الحشائش تُمثل واحدة من الآفات الخطيرة على كافة المحاصيل، وهاجسًا مؤرقًا لجموع مُزارعينا، نظرًا لحجم الخسائر الاقتصادية الناجمة عنها، ونسب الإصابة والعدوى المُترتبة عليها، ما يوجب اتباع التوصيات الفنية الواردة بشأنها، لضمان تحقيق أفضل النتائج المُمكنة.
تناول الدكتور عبده عبيد –مدير المعمل المركزى لبحوث الحشائش، التابع لمركز البحوث الزراعية- ملف مقاومة هذه الآفة بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على طُرق مكافحتها والتغلب عليها.
خطورة الحشائش نسبة الخسائر المتوقعة
في البداية نبه الدكتور عبده عبيد إلى مدى خطورة تلك الآفة على كافة المحاصيل الزراعية، موضحًا أن الخسائر الاقتصادية الناجمة عنها، تتراوح بين 20 إلى 30%، وقد تتضاعف هذه النسبة حال عدم اتباع التوصيات الفنية، لتصل إلى خسارة كامل المحصول.
وضرب “عبيد” المثل بحشائش الهالوك، التي قد تقضي على كامل محصول الفول البلدي، حال عدم اتباع التوصيات الفنية الوقائية السابقة للزراعة، علاوة على إرشادات وطُرق المكافحة الواردة بشأنها.
ركائز خطة المكافحة 3 عوامل تتحكم في حجم الخسائر
لفت مدير المعمل المركزي إلى أن نسبة الخسارة والفقد من المحصول، والناجمة عن الإصابة بتلك الآفة، غالبًا ما تتحكم فيها عدة أسباب، وفي مُقدمتها نسبة الكثافة والنوع “عريضة أم ضيقة الأوراق”، بالإضافة لتوقيت ظهورها بالرقعة الزراعية.
وأوضح أن استراتيجية اختيار طريقة المكافحة، تحتكم إلى العناصر الثلاث السابقة إلى حد بعيد، فإذا كانت كثافة الانتشار عالية، يتحتم اللجوء إلى ما يُعرف بخطة المكافحة المتكاملة، فيما يتم الاقتصار على الحلول الميكانيكية والنقاوة اليدوية مع الإصابات الخفيفة بتلك الآفة.
توقيت ظهور الحشائش وعلاقته بنسب الخسارة
أشار “عبيد” إلى أن توقيت ظهور الحشائش في المحاصيل الزراعية، يُمثل مؤشرًا لحكم الخسارة الناجمة عنه، موضحًا أن رصدها في توقيت مُبكر، يعني خسارة اقتصادية ضخمة، بسبب منافستها للمحصول على مصادر الغذاء والمياه الأساسية، فيما ترتفع نسبة العدوى وتتضاعف فُرص انتشار بذور الحشائش حال ظهور تلك الآفة بنهاية الموسم، ما يعني ضرورة الإسراع في مكافحتها مع بداية الموسم التالي.
طُرق الزراعة المثلى ودورها في تقليص فرص انتشار العدوى سلط
“عبيد” الضوء على دور طريقة الزراعة في مكافحة الحشائش، مؤكدًا أن بعض المحاصيل يُفضل زراعتها بالطريقة “الحراتي”، التي تُقلل نسبة حدوث المشكلة إلى النصف، كما هو الحال مع القمح.
وأوضح أن الأمر عينه يحدث حال زراعة محصول القمح بطريقتي التسطير أو المصاطب، والتي تهبط بفُرص الإصابة وانتشار الحشائش في التربة إلى حد بعيد، ما يوجب وضع هذه القواعد في اعتبار المُزارعين.