تداول الفاكهة واحدة من المعاملات الهامة، التي تتحكم في النتاج النهائي ومعدلات “الربحية/الفاقد” المتوقعة بحلول نهاية الموسم، ما يستدعي الالتزام بقواعدها وتطبيق اشتراطاتها على الوجه الأكمل، بما يضمن الوصول للنتائج المأمولة، وهي المسألة التي تحتاج لمزيد من التوعية.
تناولت الدكتورة زينب زكي – أستاذ مساعد بقسم بحوث تداول الفاكهة بمعهد بحوث البساتين، التابع لمركز البحوث الزراعية – هذا الملف الهام بالشرح والتحليل.
تداول الفاكهة اشتراطات ومعايير
في البداية تحدثت الدكتورة زينب زكي عن مرحلة تداول الفاكهة، بوصفها أخطر مرحلة في منظومة زراعة هذا النوع من المحاصيل، مشيرة إلى ارتفاع معدلات الفقد فيها، والتي تبدأ من مرحلة الجمع، مرورًا بالفرز والتعبئة والنقل وانتهاء بالعرض في الأسواق.
وأوضحت أن تقليل معدلات الفقد الناجمة عن تداول الفاكهة بعد الحصاد، تستدعي انضباطا ووعيا كبيرًا من قِبل المزارعين والقائمين على إتمام وتنفيذ تلك المرحلة الهامة، وبخاصة مع الأصناف الهشة والحساسة.
وأشارت إلى أن إدارة ملف تداول الفاكهة بعد الحصاد، يستدعي الالتزام بعدة قواعد واشتراطات، بداية من تحديد الموعد الأمثل لاكتمال النمو، والذي يترتب عليه اتخاذ قرار بدء معاملات الجمع والحصاد.
تداول الفاكهة أنواع الثمار وتداعيات الجمع قبل اكتمال النضج
قسمت “زكي” ثمار محاصل الفاكهة إلى مجموعتين أساسيتين:
- ثمار تؤكل على ما تقطف عليه “تستوجب تنفيذ معاملات الجمع عند تمام اكتمال النمو”
- ثمار يجرى لها عمليات إنضاج صناعي “تقطف خضراء” بعد ظهور علامات داخلية وظاهرية تحدد الموعد الأمثل لإتمام هذه المعاملة.
وحذرت الأستاذ المساعد بقسم بحوث تداول الفاكهة من الوقوع في بعض الأخطاء، وأبرزها قطف الثمار قبل تمام اكتمال النمو أو بعدها، لما له من تداعيات سلبية على المحصول وقدراته التسويقية ومدى إمكانية تخزينه.
ولفتت إلى أن قطف ثمار الفاكهة قبل الموعد الأمثل، وظهور العلامات الدالة، يحول دون إتمام اكتمال النضج، والتي ربطتها بما يعرف علميًا بـ”ميكانيكية التنفس”.
وأشارت إلى أبرز التداعيات الناجمة عن قطاف ثمار الفاكهة قبل تمام اكتمال نموها، والتي حصرتها في النقاط التالية:
- عدم اكتمال المخزون الغذائي داخل الثمار والذي تتحصل عليه من الشجرة الأم
- تقصير عمرها الافتراضي وتقليل فترة صلاحيتها للتخزين
- طعمها يصبح غير مستساغ
- فقد نسبة كبيرة من المياه المخزونة داخلها ذبول الثمار
- زيادة الفاقد في وزن الثمار
وأوضحت أن هذه السلبيات تضاعف من نسبة الفاقد المتوقعة في محاصيل الفاكهة، وهي النسبة التي يمكن زيادتها خلال مرحلة التداول.
تداول الفاكهة معايير ودلائل اكتمال النضج
انتقلت الدكتورة زينب زكي إلى أبرز المعايير التي يتم الاستناد إليها، للتأكد من اكتمال نضج محاصيل الفاكهة، مشيرة إلى أنها تختلف باختلاف الصنف، غير أنها جميعا تخضع لقاعدتين أساسيتين “عوامل ظاهرية خارجية، وأخرى داخلية”.
وحصرت العوامل الظاهرية الخارجية في اكتمال الشكل الخارجي المتعارف عليه، والوصول إلى اللون والقوام المثالي، فيما يمكن الاستدلال على العلامات الداخلية عبر عدة وسائل أبرزها تحليل نسبة السكر، أو نسبة الحموضة كما يحدث مع الموالح.
وضربت “زكي” المثل بالعلامات الداخلية الدالة على اكتمال نضج “الموالح”، والتي تحتم تلوين الثمرة بنسبة 75% على الأقل، وبخاصة في الأنواع العصيرية، نظرًا لتأثيرها المباشر على نسبة العصائر المستخلصة ومدى استساغتها.
أهمية الاستعانة بـ”العمالة المدربة”
شددت على وجوب الاستعانة بعمالة مدربة، لتنفيذ عمليات قطف ثمار الفاكهة في الموعد الأمثل لها، بعد الاستدلال على العلامات الظاهرية والداخلية الدالة على تمام اكتمال النضج.
أكدت على حتمية تنفيذ معاملات الجمع والقطاف في الموعد الأمثل، مشددة على ضرورة إتمامه في الصباح الباكر، لضمان اكتمال تطاير الندى.
تداول الفاكهة مخاطر الجمع قبل تطاير الندى
لفتت إلى أن تعبئة ثمار الفاكهة المحفوفة بقطرات الندى، يرفع من مستوى الرطوبة، ما يؤدي إلى الإصابة بالأمراض الفطرية، علاوة على تعزيز فرص انتشار العدوى بين باقي الثمار، ما يضاعف من حجم الفاقد المتوقع.
وأوصت بضرورة مراعاة نظافة الأدوات المستخدمة في الجمع والحصاد والتعبئة، علاوة على مراعاة نظافة أيادي العمالة التي تقوم بتنفيذ هذه العملية، نظرا لانعكاساتها السلبية على القدرات التسويقية للمحصول ونسب الفاقد ومعدلات الربحية المتوقعة.