
تواجه منطقة البلقان تحدياً كبيراً في إنتاجها الزراعي، إذ أدى الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة إلى تراجع ملحوظ في إنتاج محاصيل بذور عباد الشمس والذرة، مما يهدد استقرار القطاع الزراعي وتأثيره على الصناعات ذات الصلة.
تكشف بيانات حديثة نشرتها “AgroPortal” عن انخفاضات كبيرة في غلة هذه المحاصيل الحيوية، مما ينذر بتحديات إضافية قد تؤثر على توافر هذه البذور في السوق الأوروبية والعالمية.
تراجع حاد في إنتاج بذور عباد الشمس
تعتبر رومانيا وبلغاريا من أبرز منتجي بذور عباد الشمس في الاتحاد الأوروبي، حيث تحتل الدولتان مراكز متقدمة بجانب فرنسا والمجر، ولكن في هذا العام، شهدت هذه الدول تراجعاً حاداً في إنتاجها بسبب ظروف مناخية غير معتادة.
ووفقاً للتقرير، من المتوقع أن تنخفض غلة بذور عباد الشمس في بلغاريا بنسبة 16.2%، لتصل إلى 1.55 طن/هكتار، بينما ستكون الانخفاضات أشد حدة في رومانيا بنسبة تصل إلى 32.5%، ما يترك الإنتاج عند 1.45 طن/هكتار.
تدهور في الإنتاجية الزراعية
عند مقارنة إنتاجية هذا العام بمتوسط السنوات الخمس الماضية، يظهر التراجع الحاد بشكل أوضح، إذ انخفض إنتاج بذور عباد الشمس في بلغاريا بنسبة 29%، في حين بلغت نسبة الانخفاض في رومانيا 34.7%، هذه الأرقام تعكس مدى تأثر المنطقة بالتغيرات المناخية، وتبعاتها على إنتاج المحاصيل التي تعد أساسية في صناعة الزيوت النباتية.
الذرة: محصول آخر يعاني في ظل نقص المياه
لم يقتصر التأثير السلبي للجفاف على بذور عباد الشمس فحسب، بل طال أيضاً محصول الذرة الذي يعتبر أقل مقاومة لنقص المياه،
تشير التقديرات إلى أن غلة الذرة في بلغاريا بلغت حوالي 3.4 طن/هكتار، ما يمثل انخفاضاً بنسبة 24% مقارنة بالعام الماضي، وتراجعاً بنسبة 40% عن المتوسط على مدى السنوات الخمس الماضية، أما في رومانيا، فقد تم تقدير إنتاج الذرة عند 3.5 طن/هكتار، وهو أقل بنسبة 22% عن العام السابق وأقل بنسبة 19% عن متوسط الخمس سنوات.
تأثيرات مباشرة على توافر البذور والصناعات المرتبطة
من المتوقع أن تشهد منطقة البلقان والبحر الأسود انخفاضاً في توافر بذور عباد الشمس بنسبة تتراوح بين 10% و15% هذا الموسم، مما سيكون له تأثير مباشر على المصانع العاملة في عصر الزيت وإنتاج الزيوت النباتية، إذ تعتمد هذه الصناعات بشكل كبير على بذور عباد الشمس، ويعني انخفاض توافر البذور تضاعف التحديات التي تواجه هذه المصانع.
تحسن في إنتاج القمح والشعير
رغم الانخفاض الكبير في إنتاج الذرة وعباد الشمس، هناك جانب مشرق في الصورة الزراعية للبلقان، حيث استفادت محاصيل القمح والشعير من الظروف المناخية المواتية خلال شهري مايو ويونيو. حققت هذه المحاصيل إنتاجية جيدة نتيجة هطول الأمطار في تلك الفترة، مما ساعد في تعويض بعض الخسائر التي شهدتها المحاصيل الأخرى.
مستقبل زراعي في مواجهة تغير المناخ
يؤكد هذا التقرير أن التغيرات المناخية أصبحت تؤثر بشكل مباشر على الإنتاج الزراعي في البلقان، حيث تسببت ظروف الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة في تراجع كبير في إنتاج محاصيل استراتيجية.
هذا التحدي يتطلب جهوداً من الدول المعنية لتعزيز مرونة القطاع الزراعي، سواء عبر الاستثمار في تقنيات الري الحديثة أو تحسين أنواع المحاصيل لتتحمل الظروف المناخية المتغيرة، مع إدراك أن استمرارية هذا النمط قد تتطلب إعادة تقييم الأنماط الزراعية لتحقيق الأمن الغذائي في المنطقة.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا: