تعتبر المفرخات حلقه من اهم حلقات صناعه الدواجن حيث انها تمثل حاجز بين مزارع الامهات والكتاكيت التى تباع الى مزارع الدواجن التجاريه .وبسبب انظمه الانتاج المكثفه وحركه الكتاكيت عبر مسافات طويله و بسبب التدفق المستمر للهواء بداخل المفرخات يمكن ان تعمل المفرخات كمصدر ومستودع للكائنات الحيه الدقيقه المسببه للامراض ما يسبب خطوره نقل الامرا ض وخاصه اثناء عمليه الفقس .
وقد اثبتت الدراسات ان التلوث البكتيرى داخل مفرخات الدواجن هو من اهم العوامل التى تؤثر على عمليه الفقس وموت الاجنه وحيويه الكتاكيت الفاقسه .ولذلك تلعب بيئة المفرخات الخاليه من مسببات الامراض دورا مهما فى منع مسببات الامراض فى سلسله انتاج الدواجن.
أثناء عملية الفقس تزداد الرطوبة ودرجة الحرارة ، مما يوفر بيئة مثالية لنمو البكتيريا والفطريات. مما يؤدى الى انتشار الكائنات الحية الدقيقة الممرضة المسببة للأمراض فى جميع انحاء المفرخ. يمكن للبكتيريا الموجودة في الحضانة أن تخترق قشر البيض مما يؤدى إلى الاستعمار والنقل الأفقي للكائنات الحية. في حين أن هناك العديد من الكائنات الحية الدقيقة تم عزلها من المفرخات الاان الإشريكية القولونية (E. coli) هي واحدة من أكثر الكائنات الحية الدقيقة انتشارا . وقد اثبتت الدراسات ان العدوي بE .coli يكون بشكل اساسي نتيجه تلامس الكتاكيت مع بعضها البعض ويكون مرتبط بمستويات عاليه من البكتريا المعويه فى الزغب .
الإشريكية القولونية هى بكتريا سالبة الجرام وتشمل السلالات المتعايشة والممرضة التي تعمل كمستعمر رائد في الجهاز الهضمي للكتاكيت . يؤدي تلوث البيض بالإشريكية القولونية الممرضه(APEC) إلى موت الجنين المتأخر أوحدوث بعض الحالات التاليه:-
*التسمم الدموى:
وهى عدوى التسمم الدموي الذي يحدث نتيجه تكاثرها فى الدم وافراز السموم الداخليه التى تؤثر على جميع اعضاء الجسم وتكون اعراضها الخمول والكسل ونفش الريش وضيق فى التنفس وانخفاض فى الشهيه تأخر معدل النمو ونقص في الأوزان و التهاب في السرة عند الكتاكيت و اسهال أخضر ونفوق الكتاكيت المبكر حتى 3 أسابيع بعد الفقس
تشريحيا:احتقان فى الاعضاء الداخليه (الكبد والقلب والرئه والكلى)و و التهاب فيبريني في الاكياس الهوائية للكبد و القلب ويكون القلب محتقنا و تضخم في الكبد مع وجود نقط نخرية عليه و التهاب في الأمعاء
*التهاب السره : هي حاله غير معديه تظهر في الكتاكيت وتتميز بأن السرة تبقى مفتوحة وملتهبة ولا تلتئم وانتفاخات فى البطن والتهاب كيس المح وتأخر امتصاصه وضعف الكتكوت وتشريحيا يظهر عدم امتصاص كيس المح الذي تلتهب جدرانه ويتضخم حجمه ومحتوياته تصبح سائله ولزجه ورائحتها كريهة و في بعض الحالات قد تشاهد التهاب بروتوني قد ينفجر كيس المح في بعض الحالات و يفرغ محتوياته داخل الفراغ البطنى .
الوقاية والعلاج :
إجراءات التطهيرات الكاملة في معامل التفريخ حيث لا يفرخ ألا البيض النظيف الغير مشروخ والمبخر قبل تفريخه و كذلك يجب تطهير أطباق البيض وأدراج المفقسات جيدا وتبخير المفقسات قبل وبعد وضع البيض وكذلك بعد الفقس ويجب ان تمتد عمليه التبخير إلى ساعة وكذلك بعد الفقس ويجب أن تمتد عمليه التبخير إلى ساعة على الأقل ويجب ان تكون الفورمالين وبرمنجانات البوتاسيوم بمعدل 40 سم فورمالين + 20 جم برمنجنات البوتاسيوم لكل متر مكعب من حجم المفقس . تقديم عليقه علاجيه تحتوي على مضاد حيوي مناسب مثل تيراميسين أو كلورتتراسيكلين وزيادة الفيتامينات لمده 14 يوم وفي مياه الشرب يقدم احد المضادات الحيوية مثل ( تيراميسين-نيومايسين-ارثروسين) .
وعلى الرغم من ان الدجاج يعتبر اهم ناقل للميكروبات المسببه للتسمم الغذائى للانسان الا ان دورها فى انتشار مسببات الامراض المقاومه للمضادات الحيويه (AMR) والجينات المقاومه للمضادات الحيويه (ARGs) فى السلسله الغذائيه لم يتم دراستها جيدا .وفى الفتره الاخيره زاد انتشار عزلات AMR E .coliمن الدواجن فى كثير من دول العالم ومن بينها مصر نتيجه الاستخدام العشوائى للمضادات الحيويه لدرجه انها اصبحت تشكل تهديدا لكفاءه وفعاليه العلاج فى كلا من القطاع الطبى والبيطرى .وايضا عبئا اقتصاديا على المزارعين بسبب التكاليف المتكبده فى فشل العلاج وطول فتره العلاج بالمضادات الحيويه . اضافه لذلك ممكن ان تنقل تلك المقاومه للبكتريا الطبيعيه الموجوده بداخل االامعاء وتنتقل تلك المقاومه رأسيا او افقيا بين الاجناس والعائلات البكتريه .
وقد اشارت العديد من مسببات الامراض البكتريه والكائنات الحيه المضاده للمضادات الحيويه فى انتاج الدواجن الى دور المفرخات اما كحلقه وصل فى هذه السلسه او مصدر لتلك المسببات . واثبتت بعض الدراسات السابقه الى انه تم عزل عترات منAMR E .coli من المفرخات فى مصر وهناك تنوع كبير فى مقاومه المضادات الحيويه بين تلك العترات.وقد اظهرت النتائج مقاومتها للعديد من المضادات الحيويه مثل الإريثروميسين والتتراسيكلين والأمبيسيلين والجنتاميسين والسلفاميثوكسازول / تريميثوبريم والكلورامفينيكول والكاناميسين والستربتومايسين
.ولذلك يجب ان تكون هناك دراسات كافيه وابحاث توضح مدى دور تلك المفرخات فى انتشارتلك العترات من AMR E .coliوارتباطها باستخدام المضادات الحيويه المختلفه مما يؤدى الى ممارسات افضل تسهم فى فعاليه الدواء فى كلا من القطاعين البشرى والبيطرى
علا عادل ابراهيم محمد – باحث بكتريولوجى بمعهد بحوث صحة الحيوان معمل فرعى المنصورة – مركز البحوث الزراعية – مصر