع أن ينخفض إنتاج القمح في روسيا إلى 83 مليون طن خلال عام 2024، مقارنة بـ 92.8 مليون طن في 2023، ومستوى قياسي بلغ 104.2 مليون طن في 2022. يعزى هذا التراجع إلى تأثير الصقيع والجفاف، مما يثير مخاوف حول تأثيره على أسعار القمح العالمية، خصوصاً بالنسبة للمستوردين الرئيسيين مثل مصر.
وأشارت التقارير إلى أن روسيا، رغم معدل صادراتها القياسي في الأشهر الأخيرة، قد تضطر إلى تقليص حصص التصدير بمقدار الثلثين بحلول يناير 2025، في محاولة لضبط الأسعار المحلية.
احتياطيات مصرية آمنة من القمح
أكد حسين بودي، نائب رئيس غرفة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية، أن السوق المحلية لن تتأثر بتراجع الصادرات الروسية في الوقت الحالي، حيث تكفي الاحتياطيات الحالية لتلبية احتياجات المستهلكين واستقرار أسعار الدقيق.
اقرأ أيضًا:
المهندس حازم عبد الهادي يكتب.. توصيات ذهبية لزراعة القمح
الذرة الأوكرانية تهيمن على السوق التركي.. توقعات بزيادة الطلب على القمح الروسي في تركيا
كما صرح وزير التموين شريف فاروق أن مصر ستتمتع باحتياطي استراتيجي من القمح يكفي خمسة أشهر، مع توقيع الهيئة العامة للسلع التموينية عقوداً لاستيراد 290 ألف طن من القمح من رومانيا (120 ألف طن)، أوكرانيا (120 ألف طن)، وبلغاريا (50 ألف طن) لتسليمها الشهر المقبل.
تحولات استراتيجية في السوق الروسي
يشكو المزارعون الروس من ضعف ربحية زراعة القمح بسبب ارتفاع تكاليف المعدات، الوقود، والرسوم الجمركية، مما يدفع البعض للتفكير في التحول إلى محاصيل أخرى مثل فول الصويا وعباد الشمس. إلا أن هذا التحول يواجه صعوبات لأن القمح محصول شتوي، بينما المحاصيل الأخرى صيفية.
وأشار نادر نور الدين، تخصص الموارد المائية بجامعة القاهرة، إلى أن الانخفاض في إنتاج القمح الروسي لن يعيق صادراته بشكل كبير، حيث إن روسيا تستهلك ما بين 25 و30 مليون طن محلياً، وتحتفظ بفائض يبلغ حوالي 50 مليون طن للتصدير سنوياً.
فرص وتحديات أمام مصر
يرى عماد الساعي، الخبير اللوجستي، أن العقوبات الغربية ضد روسيا قد تدفع موسكو لبيع قمحها بأسعار تنافسية خارج البورصات العالمية، مما يتيح لدول مثل مصر الاستفادة من الصفقات المباشرة. كما أشار إلى إمكانية استخدام الصوامع المصرية لتخزين القمح الروسي مؤقتاً وتوزيعه إلى وجهات نهائية، مما يحول مصر إلى مركز إقليمي لتجارة الحبوب.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا:
