
كشفت منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، عن تراجع أسعار الذهب في الأسواق المحلية بنسبة 0.8% خلال الأسبوع المنتهي مساء السبت، بالتوازي مع انخفاض سعر الأوقية عالميًا بنسبة 1.5%، بفعل موجة بيع لجني الأرباح وتراجع توقعات خفض أسعار الفائدة. يأتي ذلك في وقت تشهد فيه الأسواق اضطرابات متزايدة بفعل الحرب التجارية والرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
الذهب يتراجع محليًا وعالميًا وسط تقلبات الأسواق
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب في السوق المحلية تراجعت بنحو 35 جنيهًا خلال الأسبوع الماضي، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 عند 4385 جنيهًا، لامس مستوى 4445 جنيهًا، واختتم عند 4350 جنيهًا. كما تراجعت الأوقية عالميًا بقيمة 47 دولارًا، من 3085 دولارًا إلى 3038 دولارًا، بعد أن سجلت ذروتها التاريخية عند 3168 دولارًا يوم الخميس 3 أبريل.
وأشار إمبابي إلى أن أسعار الذهب عيار 24 بلغت 4971 جنيهًا، وعيار 18 سجل 3729 جنيهًا، وعيار 14 بلغ 2900 جنيه، فيما سجل الجنيه الذهب 34800 جنيه. وأوضح أن السوق المحلية شهدت تراجعًا إضافيًا بنحو 25 جنيهًا يوم السبت، بالتزامن مع عطلة البورصات العالمية.
الفجوة السعرية مستمرة وتجار الذهب يسيطرون على المشهد
وأوضح إمبابي أن أسعار الذهب في السوق المحلية لا تزال أعلى من السعر العالمي بنحو 30 جنيهًا، رغم تراجع الفجوة السعرية من 61 جنيهًا إلى هذا المستوى. وأرجع ذلك إلى محاولة تجار الذهب الخام الاستفادة من فروق الأسعار، خاصة مع عودة الطلب من قطاع التجزئة بعد إجازة عيد الفطر المبارك.
وأضاف أن الفترة الماضية شهدت تراجع أسعار الذهب المحلية عن الأسعار العالمية، نتيجة انخفاض الطلب المحلي وتوجه السوق إلى التصدير من أجل توفير السيولة وسط موجة بيع مكثفة.
الفضة تعود للواجهة كملاذ آمن لصغار المستثمرين
وأكد إمبابي أن هناك تحولًا ملحوظًا نحو الاستثمار في الفضة، خصوصًا من قبل المواطنين محدودي الدخل وصغار السن، باعتبارها ملاذًا أكثر ملاءمة بعد الارتفاع القياسي لأسعار الذهب. ونصح بشراء الجنيه الفضة، الذي يتراوح سعره بين 500 و600 جنيه، وفقًا للعيار، كخيار استثماري جيد في الوقت الراهن.
وأشار إمبابي إلى أن شركات تصنيع المشغولات الذهبية تواصل تقليل الأوزان لمواجهة تراجع القوة الشرائية، رغم المحاولات التي قامت بها شركات التمويل الاستهلاكي لتنشيط السوق عبر تقسيط الذهب. إلا أن ارتفاع الفائدة إلى نحو 30% من سعر الذهب دفع المواطنين للعزوف عن هذه العروض، لا سيما مع تزايد حالات التعثر المالي والتهديد بالسجن في بعض الحالات.
أداء تاريخي للذهب في الربع الأول… ولكن!
وخلال الربع الأول من عام 2025، ارتفعت أسعار الذهب محليًا بنسبة 18%، بقيمة 680 جنيهًا، بينما سجلت الأوقية العالمية ارتفاعًا بنسبة 19% (502 دولارًا)، محققة أفضل أداء ربع سنوي منذ 39 عامًا، مدعومًا بعمليات شراء من البنوك المركزية وتدفقات صناديق الاستثمار والطلب على الملاذات الآمنة.
لكن على الرغم من الأداء التاريخي، فقد شهد الأسبوع الأخير تراجعًا حادًا بعد الإعلان عن رسوم جمركية أمريكية جديدة، ورد الصين بفرض رسوم بنسبة 34% على السلع الأمريكية، ما عمّق المخاوف من ركود اقتصادي عالمي.
و قال إمبابي إن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب تسببت في اضطراب سلاسل التوريد العالمية بشكل غير مسبوق منذ جائحة كورونا، بل تمثل أكبر اضطراب منذ 100 عام. ورافق ذلك تراجع حاد في أسواق الأسهم العالمية، وسط محاولات المستثمرين تقليص المخاطر.
وفي ذات السياق، حذر جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، من أن هذه التعريفات قد تعيد تسارع التضخم وتؤثر سلبًا على توقعات خفض الفائدة، مشيرًا إلى أن الاقتصاد يواجه مخاطر مرتفعة تتعلق بالبطالة والتضخم، ما يزيد من الضبابية الاقتصادية.
الذهب يظل في موقع قوة رغم التراجع الأخير
على الرغم من التراجع الأسبوعي، شدد إمبابي على أن الذهب لا يزال يؤدي دوره كأداة تحوط قوية، خاصة في ظل المخاطر الجيوسياسية، والحروب التجارية، وسياسات البنوك المركزية غير الواضحة، وضعف أداء الأسواق المالية، ما يجعل المعدن الأصفر خيارًا مفضلًا للتحوط من المخاطر.
وفي ختام حديثه، لفت إلى أن الأسواق العالمية تترقب بيانات مهمة هذا الأسبوع، أبرزها محضر اجتماع لجنة السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي، ومؤشرات أسعار المستهلك والمنتج في الولايات المتحدة، والتي سيكون لها دور حاسم في تحديد اتجاهات الأسواق المقبلة.
قد يهمك أيضاً:-