بذلت مصر جهود كبيرة لتنمية الاستزراع السمكي، والذي يعد من أهم الوسائل لتنمية الثروة السمكية، لوفير بروتين غذائي امن، ويعتبر من أهم الموارد لزيادة الدخل القومي.
الاستزراع السمكي في مصر
قال دكتور يوسف العبد، استشاري وخبير الاستزراع السمكي، إن مصر حققت نهضة كبيرة في قطاع الاستزراع السمكي. من خلال مشروعات قومية كبير لم يسبق لها الحدوث على أرض مصر من قبل، كمشروع بركة غليون وقناة السويس وبور سعيد.
وعقدت الحكومة اليوم مؤتمر حكاية وطن بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي عرض الانجازات التي حققتها مصر خلال التسع سنوات الماضية.
ويشار إلى أن مشروع بركة غليون افتتح في نوفمبر 2017 ويعد أكبر مزرعة سمكية في الشرق الأوسط. وأنشأت بتكلفة 14 مليار جنيه، ويضم المشروع مزرعة سمكية على مساحة 4 الاف فدان.
كما يذكر أنه تم إنشاء مزرعة سمكية بمثلث الديبة غرب بورسعيد على مساحة 204 أفدنة. ويتكون المشروع من 72 حوض استزراع سمكي مخصصة لاستزراع الجمبري.
وأنشئ أيضًأ مشروع بمنطقة شرق بورسعيد وهو تابع لشركة قناة السويس للاستزراع السمكي والأحياء المائية. ونفذ في الفترة من يونيو 2015 إلى مارس 2019.
عوائد مشروعات الاستزراع السمكي
وتابع «العبد»: «تلك المشروعات استطاعت أن توفر أنواعًا من الأسماك لم تكن موجودة على المائدة المصرية. كسمك الدنيس والقاروص والجمبري. حيث كانت تستورد بكميات كبيرة من الخارج».
كما أشار إلى أن تلك المشروعات القومية النموذجية في مجال الاستزراع السمكي ساهمت في توفير العمالة. وكذلك توفير كميات كبيرة من الأسماك التي كانت تستورد من الخارج. في حين أنها تعطي نموذجية ومحاكاه للبيئة المصرية وأن تكون نموذجًا يحتذى به في مشروعات القطاع الخاص. بالإضافة إلى أنها تساهم في زيادة الدخل القومي المصري كغذاء بروتين امن وسليم.
وأضاف: «كما تستوعب المشروعات عدد كبير من القوة العاملة من المزارعين والأطباء الزراعيين ومصانع أعلاف الأسماك. والعمال في جميع المجالات المتصلة بالاستزراع السمكي».
تبادل الخبرات
ومن ثم بيَن أن مشروعات الدولة تعمل على تدريب الكوادر، وإرسالها للخارج لنقل محاكاه لهذه المشروعات في الخارج.
كما أعطت مصر للعديد من دول الخليج دورات تدريبية علمية عن أمراض الأسماك والأنواع المختلفة.
وأشار إلى أن وجود وفود من الدول العربية من السعودية والجزائر والإمارات والأفريقية التي تأتي إلى مصر. من أجل تبادل الاستفادة في مشروعات الاستزراع السمكي بيننا وبين الخارج.
الريادة في المجال
في حين أشار «العبد» إلى أن مصر الأولى عربيًا وأفريقيًا في إنتاج الأسماك والثالثة عالميًا في إنتاج سمك البلطي.
وقال إن تلك الريادة لم تأتي من فراغ وإنما من خلال جهود كل الوفود ذات الخبرة التي تنقل كبرتها للخارج. وهم الذين كان لهم الريادة في المجال بين جميع دول أفريقيا.
دعم الزارعين
كما قال غنه لكي تتمكن مصر من الحفاظ على ذلك النجاح فإنه يجب السعي. لتذليل الصعاب التي تواجه قطاع الاستزراع السمكي، بالإضافة إلى دعم المزارعين ماديًا ومعنويًا من خلال تسهيلات البنك الزراعي. وتقديم دورات تدريبية حقيقية على أرض الوقع من أجل تحقيق استفادة كبيرة لهم في المجال. كالوعي بكيفية مواجهة أمراض الأسماك سواء في فصل الشتاء أو مع ارتفاع درجات الحرارة. وتدريبهم على الممارسات الحقلية الفعلية للمزارع وكيفية زيادة إنتاجيتهم.
إنتاج سلالات جديدة
كما يرى أنه يجب إنتاج سلالات من السمك البلطي أعلى إنتاجية. واستهداف أنواع أخرى من الأسماك للدخول في مجال الاستثمار لتشجيع المستثمرين.
وفي هذا الصدد أوضح «العبد» أنه قام بمبادرة لزراعة أسماك كالسلمون والمحار وغيرها وهى غير موجودة في مصر.
أشار إلى أن التجربة نجحت في دول الخليج وأن تلك الأنواع تصلح للزراعة في البيئة المصرية. كما توفر الكثير من الأموال وتعطي إنتاجية عالية.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا
التحسين الوراثي
وأكد أهمية التحسين الوراثي في جميع المجالات. مشيرًا إلى أنه مثلما توجد جهود في التحسين الوراثي في الإنتاج الحيواني فلابد من العمل على التحسين الوراثي للأسماك.
غطاء إعلامي منظم
كما أشار إلى ضرورة توافر غطاء إعلامي منظم، قائلًا: إن قطاع الاستزراع السمكي يتعرض للعديد من الشائعات.