مع انتهاء موسم الحصاد في نصف الكرة الشمالي واقتراب محاصيل نصف الكرة الجنوبي من النضج، تظل أسواق القمح متأثرة بشدة بالطقس الجاف، الذي يثير قلق المزارعين والمشترين على حد سواء. وعلى الرغم من تقلبات السوق، يظل الطقس الجاف عاملًا رئيسيًا يحرك الأسعار ويؤثر على الإنتاج العالمي.
تأثير الجفاف على الإنتاج في نصف الكرة الجنوبي
أستراليا: دفع الجفاف المستمر في غرب أستراليا جمعية صناعة الحبوب في الولاية إلى خفض توقعات الإنتاج بنسبة 7٪ إلى 9.3 مليون طن.
كذلك، تضررت محاصيل جنوب شرق البلاد بسبب الصقيع. ومع ذلك، لا تزال تقديرات الإنتاج تتراوح بين 27 و29 مليون طن متري، وهي أرقام قريبة من متوسط الإنتاج الخماسي البالغ 29.8 مليون طن متري. بينما أبقت التقارير الصادرة عن المكتب الأسترالي للاقتصاد والعلوم الزراعية والموارد (ABARES) وتقديرات WASDE توقعاتها ثابتة عند حوالي 32 مليون طن.
الأرجنتين: شهدت الأرجنتين أيضًا انخفاضًا في إنتاج القمح بسبب الظروف الجافة، خفضت بورصة حبوب روزاريو توقعاتها بمقدار 1 مليون طن إلى 19.5 مليون طن .
ومع ذلك، أبقى تقرير WASDE لشهر أكتوبر التقديرات عند 18 مليون طن، بزيادة ملحوظة عن العام السابق الذي تأثر بالجفاف.
الجفاف في روسيا والولايات المتحدة
روسيا: استمرت الظروف الجافة في روسيا، ما أدى إلى تقليص مساحة زراعة الحبوب الشتوية إلى 8.3 مليون هكتار، وهو أدنى مستوى منذ 2013.
يتوقع المحللون أن يؤثر هذا الانخفاض على محصول 2025/2026، على الرغم من وجود بعض التوقعات بهطول أمطار قد توفر راحة قصيرة الأجل.
الولايات المتحدة: رغم المخاوف المستمرة بشأن الجفاف، فإن الظروف الزراعية في الولايات المتحدة تحسنت مقارنة بالأعوام السابقة.
بلغ إنتاج القمح النهائي لموسم 2024/2025 53.6 مليون طن متري، بزيادة قدرها 9% عن العام السابق، حققت الغلات مستويات قياسية، حيث سجل القمح الربيعي الأحمر الصلب 52.5 فدان، وهو أعلى مستوى على الإطلاق.
التوقعات للموسم المقبل
مع زراعة 64% من محصول القمح الشتوي في الولايات المتحدة، تظل الحاجة إلى مزيد من الرطوبة لتعزيز نمو المحاصيل قبل حلول فصل الشتاء.
ووفقًا لمراقب الجفاف التابع لوزارة الزراعة الأمريكية، فإن 47% من مناطق القمح الشتوي لا تزال تعاني من الجفاف، على الرغم من أن هذه النسبة انخفضت بشكل ملحوظ عن ذروة 66% في عام 2022.
نظرة مستقبلية
على الرغم من القلق بشأن الجفاف في عدة مناطق رئيسية حول العالم، لم تظهر بعد تأثيرات طويلة الأمد في البيانات الإنتاجية الحالية. ومن المرجح أن يتضح المزيد من التفاصيل حول تأثير الجفاف على الإنتاج العالمي بمجرد اكتمال حملات الحصاد في أستراليا والأرجنتين.
تظل الأسواق في حالة ترقب، حيث يعتمد مستقبل الأسعار على التقلبات في الطقس ومقدار الهطول في المناطق المتضررة، وكما يقال دائمًا في الزراعة، فإن الطبيعة الأم لها الكلمة الأخيرة.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا: