في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية و ارتفاع الأسعار، تلجأ بعض الدول إلى البحث عن خامات بديلة لتخفيض تكاليف الإنتاج و بالتالي تقليل السعر.
و مع الارتفاع في أسعار المكرونة الذي تشهده مصر في الفترة الأخيرة، كيف تواجه صناعة المكرونة ارتفاعات التكلفة؟
قال علاء عزت، رئيس شركة المصرية الإماراتية للصناعات الغذائية، أنه لا توجد بدائل للقمح المستورد في صناعة المكرونة سوى القمح المحلي، وهو مخصص لإنتاج المخبوزات و لا يُصرح لشركات المكرونة استخدامه في الصناعة.
وأشار إلى أن صناعة المكرونة تعتمد على القمح و الدقيق أو السيمولينا ولكنها غير متوفرة في مصر وبالتالي فإن المكون الأساسي في صناعة المكرونة بمصر هو القمح.
تابع، أن تكلفة صناعة المكرونة مرتفعة، حيث إن الدقيق يشكل 65% من الصناعة، بينما تدخل النسبة المتبقية والتي تمثل 35% من باقي التكلفة في عبوات التغليف، والطاقة، والعمالة و النقل.
إجراءات لتقليل تكلفة الصناعة
و قال «عزت» إن الشركات المنتجة للمكرونة تحاول خفض تكلفة الإنتاج عن طريق التوفير في الطاقة المستهلكة، كما أن بعضها يلجأ لاستخدام العبوات الكبيرة في التغليف (كعبوات ال10 كيلو) من أجل التقليل من استخدام البلاستك و الكرتون.
و أوضح «عزت»، أن سعر القمح عالميًا انخفض إلى 50% خلال العام الجاري، حيث عادت الأسعار مرة أخرى إلى معدلات ما قبل حرب أوكرانيا و روسيا، و التي وصل معدل الزيادة خلالها إلى 100% ثم عادت لتنكمش مرة أخرى.
عدم توافر العملة
وتابع: «الآن عاد سعر القمح عالميًا إلى معدله الطبيعي، و إن زادت لا تتعدى زيادتها مستوى 10 دولارات، و بالتالي فإن ذلك الصعود في سعر القمح في مصر يعود إلى طريقة الاستيراد بسبب عدم توافر العملة بشكل كافي، حيث إنها تأتي من خلال التصدير فقط.
و وافقه في الرأي محمد شرف، عضو شعبة المطاحن 72% بغرفة الحبوب باتحاد الصناعات، قائلًا إن السبب الأساسي في ارتفاع أسعار المكرونة ليس حرب أوكرانيا و روسيا، حيث تكمن المشكلة في قلة السيولة الدولارية المتاحة من البنوك، فإذا توافرت بشكل كافي ستعاود الأسعار في الهبوط مرة أخرى.
كما أكد «شرف»، أن زيادة الصادرات هى المخرج الوحيد من الأزمة، و فحجم الصادرات في مصر زاد و لكنه لم يصل إلى المعدل المطلوب، لتكون مقاربة لحجم الواردات السلعية.
وأشار في النهاية، إلى أن الإجراءات التي تتخذها الدولة لتقليل الأسعار يُفسدها التجار من خلال رفع الأسعار على المستهلك; مما يؤدي لزيادة هامش المقاومة.
وشدد على أهمية أن تتدخل الحكومة في تحديد الأسعار، و أن تشدد الرقابة على التجار.
و تابع «شرف»، حديثه بأن الزيادة في أسعار المكرونة في الشهر الماضي لا تمثل أكثر من 13% أو 15%، و بالتالي لا يعد ارتفاعًا ضخمًا.
تكلفة صناعة المكرونة
أما عن تكلفة صناعة المكرونة، فهناك أنواع من المكرونة منها ما يصنع من الدقيق فقط كمكرونة «الملكة»، و منها ما يدخل في صناعته السيمولينا كمكرونة «حواء»، و النوع الأخير الذي يصنع من حبة كاملة من القمح و تكاليف إنتاجها مرتفعة تعادل 3 أضعاف الأنواع الأخرى، كما أنها لا تتمتع بإقبال من قبل المستهلك.
طلب على الدقيق والمكرونة من السودان
و أشار إلى أن السودان استوردت من مصر خلال الشهرين الأخيرين 3 ملايين طن دقيق و 1.5 مليون طن مكرونة، و هذا ما جعل السوق ينتعش الفترة الأخيرة بسبب حجم الصادرات الكبير، و لكنه كان سببًا في ارتفاع الأسعار في السوق المحلي.
تابع: «عندما يتوقف التصدير إلى السودان سيرتفع العرض، حيث إن كميات القمح الموجودة داخل الموانئ تكفي صناعة المكرونة لمدة 6 أشهر.
خروج روسيا من اتفاقية الحبوب
كما بيَن أن خروج روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب في الشهر الماضي أدى إلى توقف إمدادات القمح، و بالتالي زاد سعره من 230 إلى 260 دولارًا، كما أن القمح المدعم ممنوع دخوله في صناعة المكرونة في القطاع الخاص.
وذكر أن أسعار القمح تعد منخفضة حيث تناقصت الأسعار بشكل كبير مقارنة بما كانت عليه من قبل، و لكن ذلك الهبوط يقابله ارتفاع في أسعار فواتير الكهرباء و الماء و الغاز و زيادة في العمالة; مما جعل المصانع و الشركات لا تشعر بذلك الانخفاض.