يتوقع المتعاملون في تجارة وتصدير الحاصلات الزراعية انخفاض أسعار البصل وزيادة المعروض في السوق بعد قرار مجلس الوزارء بحظر تصدير البصل لمدة 3 أشهر.
وتطالب الشركات المصدرة باستثناء العقود التصديرية القائمة بالفعل من القرار حتى لا تتضرر الشركات المصدرة من هذا القرار المفاجئ.
قال أحمد صبحي منصور، رئيس شركة السلام الدولية للاستيراد والتصدير، إن حجم صادرات البصل تضاعفت خلال العام الجاري مستفيدة من تراجع الانتاج العالمي وزيادة الطلب من مختلف الأسواق.
وأضاف «منصور» أن مثل هذه القرارات المفاجئة ربما تتسبب في ألحاق الضرر ببعض الشركات التي لديها تعاقدات تصديرية قاﻲمة بالفعل وقد تكبدها شروط جزائية.
وشدد على أهمية استثناء الشركات التي لديها تعاقدات بالفعل لاستكمالها حتى لا تخسر عملائها والتي تحصلت الشركات بالفعل على قيمة العقود التصديرية أو جزء منها.
وذكر أن مصر صدرت كميات تصل إلى 525 ألف طن بصل خلال الفترة من سبتمبر 2022 حتى مايو الماضي في مقابل نحو 300 ألف خلال الموسم الماضي.
وأضاف أن ارتفاع الطلب جاء مدعومًا بالطلب الكبير من الدول التي تضررت من الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والتغيرات المناخية التي أثرت بالسلب على إنتاجية المحاصيل الزراعية كما تضرر محصول باكستان والهند وبنجلاديش أكبر المصدرين للبصل.
وأشار إلى أن تراجع إنتاج أكبر المصدرين دفع أوروبا إلى التوجه لاستيراد البصل من مصر بكميات كبيرة والذي ظهر بقوة خلال شهر فبراير الماضي ومستمر حتى الآن.
تبعات القرار بوقف تصدير البصل
مؤشر لانخفاض سعر البصل
قال حاتم النجيب، نائب رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن قرار مجلس الوزراء بإيقاف تصدير البصل لمدة 3 أشهر. سيكون بداية لانخفاض أسعار الخضار والفاكهة في الفترة القادمة.
وطالب بأن يتبعه إجراء أخر بشأن الطماطم ثم البطاطس ثم باقي الأصناف الأخرى. حيث سيساعد على زيادة المعروض من تلك المنتجات من خلال العروات الزراعية القادمة. والتي ستكون في الشهر القادم والشهر التالي له.
كما أكد على أن القرار سيؤدي لزيادة المعروض من إنتاج البصل وسيجعله متوفر بشكل كبير داخل الأسواق. وأن ذلك سيكون سببًا في انخفاض أسعار البصل كما أنه سيحقق توازن في السوق المحلي من خلال إتاحة المنتج.
وفي هذا الصدد أوضح أن المنتجات التي تصدر للخارج بكميات كبيرة وإتاحتها في السوق المحلي. سيعود بالنفع الكبير على المواطنين وإزالة ضغط ارتفاع الأسعار من على عاتق المستهلك.
وأشاد «النجيب» بالاستجابة السريعة من قبل مجلس الوزراء والمساعدة في إيقاف عملية التصدير لمدة 3 أشهر.
مؤشر لاستقرار سوق البصل
وقال إن وقف تصدير البصل سيحد من أزمة التحركات السعرية وسيحافظ على استقرار سعر المنتج.
واتفق معه حسين أبو صدام، النقيب العام للفلاحين، قائلًا إن القرار سيؤدي إلى استقرار في سوق البصل. وسيجعل التجار يقدمون على إخراج كميات البصل المخزنة لديهم، وبالتالي سيزيد المعروض من البصل وستنخفض أسعاره.
زيادة الطلب على البصل المصري
في حين أشار إلى أنه كان من الواجب اتخاذ إجراء بخصوص تصدير البصل في هذا الموسم على وجه التحديد.
وأوضح أن ذلك بسبب الأزمات التي تعرضت لها العديد من الدول المنتجة والمصدرة للبصل في العالم. من جفاف في الهند وسيول في باكستان وفي أسيا، بالإضافة إلى الجفاف في أوروبا الذي أثر على إنتاجها من المحاصيل أيضًا.
لفت إلى أن الجفاف أدى إلى انخفاض إنتاج البصل في جميع أنحاء العالم. وبالتالي زاد الطلب على البصل المصري بشكل كبير خاصة من قبل الدول العربية .
كما قال «أبو صدام» إن التصدير بكميات كبيرة أدى لارتفاع سعر البصل الذي كان سعرة في الأرض الزراعية العام الماضي جنيهًا للكيلو. وكان يصل للمستهلك بسعر 5 جنيهات في الكيلو، على عكس العام الحالي. والذي سجل به سعر البصل 6 جنيهات لدى المزارع، ويصل للمستهلك بسعر 30 جنيهًا للكيلو.
اقرأ أيضًا:
خاص بيزنس 24| توقع هبوط أسعار البصل مع المحصول الجديد
تصدير البصل هذا العام
كما أوضح أن تلك التغيرات جعلت مصر تصدر كميات من البصل هذا العام أكبر من حجم البصل الذي تم تصديره السنة الماضية. وبالتالي جاء هذا القرار لجعل البصل كافي لاحتياجات السوق المحلي.
بينما قال نبيل نعمان، نائب أول رئيس شعبة الخضار والفاكهة بالإسكندرية، أنه ليس هناك تصدير للبصل في الوقت الحالي. وذلك لأن الكميات المنتجة من البصل قليلة، فالموسم الجديد لزراعة البصل بدأ منذ شهر ونصف تقريبًا.
وتابع: بأن البصل المتواجد في الأسواق عبارة عن كميات مخزنة لدى التجار. حيث أن البصل وكذلك البطاطس والثوم يعد من سلع الخضار والفاكهة المعمرة.
ووافقه فهمي رمضان، رئيس شركة جليلة لاستيراد وتصدير الحاصلات الزراعية، قائلًا: إن هذه السنة قامت مصر بتصدير حوالي 360 ألف طن من البصل فقط هذا العام.
أشار إلى أن حجم الصادرات هذا العام قريب بشكل كبير من حجم صادرات العام الماضي. وتصدر مصر البصل للعديد من دول العالم من إسبانيا وأفريقيا وجميع الدول العربية.
موسم حصاد البصل
في حين تابع «نعمان» حديثه مؤكدًا على أن التجار سيضطرون للإفراج عن البصل المخزن في الأيام القادة حتى لا يتعرضوا للخسارة. وذلك لأن المحصول الجديد من البصل قد اقترب موعد حصاده والذي يبدأ في منتصف شهر أكتوبر.
أشار إلى أن ذلك سيؤدي لزيادة المعروض من البصل وبالتالي هبوط أسعاره.
وقال: أنه من المتوقع مع حلول شهر أكتوبر القادم ستعود أسعار البصل للانخفاض. وكذلك الطماطم والبطاطس بسبب حلول موسم حصاد البصل.
اقرأ أيضًا:
خاص بيزنس 24| مخاوف من ارتفاع أسعار البصل مجددًا بعد فرض الهند 40% على صادرات المنتج
تأثير التغيرات الجوية على المحاصيل الزراعية
واتفق معه في هذا الصدد فهمي رمضان، رئيس شركة جليلة لاستيراد وتصدير الحاصلات الزراعية، أن السبب في ارتفاع سعر البصل. والخضراوات بشكل عام هى العوامل الجوية التي تؤثر على جودة البصل وغيره.
وقال إن الاحتباس الحراري الذي يهده العالم أثر على الإنتاجية. وكذلك أثرت عوامل أخرى كمجيء الشتاء في غير أوانه بينما لم يكن البصل قد نضج بعد. وكل ذلك يؤثر على جودة وإنتاجية العديد من الخضراوات.
وأضاف أن ارتفاع درجات الحرارة أثرت على إنتاج الطماطم أيضًا حيث أدت إلى قتل النوارة (زهر الطماطم) لأنها تتأثر بالتغيرات في درجات الحرارة. وهذا ما جعل سعر كيلو الطماطم بعد أن كان منخفضًا يصل اليوم إلى 25 جنيهًا للكيلو الواحد.
ضغوط على المزارعين
ومن ثم أشار «نعمان» إلى أنه من المشكلات التي تواجه العملية الزراعية أيضًا هى أن المزارع يتعرض لخسارة. حيث كان سعر البصل الأحمر في شهر مارس الماضي يأتي بين 2 و 2.5 جنيهًا. بحيث يصل للمستهلك بسعر 3 جنيهات.
كما كان البصل الأبيض بسعر 1.25 جنيهًا، ويصل للمستهلك بسعر 2.5 جنيهًا. وبالتالي لم يكن يغطي تكلفة إنتاجه مما تسبب في ضغوط على المزارعين.
فائض في الإنتاج المصري من البصل
ثم تابع «رمضان» حديثه قائلًا أن هناك فائض في الإنتاج المصري من البصل بأكثر من مليون طن. حيث يتم إنتاج 3 مليون طن من البصل سنويًا بينما يستهلك السوق المصري 2 مليون طن في سنويا من البصل.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا
كما أوضح أن المساحة المخصصة لزراعة البصل كذلك هى نفس المساحة في العام الماضي أيضًا.
